توزيع الأزياء والمعدات العسكرية على مجندين في روستوف الروسية(أ ف ب)
توزيع الأزياء والمعدات العسكرية على مجندين في روستوف الروسية(أ ف ب)
الإثنين 29 مايو 2023 / 19:36

فاغنر ليست الوحيدة.. شركات تزوّد روسيا بالمقاتلين

تؤسس شركات روسية عملاقة مجموعات مسلحة، وترسل مقاتليها إلى خطوط المواجهة في أوكرانيا، مع حاجة روسيا المستمرة لحملة السلاح مع تصاعد الصراع في أوكرانيا.

سبب تأسيس تلك الشركات نقص أعداد المحاربين في أوكرانيا

ومن بين هذه الشركات التي تبنت إنشاء أو أنشأت مجموعات مسلحة جديدة، "غازبروم، ولوك أويل، وبوتوك، وريدوت".

غازبروم متورطة

وتقول صحيفة "وول ستريت جورنال"، أنشأت شركة الطاقة الروسية العملاقة غازبروم شركات أمن خاصة في الأشهر الأخيرة، بينما قامت الشركات الأخرى التي يسيطر عليها ضباط سابقون في الجيش الروسي بتجنيد أعضاء جدد أرسل معظمهم للقتال في أوكرانيا في الآونة الأخيرة، غالباً كقوات مساعدة تحت قيادة وزارة الدفاع.  

محاكاة لفاغنر

وهذه الشركات الأمنية الخاصة الجديدة تحاكي مجموعة فاغنر الشهيرة، لكنها أصغر من حيث أعداد مقاتليها، إلا أنها نشطة وذات فعالية،  وهي موالية بشكل مطلق للكرملين، وتتهيأ للدفاع عن روسيا وصد الهجوم الأوكراني المضاد الموعود.

سببان 

والسبب الرئيسي خلف تأسيس تلك الشركات، نقص القوة البشرية في الجيش الروسي، مع انهيار الخطوط الدفاعية الروسية في أواخر العام الماضي بعد استعادة قوات كييف مساحات من شمال غرب أوكرانيا.

والسبب الثاني، لتأسيس تلك المجموعات، تردد بوتين في إطلاق حملة تعبئة جديدة بعد استدعاء 300 ألف رجل في الخريف الماضي. وبدلاً من حشد جديد، استعاض الكرملين جزئياً بمصادر خارجية من القطاع الخاص، والشركات التي تعتمد على العقود الحكومية المستمرة. 


يقول مؤسس شركة (Mayak Intelligence) الاستشارية في لندن والخبير في الشأن الروسي مارك جاليوتي، "لقد أصبحت روسيا دولة معبأة على كل المستويات، وهناك حاجة ماسة لرفع أعداد المقاتلين، لكن بوتين يريد أن فعل ذلك دون اللجوء إلى الجيش أو الدعوة لحملة تعبئة أخرى". ولا يمكن تحديد عدد المجندين الجدد، وجلهم مقاتلين سابقين وحراس أمن، ويجري تجهيزم للقتال على خط المواجهة البالغ طوله 600 ميل في أوكرانيا. ونجحت تلك الشركات في إغراء المحاربين القدامى والشباب، بدفع أجور أعلى بكثير، مما تقدمه فاغنر ووزارة الدفاع للمرتزقة. 



تأييد من وزارة الطاقة

وفي أواخر مارس (آذار) الماضي، أيد وزير الطاقة الروسي، نيكولاي شولغينوف تسجيل شركة أمنية جديدة تابعة لشركة "لوك أويل"، أكبر شركة خاصة في روسيا، للمساعدة في صد هجمات الطائرات المسيرة على منشآت الشركة النفطية. وإلى الآن لم يثبت أن أعضاء تلك الشركة ذهبوا للقتال في روسيا، لكن "لوك أويل" تجحم عن التعليق.  وفي فبراير (شباط)، أصدرت الحكومة الروسية مرسوماً يسمح لشركة غازبروم، أكبر شركة طاقة روسية، بإنشاء شركة أمنية خاصة بها، أحد مكوناتها يسمى الآن "بوتوك".

وقال أليكسي تكاتشينكو، الذي عمل في "بوتوك" وتم إرساله للقتال في أوكرانيا، في مقطع فيديو نشرته القوات المسلحة الأوكرانية عبر تلغرام، إن وحدتين عسكريتين أنشأتهما شركة الأمن التابعة لغازبروم وضعتا تحت السيطرة المباشرة لوزارة الدفاع الروسية. وبعد أسابيع من المرسوم الحكومي بإنشاء شركات الأمن الخاصة التابعة لشركة غازبروم، كشف مجندوها على منصة تلغرام، أنهم كانوا يقاتلون على الخطوط الأمامية في أوكرانيا.


ويعمل آخرون في الأجهزة الأمنية الروسية على توسيع مصالحهم في المجموعات الأمنية الجديدة، فمثلاً تحصل ضباط  بالاستخبارات الروسية على حصة 30% من شركة بوتوك التابعة لغازبروم.

ورغم أن تأسيس مثل هذه الشركات العسكرية الخاصة يعد غير قانوني في روسيا، إلا أنها حصلت على مباركة الكرملين بعدما أثبت مقاتلوها الولاء لوزارة الدفاع من خلال القتال على الصفوف الأمامية. 

"ريدوت وباتريوت"

ومن الشركات الروسية الخاصة الأخرى التي حولت بنادقها نحو أوكرانيا "Redut"، وهي شركة أمنية أسست على يد مظليين روس سابقين، وعملت على توفير الأمن للهيئات الحكومية الروسية في الشرق الأوسط وإفريقيا، وفقاً لحسابها على الإنترنت. 
يؤكد الناشط الحقوق الروسي فلاديمير أوسيشكين، بعد حديثه مع ضباط في "ريدوت"، إنه تم إعادة توظيف الشركة الخاصة كقوة مقاتلة قوامها 1000 مسلح، للحرب في أوكرانيا. 

كما تعمل شركة "باتريوت"، وهي شركة أمنية خاصة أخرى تتكون إلى حد كبير من متقاعدي القوات الخاصة، إلى جانب فاغنر، وفقاً لوزارة الخارجية الأمريكية، التي فرضت عقوبات علىيها. وفي أبريل (نيسان) الماضي، تم نشرها في منطقة فوهليدار بشرق أوكرانيا. وتعد شركتي ريدوت وباتريوت، محطتا جذب أكبر للمقاتلين الجديد، وهما تعترفان بأنهما تقدمان رواتب أفضل للمسحلين، مقارنة بفاغنر.