عناصر تابعة للحرس الثوري الإيراني. (رويترز)
عناصر تابعة للحرس الثوري الإيراني. (رويترز)
الأحد 28 مايو 2023 / 21:47

ما أسباب تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران؟

ترى إسرائيل أيادي إيرانية في كل ما يحصل حولها في المنطقة، في إشارة إلى تحركات الجماعات والتنظيمات المسلحة التي تتلقى تمويلات إيرانية، وهي تهدد على لسان مسؤوليها بتحرك عسكري ضد البرنامج النووي الإيراني.

 

وذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية في تقرير لها، أن التوترات بين إيران وإسرائيل تصاعدت في الآونة الأخيرة، ووصلت إلى مستويات غير مسبوقة بعد تبادل التهديدات.


تهديدات إسرائيلية

وتحت عنوان "تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران ينذر بمواجهة عسكرية محتملة"، نقلت الصحيفة تحذير رئيس الأركان الإسرائيلي، هيرتسي هاليفي من أنه إذا استمرت إيران في تطوير برنامجها النووي، فلن يكون أمام إسرائيل خيار سوى شن هجوم استباقي.
وقال هاليفي: "تقدمت إيران في السنوات الأخيرة في تخصيب اليورانيوم أكثر من أي وقت مضى، نحن ننظر عن كثب في مختلف المجالات التي تشكل جزءاً من الطريق إلى القدرات النووية، وهناك اتجاهات سلبية محتملة في الأفق يمكن أن تؤدي إلى وضع نتحرك فيه، فلدينا القدرات".
كما اتهم هاليفي إيران بالتورط في "كل شيء من حولنا ومع كل من يعارضنا"، بما في ذلك الاستراتيجية والاستخبارات والتمويل، مؤكداً أن إسرائيل لديها القدرة على ضرب إيران، وتابع: "نحن لسنا بمعزل عما تحاول إيران فعله من حولنا، إيران أيضاً لا يمكن أن تكون بمعزل عما يمكن أن نفعله ضدها".

 

 


عزلة إسرائيلية وتحرك إيراني

ونقلت الصحيفة عن الدكتور محمد ماراندي، رئيس قسم دراسات أمريكا الشمالية في جامعة طهران، والذي كان ضمن الوفد الإيراني  المرافق للرئيس إبراهيم رئيسي في زيارته لأندونيسيا  التي استغرقت يومين، أن النظام الإسرائيلي يزداد عزلة، وعلاقات طهران تطورت في المنطقة، ومع القوى الآسيوية.
وأضاف الأكاديمي الإيراني، أن إسرائيل تزعم أن طهران تشكل جبهة موحدة وتستعد لمواجهة عسكرية على عدة جبهات، معتبراً أنه "من الطبيعي أن تتحد المنطقة ضد الفصل العنصري والتطهير العرقي".


دعم إيراني

وتقول الصحيفة، إن رسائل المسؤولين الإسرائيليين لم تكن موجهة إلى إيران فحسب، بل كانت موجهة أيضاً إلى مجموعات أخرى مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بإيران، بما فيها تنظيم "حزب الله" اللبناني. وكان ماراندي  قال إنه في حال مهاجمة إسرائيل حزب الله، فإن إيران ستساعدها بالطبع، رافضاً بيان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي قال فيه: "نحن دائما نفاجئ إيران، وسنفاجئ كل أعدائنا"، واصفاً إياه بأنه "بيان حماسي".

وتابع الأكاديمي الإيراني: "قد يدفع نتانياهو باتجاه المواجهة لتقوية وضعه في الداخل"، ولكن أن النظام الإسرائيلي سيكون الطرف الخاسر،. وأكد أن  البرنامج الإيران النووي "سلمي" وأن العالم يعرف قدرات إيران العسكرية، مستطرداً: "إسرائيل تشعر بالقلق من إنتاج إيران لليورانيوم، واقترابه من مستويات إنتاج الأسلحة".

 


قلق إسرائيلي

وبعد انهيار الاتفاق النووي مع القوى العالمية، يعتقد أن إيران تنتج الآن اليورانيوم بالقرب من مستويات الأسلحة، وهو تطور يثير قلق إسرائيل بشدة، وتابعت الصحيفة: "منذ انهيار الصفقة، ادعت إيران أنها تخصب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60٪، على الرغم من أن المفتشين اكتشفوا مؤخراً أن البلاد أنتجت جزيئات يورانيوم نقية بنسبة 83.7٪"، لافتة إلى أن هذه مجرد خطوة للوصول إلى عتبة 90٪ من اليورانيوم المستخدم في صنع الأسلحة. وتنكر طهران باستمرار أن برنامجها النووي له أغراض عسكرية، وتصر على أنه للاستخدام المدني فقط.


أسباب التوتر

وقال الدكتور راز زيمت، الخبير في الشؤون الإيرانية في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، إنه من الصعب تحديد السبب وراء هذا التوتر المتصاعد مؤخراً، لكن قد يكون ذلك بسبب عدة عوامل، بما في ذلك القضايا المحلية والإقليمية، إلى جانب المخاوف المتعلقة ببرنامج إيران النووي، وأضاف: "أعتقد أن الأمر يتعلق جزئياً بالتطورين الرئيسيين اللذين لهما علاقة بكل من حزب الله وإيران".
ومع ذلك، يجادل المسؤولون الإيرانيون بأن إسرائيل لن تكون قادرة على القيام بأي عمل عسكري ضد إيران بدون الدعم الأمريكي، أو على الأقل بلا موقف واضح من واشنطن، بغض النظر عن الإجراءات التي يمكن أن تتخذها إسرائيل ضد إيران، بحسب الصحيفة.


تهديد إيراني

وذكرت جيروزاليم بوست بأنه  رداً على التهديدات الإسرائيلية، صرح مسؤول إيراني بأن أي هجوم عسكري على طهران سيقابل "برد واسع وغير مسبوق".
ويقول زيمت، إن تقدم إيران في برنامجها النووي يستدعي رداً إسرائيلياً، وأنه من الواضح أن الإيرانيين قاموا بتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 80٪  خلال الأسابيع الأخيرة، وهو ما يعتبر أحد مكونات التصريحات الإسرائيلية يوم الثلاثاء الماضي.