لافتة في وسط موسكو تفيد بحظر تحليق الطائرات المسيّرة فوق المنطقة (أ ف ب)
لافتة في وسط موسكو تفيد بحظر تحليق الطائرات المسيّرة فوق المنطقة (أ ف ب)
الأربعاء 31 مايو 2023 / 21:42

كيف سترد روسيا على هجمات المسيّرات.. الأوكرانيون يخشون هدوءها

استُهدفت العاصمة الروسية بهجمات نفذتها مسيّرات عددها "أكثر بكثير من 8" بحسب تقديرات استخبارية، وهو هجوم أدخل الصراع مع أوكرانيا إلى مرحلة جديدة، وخطيرة.

 الهجوم كان وقعه أكبر على القيادة الروسية لاستهدافه مناطق حساسة في موسكو، خاصة ضاحية روبليوفكا، حيث يقيم الرئيس فلاديمير بوتين  ونخب سياسية وتجارية في روسيا، وفقاً لـ "اندبندنت".  

ويؤكد العضو البارز في البرلمان الروسي من كتلة روسيا المتحدة ألكسندر خينشتاين، أن "ثلاث طائرات مسيرة أُسقطت قرب منطقة روبليوفكا، إحداها كانت على بعد 10 دقائق فقط بالسيارة من مقر إقامة بوتين في نوفو أوغاريوفو".

وتضم منطقة روبليوفكا مجموعة عقارات تعد من الأغلى على مستوى العالم. ويقطن فيها أيضاً الرئيس السابق دميتري ميدفيديف، ورئيس الوزراء الحالي ميخائيل ميشوستين.

"أقسى الإجراءات"

ورغم أن الهجوم لم يسفر عن خسائر كبيرة، سوى إصابتين، وأضرار بسيطة في مبان سكنية، إلا أن روسيا توعدت بأقسى الإجراءات، معلنة احتفاظها بحق الرد، ومتهمة أوكرانيا بترويع الروس الآمنين. 

ووجهت روسيا اتهاماً مباشراً لأوكرانيا بتدبير الهجوم، لكن كييف نفت علاقتها بالأمر. وقالت وزارة الدفاع الروسية أمس الثلاثاء، "هذا الصباح، نفذ نظام كييف عملاً إرهابياً بطائرات درون على أهداف في مدينة موسكو". ورد مستشار الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولياك بالنفي قائلاً "بالطبع نحن سعداء بمشاهدتها ونتوقع زيادة في الهجمات. لكن بالطبع لا  علاقة لنا مباشرة بالأمر".

 لم تفصح روسيا بالطبع عن طبيعة تلك الإجراءات القاسية التي توعدت بها، ويرى محللون، أن موسكو تفكر برد عسكري أكبر لا محالة. 

"هدوء مخيف"

تقول المحللة السياسية الروسية تاتيانا ستانوفايا، وهي زميلة كبيرة في مركز كارنيغي، على تلغرام، إن "الهدوء المخيف للرئيس بوتين كان يهدف لإعطاء انطباع بأنه مطمئن، لتأكده من أن الشعب الروسي صبور وسيفهم ويتحمل ما جرى".

ومن وجهة نظر الخبير والصحفي الأوكراني تيم وايت، فإن "رد بوتين الوحيد هو العنف، ولقد رأينا ذلك مراراً وتكراراً"، وفقاً لما ذكره لصحيفة "اندبندنت".
ويضيف، لا شك أن هجمات روسيا بالطائرات المسيرة ستزيد في الأيام المقبلة، فهناك تقارير عدة تفيد بأن شحنة كبيرة من الطائرات الإيرانية المسيرة في طريقها إلى روسيا". 

ويضيف الصحافي الأوكراني، هذه المرة روسيا ستتوخى الحذر أكثر، فهي ستعمل مسبقاً على تحديد مواقع أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية، وخاصة أنظمة صواريخ باتريوت الدفاعية الأمريكية، لتفاديها، وبالتالي استنفاد مخزون أوكرانيا من تلك الأنظمة.

ويؤكد وايت، ربما تستهدف روسيا في هجماتها القادمة منطقة كان الكرملين يتوقع أن ترحب بـ"عمليتها العسكرية الخاصة". وقال وايت، "أخمن أن هذه الضربة ستستهدف مدينة محددة لكنها لن تكون كييف".

لفيف أو أوديسا أو ميكولايف

وعن سبب تجاهل كييف، يقول الخبير وايت، العاصمة الأوكرانية محصنة بشكل جيد لذا ستتحاشى روسيا قصفها. وتوقع وايت، أن  تكون لفيف هدفاً  إلى جانب أوديسا، لكنه أكد أن ميكولايف في الجنوب ستكون أكثر عرضة للخطر هذه المرة.

ومن العواقب الأخرى لاستهداف موسكو، جعل القتال في أوكرانيا أكثر قبولاً بين الروس، خاصة المعارضين. ويؤكد الخبير الأوكراني، أن "هذه الحادثة فقط ستؤدي لترسيخ موافقة الروس  على خيار الحرب، في ظل سيطرة الحكومة المطلقة على وسائل الإعلام". ويضيف روسيا "ستكون من الآن فصاعداً أكثر مناهضة للغرب وليس لبوتين".
وهناك فئة كبيرة من الروس يتبنون خيار الحرب ويؤيدونه بشكل مطلق، بل وأصبحوا يصفون أوكرانيا بأنها "أمة من النازيين بسبب دور الإعلام"، حسب ما ذكره وايت. 
وتم إثبات هذا بالفعل، وقالت امرأة تدعى ناتاليا وتبلغ من العمر 59 عاماً، لوكالة أنباء رويترز مؤخراً، "نظام كييف يتجاوز بالفعل كل الخطوط. هذا محزن للغاية، خاصة وأنهم يوجهون هذه الطائرات المسيرة نحو المباني السكنية، في المدينة، على المدنيين، حيث لا توجد منشآت عسكرية". 

وأدى الهجوم لرفع مستوى التحذير في روسيا، وقال النائب ألكسندر خينشتاين، "التخريب والهجمات الإرهابية الأوكرانية ستزداد ومن الضروري تعزيز الإجراءات الدفاعية والأمنية بشكل جذري، لا سيما فيما يتعلق بمواجهة الطائرات المسيرة".

واعتبر السياسي الروسي مكسيم إيفانوف، أن مهاجمة موسكو بطائرات مسيرة كان أخطر هجوم على العاصمة منذ الحرب العالمية الثانية، قائلاً إنه لا "يمكن لأي مواطن الآن تجنب"الواقع الجديد".