تجمع انتخابي في أنطاكيا لمرشح المعارضة التركية كمال قليجدار أوغلو (أ ف ب)
تجمع انتخابي في أنطاكيا لمرشح المعارضة التركية كمال قليجدار أوغلو (أ ف ب)
الأربعاء 24 مايو 2023 / 00:13

كليجدار أوغلو..ضغوط كبيرة والفرصة قائمة

أثار إعلان المرشح الذي حل ثالثاً في الانتخابات الرئاسية التركية سنان أوغان، دعم الرئيس التركي المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان، بجولة الإعادة في الانتخابات التي ستجري في 28 من مايو (أيار) الجاري، تساؤلات بشأن حظوظ مرشح المعارضة كمال كليجدار أوغلو.

انقسام قاعدة سنان أوغان بين المرشحين المتنافسين أردوغان وكليجدار أوغلو

أوغلو يعوّل على ثمانية ملايين ناخب لم يشاركوا في الجولة الأولى من الانتخابات

وتشير استطلاعات تركية إلى أن أوغان الذي حصل على 5.17% من أصوات الناخبين خلال الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، غير قادر على توجيه كامل كتلته للتصويت لصالح أردوغان، إلا أن موقفه سيضيف ضغطاً إضافياً على مرشح المعارضة كليجدار أوغلو.

انقسام قاعدة أوغان

وبعد إعلان أوغان دعمه لأردوغان في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، يظهر استطلاع رأي تركي أن أصوات الناخبين الذين اختاروا أوغان بالجولة الأولى، ستنقسم بين المرشحين المتنافسين في جولة الإعادة.
ويكشف الاستطلاع أن كليجدار أوغلو سيحصل على حصة أكبر من القاعدة التي صوتت لسنان أوغان، من تلك التي سيحصل عليها منافسه أردوغان، في الجولة الثانية من الانتخابات.
ونقلت صحيفة "زمان" التركية عن هاكان بيركتشي مدير مؤسسة سونار لاستطلاعات الرأي، قوله إن "أحدث استطلاع رأي أجروه كشف أن 1.25% من أصوات سنان أوغان ستتجه إلى أردوغان، في حين ستتجه 1.8% منها إلى كيليجدار أوغلو".
 وبحسب الاستطلاع فمن المتوقع أن يمتنع نحو 2% من الذين صوتوا لأوغان عن المشاركة بالجولة الثانية.
وقال بيركتشي: "نسبة المشاركة بالجولة الثانية لن تتراجع فإن عززت المعارضة آمالها فسترتفع مشاركة المعارضة، وكذلك إن طالبت السلطة الحاكمة ناخبيها بعدم التكاسل فسترتفع نسبة مشاركتهم".

تحالف المعارضة

ويرى الباحث والخبير السياسي التركي غالب دالاي، أن كليجدار أوغلو يواجه إلى جانب الصعوبات في جولة الإعادة للانتخابات صعوبات أخرى في تحالف المعارضة وحتى داخل حزب الشعب الجمهوري الذي يرأسه.
 وقال دالاي إم "كليجدار أوغلو البالغ من العمر 74 عاماً، سيواجه صعوبة في الحفاظ على موقعه كقائد للمعارضة إذا خسر جولة الإعادة، ولكن هامش الهزيمة يمكن أن يحدد مدى ما سيحدث من تغيير، فإذا ما اقترب من الفوز، سيمكنه الاحتفاظ بمركزه لبعض الوقت وتشكيل اتجاه التغيير داخل حزب الشعب الجمهوري حسب رؤيته بقدر الإمكان، ولكن تعرضه لهزيمة شديدة قد يرغمه على الرحيل عن زعامة الحزب بصورة أسرع نسبيا". وتابع أن "التغيير لن يقتصر على حزب المعارضة الرئيسي في تركيا، حيث إن السياسات الكردية تواجه أيضاً خيارات صعبة، فمنذ وقت طويل اختارت الاحزاب الموالية للأكراد طريقاً ثالثاً في السياسة التركية بدلاً من أن تكون جزءاً من المعسكر الحاكم أو معسكر المعارضة، لكن منذ عام 2015 غيرت مسارها، وأصبحت بصورة متزايدة جزءاً من المعارضة".

مناطق النفوذ

ويعوّل كليجدار أوغلو على ثمانية ملايين ناخب لم يشاركوا في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التركية، لإنقاذ حظوظه في الجولة الثانية من الانتخابات، بعد أن أظهرت توجهات الناخبين وجود قاعدة صلبة لمرشح المعارضة كليجدار أوغلو في المدن المهمة في تركيا، مثل أنقرة وإسطنبول.
وقال الباحث في العلاقات الدولية وحيد الكاكائي، إنه "من خلال قراءة خارطة الدعم التصويتي في الانتخابات التركية، نلاحظ أن هناك تبايناً مكانياً واضحاً في مناطق الدعم لكلا المرشحين".
وأضاف في مقال له بصحيفة "العرب" أن "نتائج الانتخابات أظهرت أن أكبر مناطق الدعم للمرشح كليجدار أوغلو هي المدن الكبرى أنقرة وإسطنبول والمناطق الساحلية الواقعة غرب البلاد بحر إيجة والبحر المتوسط، وهي مناطق نشطة ومستدامة اقتصادياً ودعمت حزب الشعب الجمهوري لغرض انتعاش الاقتصاد مرة أخرى، وهي بالتأكيد أغنى من مناطق ساحل البحر الأسود أو وسط الأناضول التي تعد مناطق نفوذ قوية لأردوغان".
وتابع "في المقابل، شكلت مدن وسط الأناضول المحافظة والتي تتسم بالطابع الريفي والتصويت التقليدي، مناطق دعم مهمة لأردوغان، بفضل نظام المحسوبية الذي وضعه أردوغان في السنوات الأخيرة، حيث تعيش الملايين من الأسر في هذه المناطق على الإعانات الحكومية، وإذا خسر أردوغان، فهم يخشون عدم تلقي هذه المساعدات بعد الآن".
وقال: "رغم أن أردوغان له الأفضلية بالفوز، إلا أنه من الصعب للغاية تجاوز عقبة كمال كليجدار أوغلو، الذي بات رقماً صعباً في المواجهة".