الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ.(أرشيف)
الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ.(أرشيف)
الجمعة 31 مارس 2023 / 11:24

سياسات بايدن تساعد الصين على توسيع نفوذها

24- طارق العليان

كان أبرز ما جاء في البيان المشترك بعد لقاء الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ الهدف المعلن المتمثل في إنشاء "نظام عالمي متعدد الأقطاب"، حيث "تؤكد الأطراف استعدادها... معارضة جميع أشكال [الهيمنة]، والأحادية وسياسات القوة، وضد أفكار الحرب الباردة والمواجهة التكتلية وخلق صيغ ضيقة ضد دول معينة".

رئاسة بايدن جاءت إيذاناً ببدء حقبة من الضعف الأمريكي الذي تسعى بكين إلى استغلاله


وفي هذا الإطار، قال الكاتب الصحفي شون فليتوود في مقال بمجلة "ذا فيدراليست" الإلكترونية الأمريكية، إن هذه الخطوة تشير إلى تحدٍ صارخ للولايات المتحدة، التي كانت، منذ نهاية الحرب الباردة، القوة العظمى الوحيدة في العالم والتي استخدمت قوتها الاقتصادية والعسكرية والثقافية لتشكيل مجتمع عالمي يتمحور حول القيم الغربية.


ويأتي الاجتماع الذي استمر ثلاثة أيام بين شي وبوتين وسط الغزو الروسي المستمر لأوكرانيا. وفي الشهر الماضي، تصدرت بكين عناوين الصحف بعد الدعوة إلى وقف إطلاق النار بين البلدين.

عقلية الحرب الباردة

وكجزء من خطتها للسلام المكونة من 12 نقطة، دعت الصين جميع الأطراف المعنية إلى التخلي عن "عقلية الحرب الباردة" و"وقف العقوبات الأحادية الجانب".
وأوضحت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن مسؤولي الحزب الشيوعي الصيني يستخدمون هذه اللغة "بشكل روتيني" لانتقاد الولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى لردهم على الغزو الروسي - بما في ذلك توريد الأسلحة إلى أوكرانيا واستخدام الأدوات الاقتصادية واسعة النطاق للضغط على موسكو.

الصين: صانع الصفقات

لكن ليست أوروبا الشرقية وحدها هي المكان الذي تتطلع فيه الحكومة الصينية للعب دور صانع الصفقات. قبل أسبوعين، توسطت بكين في اتفاق سلام بين المملكة العربية السعودية وإيران، وهما دولتان في الشرق الأوسط تربطهما علاقة تاريخية عدائية. وتأتي الوساطة وسط انهيار في العلاقات الأمريكية السعودية - وهو ما يتحمل بايدن اللوم عليه.


ويتضح أيضاً تنامي النفوذ العالمي لبكين في أمريكا اللاتينية. فيوم الأحد، حولت هندوراس - حليف قديم لتايوان - اعترافها الدبلوماسي من تايبه إلى بكين. وكشرط أساسي لإقامة علاقات مع حكومتها، كلفت الصين الدول بقطع العلاقات الرسمية مع تايوان. مثل هذا المطلب، وفق الكاتب، هو جزء من استراتيجية الحزب الشيوعي الصيني لعزل تايوان سياسياً على المسرح العالمي.

بايدن يشل أمريكا

وأوضح الكاتب أن رئاسة بايدن جاءت إيذاناً ببدء حقبة من الضعف الأمريكي الذي تسعى بكين إلى استغلاله. وألقت إدارته بسجل الولايات المتحدة الطويل كحاجز ضد الطموحات العالمية للحزب الشيوعي الصيني في القمامة. وبدلاً من اتباع سياسات تعزز الأمن الاقتصادي الأمريكي والجاهزية العسكرية، نفذ بايدن وإدارته تدابير لتحقيق العكس تماماً.
وعلى الجبهة الاقتصادية، أدت السياسة النقدية لبايدن - التي تتضمن إنفاق تريليونات من أموال دافعي الضرائب على مشاريع غير مجدية للديمقراطيين - إلى تضخم مرتفع لعقود، مما تسبب بمعاناة الأمريكيين كل يوم من أجل تحمل الضروريات الأساسية مثل الغاز والبقالة.
وأوضح الكاتب أن الوضع ليس أفضل على جبهة الأمن القومي أيضاً، مشيراً إلى أنه حتى يناير (كانون الثاني)، استنزفت الإدارة الرتب العسكرية الأمريكية عن طريق تسريح الأفراد العسكريين الذين لم يتلقوا جرعة كوفيد-19 التجريبية، منوهاً في الوقت نفسه إلى أن الجيش الأمريكي يواجه مشاكل تجنيد كبيرة.
ولفت الكاتب النظر إلى أن سياسات بايدن المفتوحة للحدود تؤدي أيضاً إلى تفاقم مخاوف الأمن القومي على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، حيث يواجه مسؤولو حرس الحدود مستويات غير مسبوقة من الهجرة غير الشرعية.

الصين تفوح منها رائحة الدم

وقال الكاتب: "مع سياسات بايدن التي تقوض الاستعداد الاقتصادي والعسكري الأمريكي من الداخل، فإن الصين قادرة على توسيع نفوذها بشكل منهجي في جميع أنحاء العالم دون منازع تقريباً. سواء أكان الأمر يتعلق بتأمين اتفاقيات السلام بين القوى المتنافسة أو تعزيز العلاقات مع الدول ذات الأهمية الاستراتيجية، فإن الحزب الشيوعي الصيني لا يتباطأ في هدفه للدخول في نظام عالمي خالٍ من الهيمنة الأمريكية".