جانب من مراسم توقيع اتفاق جدة فجر اليوم الجمعة (تويتر)
جانب من مراسم توقيع اتفاق جدة فجر اليوم الجمعة (تويتر)
الجمعة 12 مايو 2023 / 22:03

محللان لـ24: اتفاق جدة خطوة نحو السلام.. لكنها لا تعني نهاية القتال

24 - أحمد إسكندر

رحبت أوساط سودانية وهيئات شعبية بتوقيع إعلان الالتزام بحماية المدنيين في السودان، من القوات المسلحة السودانية، وقوات الدعم السريع، الجمعة في جدة، بعد المباحثات التي رعتها السعودية والولايات المتحدة، لكنه ترحيب حذر ومتخوف من العودة إلى "نقطة الصفر" مع استمرارالاشتباكات بين الطرفين.

نقض العهود والمواثيق وهو خللٌ رافق كل الاتفاقيات والمواثيق في تاريخ السودان الحديث منذ الاستقلال.

وجاء اتفاق جدة بعد مفاوضات بين الجانبين تعهدا بعدها بحماية المدنيين والإمدادات الإنسانية، مع إمكانية استئناف المحادثات على وقف دائم لإطلاق النار لاحقاً. 

شواهد

وأشار الصحافي السوداني عيسى دفع الله عند حديثه لـ24 إلى أن تاريخ السودان حافل بالاتفاقات والمواثيق لكنه حافل أيضاً بنقضها ورفض تنفيذها، معتبراً أن اتفاق جدة مهم من الناحية السياسية في السودان والسعودية وحتى للولايات الأمريكية لكنه في حاجة لتطبيق الفعلي ليشعر السوداني من خلاله بتغير  الأوضاع وتحسنها على أرض الواقع.

وقال دفع الله: "من المآسي في السودان نقض العهود والمواثيق وهو خللٌ رافق كل الاتفاقيات والمواثيق في تاريخ السودان الحديث منذ الاستقلال، إلى اليوم". 

وأشار إلى أن توقيع الاتفاق أمام الجميع، لم يمنع استمرار المواجهات العسكرية  في العاصمة الخرطوم وفي مدينة الجنينة غرب السودان وغيرهما بصورة وصفها بـ"أكثر فداحة".

وبسؤاله عن الضمانات الدولية لتنفيذ الاتفاف، قال: "لا أعتقد أن الضمانات الدولية ستوقف الاشتباكات المسلحة إلا عند استسلام أحد الأطراف".

وبيًن دفع الله أن السعودية ومعها الولايات المتحدة تجدان القبول وتستطيعان الضغط على الطرفين  لإيقاف مؤقت فقط للحرب وليس بشكل دائم، للتعامل مع الوضع الإنساني وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية والطبية للمناطق المتضررة، مبيناً أن "من السابق لأوانه الحديث عن عودة الحياة لطبيعتها في وقت يبحث فيه أغلب السودانيين عن الخروج من بلادهم".

وأوضح لـ24 أن الطرفين حتى اللحظة لديهما النفوذ والاستراتيجية ولن يتنازلا عنها،  "قوات الدعم السريع لن تتخلى عن مواقع سيطرت عليها تعتبرها ناحجة مواجهة الجيش السوداني وفي المقابل لن يتوقف الطيران السوداني عن استهداف الدعم السريع في كل مكان من السودان وهو ما نشاهده منذ أمس، وبعد إعلان الاتفاق".

حسابات أخرى

من جهتها قالت الأمين العام للهلال الأحمر السوداني سابقاً الدكتورة عفاف الأحمد، إن سبب رفض الالتزام بوقف إطلاق النار في السودان حتى الآن رغم توقيع اتفاق جدة ، اعتقاد كل طرف أن بإمكانه الانتصار، لكنهما "أدركا الآن أن النصر لن يأتي سريعاً وتترتب عليه حسابات أخرى على الطرفين ألا يغفلا عنها".

وتطرقت الأحمد إلى المأساة في السودان حالياً وأعداد النازحين التي ترتفع بشكل مخيف يومياً وتجاوزت مئات الآلاف داخلياً ومحاولة أخرين الفرار من السودان للخارج بأي طريقة كانت.

وأشارت إلى اتفاق جدة خطوة أولى مهمة لإنهاء كارثة إنسانية حلت ببلادها، وخطوة تتطلب المزيد من الجهد لاستكمالها وصولاً لوقف دائم لإطلاق النار وحل سياسي شامل ومستدام والالتزام بنصوص الاتفاق والعمل على الإسراع بتطويره.

تجدر الإشارة إلى أن الاشتباكات في السودان منذ 15 أبريل (نيسان)  تفاقمت الوضع الإنساني المتدهور في السودان، وتسببت في موجات نزوح كبيرة، وفي مقتل أكثر من 500 مدني وإصابة أكثر من ألفين آخرين حسبِ إحصائيات غير نهائية.