(أرشيف)
(أرشيف)
الأحد 28 مايو 2023 / 12:50

تقرير إسرائيلي: من الأفضل لإيران أن تظل دولة "عتبة نووية"

قال المستشرق الإسرائيلي إيال زيسر، إنه من الأفضل لإيران أن تظل دولة "عتبة نووية" تلقي بظلالها الخطيرة على محيطها بدلاً من صراع أمامي شامل، ولكنه أوصى أيضاً بضرورة أن تستعد إسرائيل لأي سيناريو.

تطورات سلبية في المنطقة يمكن أن تؤدي إلى إجبار إسرائيل على التحرك

 

وقال زيسر في مقال تحت عنوان "إيران وحزب الله يصعدان الرهان"، إن التحذيرات والتهديدات التي أطلقها كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية خلال مؤتمر هرتسيليا الذي عُقد الأسبوع الماضي، بشأن المخاوف من مواجهة وحرب شاملة مع إيران وحزب الله، تظهر أن "موسم المؤتمرات الاستراتيجية التي يعقد كل عام وصل إلى المعاهد البحثية المختلفة العاملة في إسرائيل".
وأضاف الكاتب في مقاله بصحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية، أن كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية يظهرون في مثل هذه المؤتمرات كجنود منضبطين، ويقومون بواجبهم بإصدار بيانات تحظى بطبيعتها بردود إعلامية واسعة. وتساءل "هل تغير شيء في المنطقة نفسها، وازداد خطر الحرب؟".

 

 


تحذيرات هاليفي وحاليفا

وأشار زيسر إلى تصريحات رئيس الأركان الإسرائيلي، هرتسي هاليفي في المؤتمر، بأن إيران أحرزت تقدماً في تخصيب اليورانيوم، ورغم  عدم اتخاذ قرار بعد في طهران لإنتاج قنبلة نووية، فإن هناك تطورات سلبية في المنطقة يمكن أن تؤدي إلى مثل هذا القرار وإجبار إسرائيل على التحرك بأي حال . 
وحذر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية اللواء أهارون حاليفا من أن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله يقترب من ارتكاب خطأ من شأنه أن يؤدي بالمنطقة إلى الحرب، ورغم أنه لا يهتم بالمواجهة، إلا أنه مقتنع بأنه يقرأ إسرائيل مثل راحة يده، وبالتالي يجرؤ على تحديها كما لم يفعل في الماضي.


حرب شاملة

رداً على التصريحات الإسرائيلية، سارع مسؤول إيراني للتهديد بأن تدمير المنشآت النووية الإيرانية سيشعل حرباً شاملة تكون إسرائيل مسؤولة عنها. وأجرى تنظيم حزب الله، تحت الأعين المغلقة لقوة اليونيفيل غير المجدية، مناورة عسكرية في جنوب لبنان تحاكي خطف جنود وهجوم على المستوطنات الإسرائيلية على طول الخط الحدودي، وعلق الكاتب "لكن كل هذا لا ينذر بعد بحرب وشيكة".


التهديد الإيراني

وقال زيسر إن المسؤولين الإسرائيليين وصفا إيران بأنها التهديد الرئيسي الذي يواجه إسرائيل، إلا أن هذا التهديد ليس جديداً، ولا يُتوقع حله أو تغييره بشكل كبير في المستقبل القريب، وتابع "لقد حصل الإيرانيون بالفعل على ما يريدون، لقد أصبحوا دولة عتبة نووية، ولديهم قدرات ومعرفة تسمح لهم بتحقيق اختراق في الملف النووي في وقت قصير من لحظة اتخاذ القرار في طهران".
ورأى الكاتب، أنه على الرغم من كل شيء، فالأفضل لإيران أن تظل دولة ذات عتبة نووية تلقي بظلالها الخطيرة على محيطها بدل خوض  صراع أمامي شامل، وتابع: "خلاصة القول، التحدي الإيراني هنا، ويمكن الافتراض أنه سيستمر في الأشهر والسنوات المقبلة".

 


استعداد ضروري

وقال إنه على إسرائيل أن تتذكر جيداً أن أي عمل إرهابي أو استفزاز من قبل حزب الله سيلزم إسرائيل بالرد، وخصوصاً مع اقتراب ذكرى حرب لبنان الثانية التي اندلعت على رغم أن لا أحد كان يريدها آنذاك، لا حزب الله ولا الحكومة الإسرائيلية.
ويرى الكاتب أن التحذيرات الصادرة عن كبار المسؤولين الإسرائيليين تهدف إلى الردع، لافتاً إلى أن التجارب تظهر أن نصر الله غالباً ما يرى ويفهم مثل هذه التحذيرات على أنها تعبير عن الضعف والخوف من الجانب الإسرائيلي، وهذا يشجعه فقط على مواصلة أفعاله.
وتابع أن "الحرب مع حزب الله ليست لعبة أطفال، وهي بالتأكيد ليست تكراراً للإجراءات المضادة الناجحة التي نفذتها إسرائيل ضد الجهاد في غزة، لكن في كل مواجهة مباشرة وأمامية مع الحزب، كان للجيش الإسرائيلي اليد العليا"، مستطرداً بأن التصريحات والتهديدات لا تكفي لكسب المعركة، وخصوصاً إذا وجدت إسرائيل نفسها مرة أخرى مع صانعي القرار المترددين الذين لا يعرفون كيف يحددون هدفاً، وإذا لم تكن الجبهة الداخلية مستعدة بشكل صحيح لمواجهة مع حزب الله.