رئيس مؤتمر المناخ كوب 28.(أف ب)
رئيس مؤتمر المناخ كوب 28.(أف ب)
الأحد 28 مايو 2023 / 19:34

بلومبرغ: سلطان الجابر الشخص المناسب لمؤتمر "كوب 28"

كتب مؤسس مجموعة بلومبرغ، ريتشارد بلومبرغ، مقالاً رداً على اعتراض بعض أعضاء الكونغرس الأمريكي والبرلمان الأوروبي على استضافة دولة الإمارات العربية المتحدة لمؤتمر كوب 28، بقوله: "إننا بحاجة إلى منتجين للنفط على الطاولة، بمن فيهم الولايات المتحدة التي تعتبر أكبر منتج للنفط في العالم"، مشيراً إلى أن إلى الإمارات ليست أول دولة نفطية تستضيف المؤتمر.

لو أن كل رئيس شركة نفطية أخرى قام بنفس الاستثمارات، "لكنا في موقع أقوى بكثير لخفض الانبعاثات العالمية"


وانتقد البغض تعيين سلطان الجابر رئيساً لمؤتمر الأطراف كوب 28، كونه رئيساً لشركة النفط الوطنية، إلا أن الكاتب يذكر في مقاله في موقع "بلومبرغ" بأنه أيضاً مؤسس ورئيس شركة "مصدر" للطاقة المتجددة، وأن الإمارات معه صارت إحدى أكبر المستثمرين في الطاقة المتجددة.
وتسعى "مصدر" لإنتاج 100 جيغاوات من الطاقة المتجددة بحلول نهاية العقد، وهو هدف أكثر طموحاً من تلك التي وضعتها بعض أكبر الدول الأوروبية.
ويقول بلومبرغ إنه لو أن كل رئيس شركة نفطية أخرى قام بنفس الاستثمارات، "لكنا في موقع أقوى بكثير لخفض الانبعاثات العالمية".

نتائج عكسية


لا يمكن، بحسب بلومبرغ، تجنب أسوأ آثار تغير المناخ دون الحد بشكل كبير من استخدام الوقود الأحفوري في أسرع وقت ممكن، وكلما تقبلت شركات الوقود الأحفوري ذلك وانخرطت في الانتقال إلى الطاقة النظيفة - كما يفعل الجابر- في شكل أسرع يمكن إحراز تقدم، محذراً من  أن رفض الجابر كحليف وشريك سيكون قصير النظر بشكل رهيب وسيؤدي إلى نتائج عكسية.
وبصفته مبعوثاً خاصًا للأمم المتحدة حول الطموحات والحلول المناخية، تحدث بلومبرغ مع الجابر حول سبل التقدم وكيفية إزالة الحواجز التي تقف تعترضهما. وفي الآونة الأخيرة، انضمت Bloomberg Philanthropies إلى الجابر  والوكالة الدولية للطاقة المتجددة للإعلان عن شراكة جديدة لتسريع نشر الطاقة النظيفة في جنوب الكرة الأرضية.

تخصيص المزيد من الموارد


وناقش بلومبرغ والجابر مسألة الحاجة إلى البنك الدولي وبنوك التنمية الأخرى وصناديق الثروة السيادية، لتخصيص المزيد من الموارد للانتقال إلى الطاقة النظيفة.

 

ثمة متشددون يعارضون أي استثمار في الوقود الأحفوري، ولكن الحقيقة هي أن أكثر دول العالم لا تزال تعمل بالوقود الأحفوري، ولا يمكن تغيير ذلك بين ليلة وضحاها. وسيستغرق الانتقال إلى طاقة نظيفة بعض الوقت.
ويضيف "بلومبرغ": "النبأ السار هو أننا نتحرك بشكل أسرع كل يوم، خاصة عندما يتعلق الأمر بإنهاء أكبر مصدر منفرد لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، أي محطات الطاقة التي تعمل بالفحم، والتي ساعدت Bloomberg Philanthropies في استبدالها بالطاقة النظيفة في جميع أنحاء العالم- ولتوفير الطاقة النظيفة للأماكن التي تفتقر إلى إمكانية الحصول على كهرباء موثوقة".

 ووقعت الرسالة التي تعترض على الدكتور سلطان الجابر نسبة صغيرة فقط من أعضاء الكونغرس والبرلمان الأوروبي، أما الغالبية العظمى من قادة العالم فيواصلون دعم تعيينه، بما في ذلك المبعوث الأمريكي الخاص للمناخ جون كيري، وقادة المناخ الأوروبيون مثل أورسولا فون دير لاين وفرانس تيمرمانز.

ويلفت بلومبرغ إلى أن كريستيانا فيغيريس مسؤولة المناخ السابقة في الأمم المتحدة أعربت عن قلقها من أن الدكتور جابر سيدفع بجدول أعمال لصالح تقنيات احتجاز الكربون، مبتعداً عن الدور التقليدي لرئيس مؤتمر الأطراف باعتباره صوتاً وسيطاً في الاجتماعات. وقال إن "هذا تحذير يجب على جميع رؤساء مؤتمر الأطراف مراعاته، ويؤكد على نقطة أوسع من المهم أن نتذكرها: رئيس مؤتمر الأطراف لا يقرر  نتيجة المؤتمر - إنما أعضاؤه هم الذين يفعلون ذلك".

 

ويحذر بلومبرغ من أن إزاحة الجابر  لن يؤثر على نتيجة المؤتمر، ولكنه سيوجه رسالة واضحة إلى منتجي الوقود الأحفوري وهي "أننا لا نريد مساعدتكم." بالنظر إلى إلحاح الأزمة - والحاجة إلى مزيد من التعاون والتنسيق عبر جميع أجزاء المجتمع، فإن ذلك من شأنه أن يرقى إلى فرصة هائلة، وجرح من شأنه أن يبطئ التقدم في الحد من الانبعاثات.
وذكر بأن دعاة حماية البيئة أمضوا عقوداً  في انتقاد قطاع الوقود الأحفوري عن حق لرفض هذا القطاع الاعتراف بواقع تغير المناخ، ناهيك عن الانخراط في العمل الشاق الضروري للتصدي له - وقد أصروا  على أن يأتي منتجو الوقود الأحفوري إلى طاولة المفاوضات، وحان الوقت لتقديم  مقعد لهم.
وختم: "أتيحت لي الفرصة للعمل جنبًا إلى جنب مع بعض الموقعين على الرسالة في معالجة تغير المناخ، وأنا أتطلع إلى مواصلة هذا العمل. لكن في هذه النقطة الضيقة، أفترق معهم. تغير المناخ هو التحدي الملحمي. نحن بحاجة إلى كل الحلفاء - خاصة في صناعة النفط والغاز - الذين يمكن الحصول عليهم".