من تدريب الريال (رويترز)
من تدريب الريال (رويترز)
الثلاثاء 11 أبريل 2023 / 16:34

هازارد.. من قمة النجومية إلى غياهب النسيان

يترقب البلجيكي إيدين هازارد غداً الأربعاء لقاء ماضيه حين يواجه فريقه السابق تشيلسي الذي قدم معه أفضل فترات مسيرته الكروية، لكنه سيغيب عن المباراة نتيجة لانعدام أي أمل في ظهوره مجدداً هذا الموسم مع فريقه الحالي ريال مدريد.

هوى هازارد سريعاً من موقع الآمال الواعدة إلى غياهب النسيان. 321 دقيقة فقط لعبها هذا الموسم. لم يسبق له أن لعب هذا القدر الضئيل من الدقائق كمحترف. رغم العبارة التي أدلى بها خلال الاحتفال بتتويج الريال بلقبه الـ14 من دوري الأبطال، والأول في سجل اللاعب البلجيكي.


صرح يومها قائلاً "يا جمهور الريال، أعاني الكثير من الإصابات هنا منذ ثلاثة أعوام، لكنني سأبذل قصارى جهدي من أجلم"، لكن هذه الأحلام ذهبت أدراج الرياح.
أبعدت الإصابة هازارد عن الفريق طيلة 159 يوماً منذ وصوله ريال مدريد في صيف 2019. جاء كنجم من تشيلسي وحظى بمراسم تقديم حافلة في سانتياغو برنابيو، لكن الإصابات كان لها رأي آخر.
وكانت أقوى الإصابات هي تلك التي تعرض لها عن طريق الخطأ من مواطنه توماس مونيير في 26 نوفمبر(تشرين الثاني) 2019 ونظراً لخطورتها على الكاحل، اضطر لإجراء جراحة لتركيب دعامة، ثم توالت عليه المتاعب العضلية علاوة على غياب الثقة، ما أدى لإزاحته إلى الظل بعيدا عن أضواء النجومية كما هو وضعه الآن.


وكانت آخر محاولة جراحية لاسترداد المستوى الذي دأب على تقديمه مع تشيلسي تلك التي جرت في 29 مارس (آذار) 2022 حين خضع لعملية من أجل انتزاع الشريحة التي ركبت له في 2019، وكان مفعماً بالأمل، لذا قطع وعده في تلك الليلة في مدريد.
إلا أن مشاركة هازارد مع الفريق تراجعت هذا الموسم لمراحل لم يسبق أن وصل إليها مطلقاً، على الرغم من أنه تعرض لإصابتين فقط تسببتا في ابتعاده 20 يوماً فحسب، ولم تكن أي من الإصابتين عضلية حتى.
خاض البلجيكي هذا الموسم ثماني مباريات فحسب لعب خلالها 321 دقيقة كانت أغلبها (131 دقيقة) في دوري الأبطال، وحاول المدرب كارلو أنشيلوتي تجربة هازارد في مركز المهاجم لا سيما مع تكرار غياب كريم بنزيما وتألق فينيسيوس جونيور في الناحية اليسرى، لكن هذا المركز كان من نصيب رودريغو جويش في نهاية المطاف.
وحتى في كأس العالم، لم يستطع مدرب منتخب بلجيكا روبرتو مارتينيز الاعتماد على هازارد الذي كان بديلاً في المباراة الحاسمة من دور المجموعات أمام كرواتيا. خسرت بلجيكا ذلك اللقاء وانتهت مسيرة هازارد الدولية في نفس اللحظة.
عاد هازارد إلى مدريد حيث اعترف أنه لا يتحدث كثيراً مع مدربه وأن هناك فقط علاقة احترام بينهما وهو ما أكده أنشيلوتي بعدها بأيام معدودة، في إشارة إلى أن الوضع القائم لا يمكن تغييره. لكن مرت 20 يوماً وفجر كارلو مفاجأة.
حينما كانت النتيجة 4-0 في مباراة بلد الوليد، نزل هازارد إلى الملعب ليتحرك في منطقة لم تطأها قدماه منذ 203 يوماً. لعب 25 دقيقة وصنع هدفا لتنهال عليه عبارات الثناء من زملاءه لتقول الكثير، لا يزال محبوباً وسط الفريق رغم صعوبة وضعه.
لكن هذا التألق، غير المعتاد، لن يظهر قطعا أمام تشيلسي، المنافس الذي واجهه هازارد قبل عامين في نصف نهائي دوري الأبطال وكان خلاله أبرز لاعبي اللقاء، لكن بعد انتهاءه. فقد أثارت الضحكات مع رفاقه القدامى عقب إقصاء ريال مدريد الكثير من الجدل والشكوك حول سبب تراجع مستواه.