الإثنين 10 أبريل 2023 / 23:38

البنتاغون: تسريب وثائق سرية خطر جسيم

اعتبر البنتاغون الإثنين، أنّ عملية التسريب التي يرجّح أنّها حصلت لوثائق أمريكية سريّة، عدد كبير منها على صلة بالحرب في أوكرانيا، تشكّل خطراً "جسيما جدّاً" على الأمن القومي للولايات المتّحدة.

والتسريب الذي فتحت وزارة العدل تحقيقاً بشأنه، يبدو أنه يتضمّن عمليات تقييم وتقارير استخبارية سرّية لا تقتصر على أوكرانيا بل تشمل أيضاً روسيا، وتحليلات على قدر كبير من الحساسية لحلفاء للولايات المتحدة.
وقال كريس ميغر، مساعد وزير الدفاع للشؤون العامة، في تصريح للصحافيين إنّ الوثائق التي يتمّ تداولها على الإنترنت تشكّل "خطراً جسيماً جدّاً على الأمن القومي ولديها القدرة على نشر معلومات مضلّلة".
وأضاف "ما زلنا نحقق في كيفية حدوث ذلك، كما ونطاق هذه القضية. لقد اتُّخذت خطوات للإطّلاع عن كثب على كيفية نشر هذه المعلومات ووجهتها".
وسُرّبت عشرات الوثائق والصور على منصّات تويتر وتلغرام وديسكورد وغيرها من المواقع في الأيام الأخيرة، وقد يكون بعض منها متداولاً على الإنترنت منذ أسابيع إن لم يكن منذ أشهر، قبل أن تستقطب هذه الوثائق اهتمام وسائل الإعلام الأسبوع الماضي.
ولم يشأ ميغر التعليق على ما إذا كانت هذه الوثائق أصلية، مكتفياً بالقول إنّ فريقاً من البنتاغون يجري تقييماً.
ولفت المسؤول الأمريكي إلى أنّ بعضاً من الصور المتداولة على الإنترنت يُظهر على ما يبدو معلومات حسّاسة.
وقال إنّ هناك "صوراً يبدو أنّها تُظهر وثائق مشابهة في الشكل لتلك التي تُستخدم في تقديم تحديثات يومية لكبار قادتنا حول عمليات على صلة بأوكرانيا وروسيا، وأيضاً تحديثات استخبارية أخرى"، مشيراً إلى أنّ بعضاً منها "يبدو معدّلاً".
وأوضح أنّ من بين هذه الوثائق واحدة تمّ تداولها على الإنترنت ويبدو أنّها عُدّلت لكي تُظهر أنّ أوكرانيا تكبّدت خسائر بشرية أكثر مما تكبّدته روسيا، في حين أنّ الوثيقة الأصلية تشير إلى أنّ العكس صحيح.
وقال ثلاثة مسؤولين أمريكيين إن وكالات الأمن القومي الأمريكية تبحث حالياً في سبل مشاركة المعلومات الأكثر حساسية داخل الحكومة الأمريكية والتعامل مع التداعيات الدبلوماسية الناجمة عن تسريب عشرات الوثائق السرية.
وقال أحد المسؤولين إن محققين يعملون حالياً على تحديد الشخص أو المجموعة التي قد تكون لديها القدرة أو الدافع لنشر هذه الوثائق السرية، وقد تكون الوثائق الأخيرة المسربة هي الأكثر تأثيراً منذ نشر آلاف الوثائق على موقع ويكيليكس في عام 2013.
وقال المسؤول الأول إنه منذ ظهور التسريب لأول مرة في مارس (آذار)، ظل المحققون يبحثون عن مصدر تسريب هذه المعلومات.
قال دانييل هوفمان، وهو ضابط سري سابق في وكالة المخابرات المركزية، إنه بالنظر إلى الأنشطة السابقة لوكالات المخابرات الروسية فمن المحتمل جداً أن يكون عملاء روس يقفون وراء نشر الوثائق المتعلقة بأوكرانيا بغرض التضليل.
وقال إن هذه العمليات تدخل في إطار الممارسات "الكلاسيكية" لأجهزة التجسس الروسية والتي تقوم على تسريب وثائق أصلية وإدخال معلومات كاذبة عليها.
وقال إن الهدف على ما يبدو هو دق إسفين بين أوكرانيا والولايات المتحدة، أكبر مورد للأسلحة إلى كييف.
ويقول بعض خبراء الأمن القومي ومسؤولون أمريكيون إنهم يشتبهون في أن يكون الشخص الذي سرب هذه المعلومات أمريكياً نظراً للعدد الكبير من الموضوعات التي تغطيها الوثائق، لكنهم لا يستبعدون أيضاً أن تكون عناصر مؤيدة لروسيا تقف وراء هذه التسريبات.

وقالت أوكرانيا إن رئيسها وكبار مسؤوليها الأمنيين اجتمعوا يوم الجمعة لمناقشة سبل منع التسريبات.

وأدى تسريب هذه الوثائق إلى ردود فعل من جانب بعض الحكومات.