سارية علم فارغة بانتظار وضع علم فنلندا في مقر الناتو (رويترز)
سارية علم فارغة بانتظار وضع علم فنلندا في مقر الناتو (رويترز)
الثلاثاء 4 أبريل 2023 / 14:13

احتدام المعارك في باخموت.. والناتو يضيف العضو الـ 31

24 - شيماء بهلول

لا تزال الجبهة الشرقية في أوكرانيا تشهد صراعاً مستمراً بين موسكو وكييف من أجل السيطرة على مدينة باخموت، في ظل إعلان قوات فاغنر الروسية سيطرتها الكاملة على المركز الإداري للمدينة ورفعها لراية النصر.

 وفي توسع قوي للناتو صوب الشرق، يقيم حلف شمال الأطلسي اليوم الثلاثاء، مراسم استقبال رسمية لفنلندا إثر انضمامها إلى الحلف لتصبح العضو الـ 31، فيما أكدت روسيا أنها ستعزز من قدراتها العسكرية في مناطقها الغربية والشمالية الغربية رداً على قرار الضم.

راية النصر

أصبحت معركة السيطرة على باخموت من أكثر المعارك دموية في الصراع، وكبدت الجانبين خسائر فادحة كما دمرت المدينة إلى حد بعيد، وأعلن رئيس مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة يفجيني بريغوجين، أن قواته رفعت العلم الروسي على المبنى الإداري في وسط المدينة، لكن جنوداً أوكرانيين ما زالوا يحتفظون ببعض المواقع في غربها.

ولكن الجيش الأوكراني استخف بهذا الزعم، وقال إن القتال ما زال مستمراً حول مبنى مجلس المدينة وفي بلدات أخرى مجاورة، وقال المتحدث باسم القيادة العسكرية الأوكرانية الشرقية سيرهي تشيريفاتي: "باخموت أوكرانية ولم يستولوا على أي شيء وهم بعيدون جداً عن تحقيق ذلك"، وأضاف "لقد رفعوا العلم على مرحاض من نوع ما. ألصقوه بجانب مكان ما وعلقوا قطعة قماش وقالوا إنهم استولوا على المدينة. حسناً، لندعهم يعتقدون أنهم استولوا عليها".

وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية في بيان مسائي، إنها صدت 45 هجوماً روسياً في الساعات الـ 24 الماضية، وإن باخموت هي مركز العمليات إلى جانب مدينتي أفدييفكا ومارينكا إلى الجنوب.

بانتظار الأوامر

ومن جهتهم، قال قادة بالجيش الأوكراني إن هجومهم المضاد الذي سيكون بدعم من دبابات وعتاد عسكري وصلهم مؤخراً من الغرب، سيُنفذ في وقت قريب لكنهم أكدوا على أهمية الصمود في باخموت وتكبيد الجانب الآخر الخسائر في الوقت الراهن.

وقال جندي يبلغ من العمر 35 عاماً من كتيبة دبابات قرب باخموت: "الناس مستعدون للهجوم المضاد. كل ما ننتظره هو الأوامر بالتقدم وتفاصيل الاتجاه الذي سنتقدم صوبه.. باخموت أم سوليدار أم أي مكان آخر".

وقالت قيادة سلاح الجو الأوكراني في ساعة مبكرة من صباح اليوم الثلاثاء، إن روسيا أرسلت 17 طائرة مسيرة إيرانية الصنع من طراز شاهد لمهاجمة أوكرانيا، قبل أن تدمر أنظمة الدفاع الجوي 14 منها، وقال يوري كروك، رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية في مدينة أوديسا المطلة على البحر الأسو: إن "المنطقة تعرضت لهجمات بعدد من الطائرات المسيرة"، وأضاف على صفحة الإدارة على فيس بوك "وقعت أضرار نتيجة لتصدي أنظمة الدفاع الجوي (للطائرات المسيرة)".

وصرح رئيس مجلس الدوما الروسي، فياتشيسلاف فولودين، بأن دعم واشنطن وبروكسل لكييف أدى إلى "إنشاء دولة إرهابية في وسط أوروبا"، بحسب ما نقلته وكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية، اليوم، وأضاف أن "كييف تحاول ترهيب وتدمير من يقول الحقيقة"، مشيراً إلى أنه "لا يوجد عذر لإرهاب تتم محاربته بشدة في جميع أنحاء العالم. لا تفاوض مع الإرهابيين، يتم فقط تدميرهم".

وقف الألغام

وبدورها، دعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك روسيا إلى وقف زرع الألغام في الأراضي الزراعية بأوكرانيا، وقالت: إن "الألغام لا تؤدي فقط إلى سقوط العديد من الضحايا المدنيين، ولكنها تمنع أيضاً العديد من المزارعين من حرث حقولهم وجلب المحصول".

وأضافت "بهذه الطريقة، تقلل روسيا من المعروض من المواد الغذائية في السوق العالمية، وبالتالي تزيد الجوع في العالم"، وتابعت "الألغام المضادة للأفراد أسلحة وحشية. إنها السبب الذي يجعل الآباء والأمهات في دول مثل البوسنة والهرسك وكمبوديا والعراق لا يزالون مضطرين للقلق على أطفالهم في كل مرة يخرجون فيها للعب بعد عقود من الصراع".

ووفقاً للحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية في الخريف الماضي، استخدمت روسيا ما لا يقل عن 7 أنواع مختلفة من الألغام الأرضية المحظورة دولياً في أوكرانيا، وفي عام 1999، خلت ما تسمى بمعاهدة أوتاوا حيز التنفيذ، والتي تهدف إلى مكافحة الألغام الأرضية، وتحظر المعاهدة الدولية استخدام وإنتاج وتخزين ونقل الألغام الأرضية، ومع ذلك لم تنضم دول مهمة مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين والهند إلى المعاهدة.

بومبيو في كييف

وفي سياق منفصل، زار وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو أوكرانيا أمس الإثنين لتأكيد دعمه لكييف، وقال إنه سيعمل على إمداد واشنطن لكييف بطائرات مقاتلة من طراز "إف-16" وصواريخ بعيدة المدى في حربها ضد روسيا.

ورداً على سؤال عما إذا كان سيدعم تزويد أوكرانيا بالطائرات المقاتلة من هذا الطراز وبالصواريخ بعيدة المدى، قال بومبيو: "نعم. والتدريب والبرامج وكل ما يلزم لحماية أرضكم والدفاع عنها".
وفي كلمته أمام جمع من المشرعين الأوكرانيين والمسؤولين الحكوميين وممثلي الجيش ونشطاء المجتمع المدني والطلاب، قال إن "تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا يصب في مصلحة واشنطن".

وأضاف "ينبغي عدم الاستهانة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، زعيم الكرملين يعترف بشيء واحد وهو القوة والعزم الثابت"، وأوضح أن "هناك حاجة لبنية أمنية جديدة تهدف لضمان عدم وقوع حرب برية كبرى في أوروبا، يجب أن تكون هناك مجموعة من الترتيبات التي تجعل من الواضح بشكل لا جدال فيه أن فلاديمير بوتين لن يتمكن من فعل ذلك مرة أخرى".

فيما دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ، أعضاء الحلف إلى التعهد بدفع ما مجموعه 500 مليون يورو (543 مليون دولار) سنوياً لتزويد أوكرانيا بمساعدات غير فتاكة وغيرها من وسائل الدعم طويل الأجل، حسبما أفادت وكالة بلومبرغ للأنباء نقلاً عن مصادر مطلعة.

ونقلت بلومبرغ عن المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها، إن ستولتنبرغ يريد أن تعزز دول الحلف العسكري مساهماتها في صندوق حزمة المساعدات الشاملة لأوكرانيا المقدمة من الناتو، والتي تشمل المساعدات قصيرة الأجل مثل الوقود ومعدات الحماية والأنظمة المضادة للطائرات بدون طيار التي تستخدمها لمواجهة الغزو الروسي، وقالت بلومبرغ إن الحزمة تهدف أيضاً إلى تزويد أوكرانيا بمساعدات طويلة الأجل لتساعدها في تحديث قواتها المسلحة وتلبية معايير التشغيل البيني لحلف الناتو.  

دعوة للسلام من البرازيل

ومن جهة أخرى، أفاد مسؤول في الرئاسة البرازيلية أن مستشاراً للرئيس لويس ايناسيو لولا دا سيلفا التقى بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو لبحث إطلاق مفاوضات سلام مع أوكرانيا، قبل زيارة مقررة لوزير الخارجية الروسي إلى البرازيل.

واجتمع سيلسو أموريم، كبير مستشاري الرئيس البرازيلي للشؤون الدولية، مع بوتين في 25 مارس(أذار) الماضي في الكرملين لمدة ساعة، في لقاء أُبقي على سريته، وجاء اللقاء قبل أقل من أسبوعين من زيارة يقوم بها لولا دا سيلفا إلى الصين التي تضغط بدورها من أجل التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا.

واقترح الرئيس البرازيلي تشكيل مجموعة من دول عدة للتوسط في النزاع الدائر في أوكرانيا، وهو يعتزم مناقشة هذا الأمر مع نظيره الصيني شي جين بينغ في 13 أبريل(نيسان) الجاري في بكين.

وقال أموريم لشبكة "سي ان ان برازيل" أمس عندما سئل عن نتيجة اللقاء مع بوتين: "القول إن الأبواب مشرّعة (أمام محادثات السلام) سيكون مبالغة، لكن القول بأنها موصدة ليس صحيحاً أيضاً".