(أرشيف)
(أرشيف)
الإثنين 22 مايو 2023 / 20:17

لماذا تركت حماس حركة الجهاد وحيدة في "الدرع والسهم"؟

رغم التصريحات المتكررة في إسرائيل في الأيام الأخيرة بأن التصعيد الذي استمر خمسة أيام بين حركة الجهاد والجيش الإسرائيلي قد غير الوضع في قطاع غزة، يقول الكاتب الإسرائيلي جريشا ياكوبوفيتش إن حماس خرجت منتصرة في ذلك الاشتباك.

وأوضح ياكوبوفيتش وهو الرئيس السابق لوحدة COGAT بوزارة الأمن الإسرائيلية، أن هذا يعود إلى عاملين أساسيين، الأول هو أن إسرائيل حددت لنفسها هدفاً بإبعاد حماس عن الصراع، واحتفى المعلقون الإسرائيليون بحقيقة أن الحركة بقيت خارج القتال، مما يدل على حقيقة أن الحركة اكتشفت كيفية ردع إسرائيل بطريقة بديلة.


وضع حماس على الساحة

أما العامل الثاني، فهو الأداء الضعيف نسبياً لحركة الجهاد ضد إسرائيل، والذي مكّن حماس في الشارع الفلسطيني وجعلها تسوق نفسها مرة أخرى على أنها أقوى قوة "مقاومة" على الساحة الفلسطينية، ولفت الكاتب إلى أن الرسالة الضمنية هي أن حماس وحدها  تعرف متى وكيف تقاتل إسرائيل.
وأضاف الكاتب في مقال بصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أنه في هذه العملية تنبه الإسرائيليون إلى أنه سيتعين على إسرائيل التعامل، ليس فقط مع مثلث تهديد حماس على جبهات قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان، ولكن أيضاً مع مثلث تهديد أكبر مكون من جميع الفصائل في لبنان وسوريا وقطاع غزة، واصفاً ذلك بـ"المثلث المزدوج من التهديدات".
وأشار إلى أن حماس تعتقد أن إسرائيل مُترددة، لأنها  المرة الثالثة التي تضرب فيها إسرائيل الجهاد بمفردها بينما تترك حماس خارج القتال، وهو قرار يخدم ردع حماس، حتى لو كانت الرواية الإسرائيلية مختلفة.

 

 


فرص جديدة لحماس

إلى ذلك، يرى الكاتب فرصة لحماس، مع الرحيل المتوقع عاجلاً أم آجلاً لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، للإطاحة بالكيان الذي تديره فتح، والذي تصوره على أنه ضعيف ومتعاون مع إسرائيل. وتابع "ليس كل شيء يسير على نحو سلس بالنسبة لحماس، فقد مكّن التصعيد الأخير الجهاد من تحدي رواية حماس بأنها القوة القتالية الرئيسية ضد إسرائيل" ولفت إلى أن زعيم الحركة زياد النخالة لم يشكر حماس في حديثه الذي يلخص التصعيد وشكر إيران وحزب الله فقط.


سيناريو مُتكرر

وأضاف أنه مثلما قوضت حماس على مر السنين حكم فتح وبدأت التصعيد مع إسرائيل، تفعل  الجهاد الأمر نفسه بتشجيع إيراني، وعلى الرغم من ذلك، تمكنت حماس من الرد على هذا التحدي بحنكة ونجاح، مشيراً إلى أنها رحبت بشكل علني بالخطوات التصعيدية للجهاد ودعمتها، وبالتالي عززت رسالة الوحدة الفلسطينية، ولكنها من ناحية أخرى لم تحرك ساكناً عندما قامت القوة الجوية  الإسرائيلية بمهاجمة الجهاد في غارة تلو الأخرى بقطاع غزة.

 


تهديد مستقبلي

ولم تكتف حماس بتوضيح أنها لن تنجر إلى حروب مع الجهاد وإيران، بل أشارت أيضاً بحذر إلى أن على إيران أن تأخذ حماس في الاعتبار قبل الشروع في التصعيد. ورأى الكاتب أن عدم دخول حماس في التصعيد عزز من قدرتها على التهديد بتصعيد مستقبلي ضد إسرائيل.
وفي النتيجة النهائية، حلت حماس في المقدمة على الرغم من الضرر الطفيف الذي لحق بمصداقيتها في الشارع بفشلها في خوض المعركة إلى جانب الجهاد في فلسطين.


مكاسب الجهاد

ورغم  الخسائر الفادحة للجهاد، اكتسبت الحركة نقاطاً طويلة المدى في هذا الصراع، نظراً لقدرتها على محاربة إسرائيل، وتابع الكاتب: "من وجهة نظر الجهاد في فلسطين، هذا في حد ذاته انتصار، بغض النظر عن كيفية النظر  إليها في إسرائيل أو الغرب".
واستطرد: "لذلك من الضروري أن نفهم كيف يفهم خصوم إسرائيل ويفسروا حقاً عملية الدرع والسهم، وتجنب إغراء الانغماس بالبراعة العسكرية والإنجازات التكتيكية، فمن الناحية الاستراتيجية، قطاع غزة لا يجلب إلا القليل من الأخبار السارة لإسرائيل لأنه لا استراتيجية إسرائيلية طويلة المدى لمواجهة مناورات حماس المحسوبة والمعقدة"، مشيراً إلى أن الشيء الوحيد الذي يجب على إسرائيل التفكير فيه هو الرد على التحدي الاستراتيجي لحماس من خلال صياغة استراتيجية مدروسة جيداً، والتي يمكن أن تنطوي على إضعاف قدرة حماس المستقبلية.