وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن (أرشيف)
وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن (أرشيف)
الجمعة 2 يونيو 2023 / 17:51

بلينكن يحذر من الدعوة إلى التفاوض مع بوتين.. أوهام سلام

طالب وزير الخارجية أنتوني بلينكن الجمعة بتعزيز قوة أوكرانيا قبل أي اتفاق سلام مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ظل تزايد الدعوات للتفاوض، محذراً من الأوهام ومن السلام الزائف المتمثل في وقف محتمل لإطلاق النار.

وقال بلينكن في خطاب في فنلندا، إن "العدوان الذي يشنه بوتين على أوكرانيا فشل استراتيجي، إذ قلل بشكل كبير من القوة العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية لروسيا، وتأثيرها لسنوات مقبلة".
وأضاف في كلمة ألقاها في مبنى بلدية هلسنكي وخلفه أعلام أمريكية "عند النظر إلى أهداف الرئيس بوتين الاستراتيجية بعيدة المدى، لا شك أن روسيا اليوم أسوأ بكثير مما كانت عليه قبل الغزو الواسع".
وتابع "كشف بوتين  ضعفاً حين أراد إظهار القوة. وأثار وحدة حين أراد التفريق".

موقف حازم

وألقى بلينكن خطابه للتعبير عن موقف أمريكي حازم، متوقعاً تزايد الدعوات لوقف إطلاق النار أو التوصل إلى اتفاق سلام بعد شن القوات الأوكرانية هجوماً مضاداً.
وقال بلينكن: "لأن لا أوهام لدينا حول تطلعات بوتين، نعتقد أن الشرط لأي دبلوماسية ذات معنى وأي سلام حقيقي هو أوكرانيا أقوى، قادرة على الردع والدفاع في مواجهة أي عدوان في المستقبل".
وأضاف أن "الاستثمار في قوة أوكرانيا لا يحصل على حساب الدبلوماسية، بل يمهّد الطريق لها".
واعتبر أن أي وقف لإطلاق النار يحافظ على مكاسب روسيا، سيكون أشبه بسلام وهمي.
ويتزامن ذلك مع ترجيح تزايد الضغط للتوسط في إنهاء الحرب مع الحملة الانتخابية الرئاسية الأمريكية العام المقبل، وبعد أن ندد الرئيس السابق دونالد ترامب بتوفير الرئيس الحالي جو بايدن أسلحة لأوكرانيا متوقعاً أن تنتصر روسيا.
وتعكس زيارة بلينكن لهلسنكي تدهور العلاقات الأمريكية الروسية خلال خمسة أعوام.
وفي 2018، سافر ترامب إلى العاصمة الفنلندية للقاء بوتين، ما أثار حينها انتقادات واسعة له، بعد صمته على نفي بوتين لتدخله في الانتخابات الأمريكية في 2016.
أما اليوم فهناك احتمال ضئيل ليزور بوتين أي دولة من دول الاتحاد الأوروبي أو أن يلتقي الرئيس الأمريكي. ووصف بلينكن بوتين بعبارات قاسية، قائلًا إنه يرسل الروس إلى الجبهة ليموتوا "في مفرمة لحم من صنعه".
وتابع "لطالما قال الكرملين إنه يملك ثاني أقوى جيش في العالم، وكثيرون صدقوا ذلك. اليوم يرى كثيرون الجيش الروسي ثاني أقوى جيش في أوكرانيا" وسط ضحكات الحضور.
وسخر بلينكن من الذين قالوا إن السلام يعني "التوقف عن دعم أوكرانيا" أو "خفض كييف لخسائرها وتخليها عن خمس أراضيها التي تحتلها روسيا بشكل غير قانوني".
وتعهد في المقابل بمواصلة بناء "جيش المستقبل" لأوكرانيا التي تلقت نحو 50 مليار دولار من المساعدات الأمريكية منذ بداية الحرب، مع سماح الولايات المتحدة أخيراً بإرسال مقاتلات إف-16.

وساطات دولية


ورغم تباهيهم بالموقف الغربي الموحد ضد بوتين، يزيد قلق المسؤولين الأمريكيين من الدعم الفاتر في الدول النامية.
وأثار الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا قلق الولايات المتحدة عندما ألقى مسؤولية الحرب في أوكرانيا جزئياً على واشنطن، أثناء زيارته للصين، في حين رفضت الهند، التي تزداد قرباً من واشنطن وترأس حاليًا مجموعة دول العشرين، إنهاء علاقاتها التاريخية مع موسكو، واستفادت من المساومات على شراء النفط الروسي.
وأرسلت الصين أيضاً مبعوثاً إلى روسيا، ما أثار شكوك مسؤولين أمريكيين.
ولفت بلينكن إلى أن علاقة روسيا بالصين أصبحت "أحادية الجانب" أكثر فأكثر، مضيفاً أن الحرب في أوكرانيا عززت تصميم الولايات المتحدة ضد "التهديدات الصينية المحتملة" التي لا تستبعد استخدام القوة للسيطرة على تايوان المتمتعة بحكم ذاتي.
وقال بلينكن إن الولايات المتحدة "ترحب بأي مبادرة تساعد في جلب الرئيس بوتين إلى طاولة المفاوضات للانخراط في دبلوماسية ذات معنى" فقط إذا كانت تضمن وحدة أراضي أوكرانيا.
وأضاف "سندعم الجهود، من البرازيل أو الصين أو أي دولة أخرى، إذا كانت تساعد في إيجاد حل نحو سلام عادل ودائم يتفق مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة".