مسلحون من حركة الجهاد في غزة (أ ف ب)
مسلحون من حركة الجهاد في غزة (أ ف ب)
السبت 13 مايو 2023 / 00:25

جيروزاليم بوست: الجهاد مشكلة لإسرائيل.. وحماس أيضاً

رأت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن حركة الجهاد مشكلة ليس فقط لإسرائيل، ولكن لحماس أيضاً.

وقالت في تحليل على موقعها الإلكتروني، إن الحركة ربما فقدت بعض كبار قادتها العسكريين في الجولة الأخيرة من القتال ضد إسرائيل، لكن وضعها ثاني أكبر جماعة مسلحة في قطاع غزة بعد حماس لا يزال قائماً، مشيرة إلى أن بعض الفلسطينيين يعتقدون أن كل جولة قتال ضد إسرائيل تدعم مكانة الجهاد  ليس فقط في قطاع غزة، ولكن في الضفة الغربية أيضاً.


لاعب رئيسي

وأضافت الصحيفة، أن حركة الجهاد تمكنت في العام الماضي من تشكيل عدة خلايا مسلحة في شمال الضفة الغربية، في نابلس، وجنين، وطولكرم، ما جعلها لاعباً رئيسياً في الساحة الفلسطينية، الأمر الذي أثار استياء حماس، والفصائل الأخرى، وتابعت "في نظر هؤلاء، فإن قتال حركة الجهاد بمفردها خلال القصف الأخير لإسرائيل شهادة على القدرات العسكرية للجماعة"، حيث أثبتت قدرتها على الدخول في حرب ضد إسرائيل بمفردها، دون حاجة إلى حماس أو الجماعات المسلحة الأخرى في قطاع غزة، على حد قولهم.

 

 
وأشارت الصحيفة إلى أن كل جولة قتال تنتهي دون القضاء على الجهاد، تراها الحركة وأنصارها "انتصاراً"، بغض النظر عن الخسائر والأضرار المادية التي تلحق بها. وتابعت "بما أنه من المستحيل محو مثل هذا التنظيم الكبير من الخريطة، فمن المرجح أن يترك الصراع الحالي مع إسرائيل الجهاد على حالها، رغم الثمن الباهظ الذي دفعته باغتيال كبار القادة العسكريين".
وذكرت "جيروزاليم بوست" أن العديد من الفلسطينيين والعرب  يثنون على الجهاد بصفتها "فصيل المقاومة الوحيد" الذي لا يخشى إطلاق مئات الصواريخ على إسرائيل. ومن ناحية أخرى، فإن معظم الذين يثنون عليها ينتقدون حماس بسبب "جلوسها على الحياد" ورفضها الانخراط بشكل مباشر في القتال.


دولة داخل دولة

ووفقاً للصحيفة، لم تكن حماس أبداً مرتاحة لفكرة أن جماعة مسلحة رئيسية أخرى تعمل "دولة داخل دولة" في قطاع غزة، وغالباً ما تسبب الأمر في توتر بين الحركتين المدعومتين من إيران. وفي عدد من المناسبات تدخلت حماس لمنع الجهاد من إطلاق الصواريخ على إسرائيل، حيث كان من الضروري أن يُظهر قادة حماس أنهم الحكام الوحيدون لقطاع غزة، حتى لو كان ذلك يعني في بعض الأحيان قمع حلفائهم في الجهاد، مستطردة "لتخفيف التوترات، اتفق مسؤولو حماس والجهاد على زيادة التنسيق بين حركتيهما للقتال ضد إسرائيل".


الغرفة المشتركة

وتقول الصحيفة إن الحركتين قررتا إنشاء ما يُسمى "الغرفة المشتركة" لفصائل المقاومة الفلسطينية، لتجنب سوء الفهم وضمان اتخاذ أي قرار بالحرب، أو وقف إطلاق النار مع إسرائيل بالإجماع وليس من حركة واحدة. وعلقت الصحيفة: "كانت هذه طريقة حماس لتذكير الجهاد والجماعات الأخرى بأن هناك زعيماً واحداً في قطاع غزة، حركة حماس".
وأضافت أنه في الوقت الحالي، تحرص حماس والجهاد على إظهار "جبهة موحدة" ضد إسرائيل، مشيرة إلى أن الحديث في إسرائيل عن رفض حماس الانضمام إلى الجولة الأخيرة من القتال، دفع قادة الحركتين إلى الخروج ضد ما تعتبرانه "مؤامرة صهيونية" لدق إسفين بينهما، لذلك بذل قادة حماس والجهاد جهوداً كبيرة لنفي التقارير الإسرائيلية عن تصاعد التوتر بينهما.


رسالة الجهاد وحماس

وفي إطار جهودهما لدحض الحديث عن توترات، يتبادل رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية والأمين العام لحركة الجهاد زياد النخالة اتصالات هاتفية شبه يومية منذ بداية عملية الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، الثلاثاء الماضي، لتوجيه رسالة مفادها أن الحركتين تعملان في وئام وتنسيق كامل.
وعلقت الصحيفة: "مع ذلك، عندما تصمت المدافع، ستذكر حماس مرة أخرى بأنها لم تعد الحاكم المطلق في قطاع غزة، وأن لها شريك سكن مزعج في قطاع غزة،  عليها التعايش معه في السنوات وربما العقود المقبلة"، مضيفة أن الجهاد أصبحت مشكلة ليس لإسرائيل فقط، ولكن لحماس أيضاً.