كرة القدم الصينية (وام)
كرة القدم الصينية (وام)
الثلاثاء 16 مايو 2023 / 15:04

من التحولات إلى التطورات.. كرة القدم في الصين

اتخذت الصين على مدار الأعوام الماضية، عدة إجراءات في اتجاه بناء منتخب كرة قدم قادر على المنافسة بقوة في البطولات القارية والعالمية، وخاصة كأس العالم، وجعل الصين قوة كروية عظمى.

وخلال العقود القليلة الماضية، بدأ المشروع الصيني الطموح بتدعيم الاحتراف في أندية كرة القدم وتأسيس بطولة دوري للمحترفين، مع السماح للشركات بتملك الأندية لدعمها وإدارتها.


وشهدت البطولة عدة تحولات وتطورات في نظامها على مدار هذه العقود حتى وصلت إلى شكلها الحالي، دوري السوبر الصيني، الذي يضم 16 فريقاً تتنافس فيما بينها بنظام دوري من دورين “ذهاب وإياب” كما هو الحال في بطولات الدوري الكبيرة بأوروبا، وذلك بعدما شهد نظام البطولة في مواسم سابقة تقسيم فرقها إلى مجموعتين.


وخلال العقدين الأخيرين، وفي إطار حرص الإدارة العامة للرياضة في الصين على تطوير مستوى اللعبة وزيادة شعبيتها بشكل أكبر، اتجهت الأندية لاستقطاب لاعبين ومدربين من أصحاب الشهرة العالمية خاصة مع انطلاق فعاليات دوري السوبر في 2004.
ونجحت الأندية بالفعل في استقطاب عدد من أبرز النجوم، وكان في مقدمة هؤلاء النجوم كل من الأرجنتيني كارلوس تيفيز، نجم مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد الإنجليزيين ويوفنتوس الإيطالي سابقا، والذي انتقل إلى شنغهاي شينخوا في أواخر 2016.
وحصل تيفيز على راتب سنوي، طبقاً لهذا العقد، بلغ 41 مليون دولار ليصبح اللاعب الأعلى راتباً في ذلك الوقت، وحتى ترك الفريق في 2018 عائداً إلى فريقه السابق بوكا جونيورز الأرجنتيني لينهي من خلاله مسيرته الكروية.
وتضم قائمة النجوم العالميين، الذين خاضوا تجربة الاحتراف في الدوري الصيني، كلاً من البرازيلي هالك ومواطنه أوسكار نجم تشيلسي السابق، والإيفواري ديدييه دروغبا، والإسباني خافيير ماسكيرانو، والفرنسي نيكولا أنييلكا، والإسباني أندريس أنييستا، والبلجيكي مروان فيلايني، والإيطالي ستيفان الشعراوي، والسلوفاكي ماريك هامشيك والفنزويلي سالومون روندون والنيجيري أوديون إيغالو.
كما استقطب الدوري الصيني عدداً من المدربين أصحاب الأسماء البارزة، ويتصدر هذه القائمة المدربان الشهيران الإيطالي مارشيلو ليبي المدير الفني الأسبق للمنتخب الإيطالي، الفائز بلقب كأس العالم 2006، والبرازيلي لويز فيليبس سكولاري، الذي قاد المنتخب البرازيلي للفوز بلقبي كأس العالم 2002 وكأس القارات 2013.
وتولى كل من ليبي وسكولاري تدريب فريق جوانجزو إيفرجراند، وقاد كل منهما الفريق للفوز بلقب الدوري الصيني 3 مرات خلال حقبة ذهبية للفريق؛ احتكر خلالها لقب البطولة من 2011 إلى 2017.
كما تضم قائمة المدربين كلا من الإيطالي فابيو كانافارو، والبرتغالي فيتور بيريرا، والروماني كوزمين أولاريو.
ومن خلال الارتقاء بمستوى الدوري الصيني في العقود الماضية وخاصة في العقدين الأخيرين، تركت الأندية الصينية بصمتها على الساحة القارية، وفاز جوانجزو إيفرجراند بلقب دوري أبطال آسيا في 2013 و2015، ليرتفع عدد ألقاب الصين في تاريخ البطولة إلى 3 ألقاب، وكان لياونينغ فاز باللقب في موسم 1989-1990.
كما حافظ المنتخب الصيني على حضوره المستمر في بطولات كأس آسيا، التي لم يغب عنها منذ ظهوره الأول في نسخة 1976.
وبرغم قوة المنافسة في البطولة، وصل الفريق إلى الدور ربع النهائي بكل من النسختين الماضيتين في 2015 بأستراليا و2019 بالإمارات، كما تأهل إلى نهائيات النسخة القادمة، والتي تستضيفها قطر مطلع العام المقبل.
ولكن طموح الصين هو المنافسة على لقب كأس العالم خلال العقود المقبلة، وهو ما يمثل هدفاً كبيراً لهذا المشروع لتطوير كرة القدم في هذا البلد الكبير صاحب التعداد السكاني الهائل.
وكانت الإدارة العامة للرياضة في الصين، كشفت قبل عامين عن الاتجاه لإنشاء ما بين 16 و18 مدينة رياضية في عدد من المناطق، يكون من أهدافها الأساسية المساهمة في تطوير كرة القدم وتوفير البنية الأساسية الصالحة من أجل توسيع قاعد الممارسة وتقديم العديد من العناصر المميزة القادرة على دعم المنتخبات.
كما تقرر في السنوات الأخيرة تقليص عدد الأجانب في فرق الدوري لإتاحة الفرصة أمام الناشئين والشباب من أبناء هذا البلد للمشاركة بشكل أفضل في المسابقات.