صورة متداولة لإحدى الوثائق الأمريكية المسربة على مواقع التواصل الاجتماعي (تويتر)
صورة متداولة لإحدى الوثائق الأمريكية المسربة على مواقع التواصل الاجتماعي (تويتر)
الإثنين 10 أبريل 2023 / 10:00

الأخطر منذ ويكيليكس.. البنتاغون يلاحق مسرب وثائقه السرية المحرجة

يجاهد مسؤولون أمريكيون لتحديد مصدر تسريب وثائق عسكرية ومخابراتية شديدة السرية، انتشرت على الإنترنت وتضمنت تفاصيل، منها ما يتعلق بالدفاعات الجوية الأوكرانية وبجهاز المخابرات الإسرائيلي الموساد.

وقال خبراء أمن غربيون ومسؤولون أمريكيون إنهم يشتبهون في أن شخصاً من الولايات المتحدة قد يكون وراء التسريبب، ويقول المسؤولون إن اتساع نطاق مواضيع الوثائق، التي تتناول الحرب في أوكرانيا، والصين، والشرق الأوسط، وأفريقيا، تشير إلى أنها مسربة من مواطن أمريكي وليس من أحد الحلفاء.

وقال مايكل مولروي، المسؤول الكبير السابق في وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون في مقابلة: "التركيز الآن على أن هذا تسريب من الولايات المتحدة، لأن العديد من هذه الوثائق كان في الولايات المتحدة فقط".

وقال مسؤولون أمريكيون إن التحقيق في مراحله الأولى ولا يستبعد القائمون على إدارته احتمال أن يكون من عناصر مؤيدة لروسيا، ليكون أخطر الخروقات الأمنية منذ تسريبات موقع ويكيليكس في 2013، والتي شملت ما يزيد على 700 ألف وثيقة، ومقطع فيديو، وبرقية دبلوماسية.

وبعد كشف التسريب، راجعت رويترز أكثر من 50 وثيقة بعنوان "سري" و"سري للغاية" ظهرت لأول مرة الشهر الماضي على مواقع التواصل الاجتماعي، بداية من منصتي ديسكورد، وفورتشان. ورغم أن بعضها نشر قبل أسابيع،  لكن صحيفة نيويورك تايمز أول كانت من أورد نبأ عنها يوم الجمعة.

ولم يتسن التحقق بشكل مستقل من صحة هذه الوثائق، واحتوى بعضها على تقديرات للخسائر في ساحة المعركة من أوكرانيا، لكن يبدو أنها عدلت لتقليل الخسائر الروسية.

كما لم يتضح بعد سبب وضع علامة "غير سري" على إحدى تلك الوثائق على الأقل، رغم أنها تضمنت معلومات سرية جداً. ووضعت علامة "نوفورن" على بعض الوثائق، ما يعني أنه لا يمكن نشرها للأجانب.

وقال مسؤولان أمريكيان، الأحد، إنهما لا يستبعدان احتمال التلاعب بالوثائق لتضليل المحققين عن مصدرها أو لنشر معلومات كاذبة قد تضر بالمصالح الأمنية الأمريكية.

وتوضح إحدى الوثائق، بتاريخ 23 فبراير (شباط) وتحمل علامة "سري"، بالتفصيل كيفية استنفاد أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية إس-300 بحلول 2 مايو (أيار) وفقاً لمعدل استخدامها الحالي.

وربما تكون مثل هذه المعلومات الخاضعة لحراسة مشددة ذات فائدة كبيرة للقوات الروسية، وقالت أوكرانيا إن رئيسها وكبار مسؤوليها الأمنيين اجتمعوا يوم الجمعة لمناقشة سبل منع تلك التسريبات.

مراقبة الحلفاء

وتقول وثيقة أخرى، بختم "سري للغاية" ومأخوذة من إفادة للمخابرات المركزية الأمريكية سي.آي.إيه بتاريخ 1 مارس (آذار) إن جهاز المخابرات الإسرائيلي الموساد دعم الاحتجاجات المناهضة لخطط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لإحكام السيطرة على المحكمة العليا.

وقالت الوثيقة إن الولايات المتحدة علمت بذلك من خلال إشارات مخابرات، ما يشير إلى أن واشنطن كانت تتجسس على أحد أهم حلفائها في الشرق الأوسط.

وفي بيان أمس الأحد، قال مكتب نتانياهو إن الوثيقة "كاذبة ولا أساس لها على الإطلاق".

وعرضت وثيقة أخرى تفاصيل عن مناقشات خاصة بين كبار المسؤولين الكوريين الجنوبيين حول الضغط الأمريكي على الحليف الآسيوي للمساعدة في إمداد أوكرانيا بالأسلحة وسياسة سيول القائمة على الحياد.

وقال مسؤول في القصر الرئاسي بكوريا الجنوبية، الأحد، إن سيول على علم بالتقارير الإعلامية عن الوثائق المسربة وتعتزم مناقشة الولايات المتحدة في القضايا التي أثارتها.

ولم يتطرق البنتاغون إلى مضمون هذه الوثائق، ومن بينها على ما يبدو مراقبة الحلفاء.

وقال مسؤولان أمريكيان اشترطا حجب هويتهما إنه بينما كان هناك قلق من الوثائق المسربة في البنتاغون ووكالات المخابرات، فإن الوثائق لم تقدم سوى لمحة جزئية عن الحرب في أوكرانيا منذ شهر مضى وليس تقييمات حديثة.

وأضاف المسؤولان أن وكالات المخابرات والجيش يبحثان في عملياتهما لمعرفة مدى مشاركة المعلومات المخابراتية داخلياً.

وأحال البيت الأبيض هذه المسألة إلى البنتاغون، الذي أكد، الأحد، أنها قيد الدراسة وأنه أحالها رسمياً إلى وزارة العدل وطلب التحقيق فيها.

وقالت وزارة العدل الأمريكية، الجمعة، إنها على اتصال بالبنتاغون وبدأت تحقيقاً في تسريب الوثائق. ورفضت الإدلاء بمزيد من التعليقات.

وقال مسؤول إن المسؤولين يبحثون في الدوافع التي قد تدفع مسؤولاً أمريكياً أو عدة مسؤولين لتسريب مثل هذه المعلومات الحساسة.

وأضاف المسؤول أن المحققين بحثوا 4 أو 5 احتمالات، منها أن الذي نشر هذه الوثائق أحد الموظفين الساخطين على الوضع أو أحد المسؤولين في الداخل من الذين يسعون للإضرار بمصالح الأمن القومي الأمريكي.