رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الأمريكي جو بايدن (أرشيف)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الأمريكي جو بايدن (أرشيف)
الأربعاء 7 يونيو 2023 / 21:12

إسرائيل تقترح تحالفاً إقليمياً ضد إيران

قال موقع "ميدا" الإسرائيلي إن "إسرائيل قوية" قادرة على تحقيق رغبة واشنطن في التركيز على التحدي الصيني دون تدهور الوضع في الشرق الأوسط.

وقال "ميدا" في تحليل، إن آخر 3 رؤساء أمريكيين قرروا التركيز بشكل أساسي على صعود قوة الصين، وسعوا إلى تخصيص موارد أقل واهتمام أقل بالشرق الأوسط، ومع أنهم روجوا لهذا الهدف بطريقة مختلفة، وتصرف في ظل ظروف سياسية مختلفة، إلا أن حقيقة التزام الثلاثة بهذا التغيير الاستراتيجي رغم اختلافاتهم تشير إلى أن "التغيير حاسم".


استراتيجية صينية جديدة

وفي الوقت نفسه، حصل تغيير دائم أيضاً في استراتيجية بكين في العقد الماضي. فمنذ وصوله إلى السلطة، رفض الرئيس  شي جين بينغ نصيحة أسلافه القائمة على مبدأ  "إخفاء قوتك؛ وانتظر بصبر"  فسعى إلى إظهار قوة الصين، وتحدى صراحة التفوق الأمريكي، وقاد استراتيجية طموحة لتوسيع نفوذ الصين في نصف الكرة الشرقي بأكمله.
وفي مؤتمر الحزب الشيوعي في أكتوبر(تشرين الأول) الماضي، تمكن شي أيضاً من تعزيز سيطرته على قيادة البلاد للمستقبل المنظور، لذلك يمكن توقع استمرار التغيير الاستراتيجي الذي يقوده. وفي هذا الإطار، سيكون الشرق الأوسط بمثابة ساحة جديدة لتعميق نفوذ الصين على حساب الولايات المتحدة، وعُبر عن ذلك بوضوح في مارس (أذار) الماضي عندما دخلت بكين السياسة الإقليمية وتوسطت بين السعودية وإيران لتجديد علاقاتهما.


إذابة الجليد  

وتحت عنوان " مخطط جديد للعلاقات الإسرائيلية الأمريكية في عالم ثنائي القطب"،  ذكر الوقع أنه منذ بداية ولاية الرئيس الأمريكي جو بايدن، ركزت سياسة إدارته في الشرق الأوسط على محاولة تحسين العلاقات مع طهران والعودة إلى الاتفاق النووي، بحجة أن منع التصعيد في الملف النووي، سيعزز الاتصالات الدبلوماسية مع طهران، ويكبح النشاط الإيراني في جميع النزاعات الإقليمية التي تشارك فيها،  بما فيها، الجبهة بين حزب الله وإسرائيل، والحرب في اليمن، والصراعات في العراق، وسوريا.


نظرية بايدن

وتنص نظرية بايدن على أن لهذه الصراعات منطقها الداخلي، وبالتالي سيكون ممكناً إيجاد مصالح مشتركة لإيران والولايات المتحدة في كل ساحة، ومن خلال "التهدئة والحوار والدبلوماسية"، ستكون الولايات المتحدة قادرة على تقليل التوترات في الشرق الأوسط والتحرك لتكريس أكبر قدر من الاهتمام  بشرق آسيا، إلا أن الموقع قال إن "هذه النظرية تقوم على افتراضين خاطئين".
الخطأ الأول هو الاعتقاد أن الاتفاق في القضية النووية سيعزز الاستقرار الإقليمي، والعكس صحيح، لأن أي اتفاق نووي لن يأتي بحل للعامل الأساسي الذي يؤدي إلى اضطراب الشرق الأوسط، وهو صعود قوة إيران واستغلال وكلائها للسيطرة في سوريا، والعراق، ولبنان، واليمن.
ويقول الموقع إنه حتى قبل التوصل إلى اتفاق جديد، فإن سعي بايدن نفسه لمحادثات مع طهران يؤدي إلى زعزعة الاستقرار من خلال قناتين:"التراخي في تطبيق العقوبات الاقتصادية، والضغط على حلفاء الولايات المتحدة، بما في ذلك إسرائيل، لكبح أنشطتهم العسكرية ضد إيران". وإذا نجحت إدارة بايدن في إعادة الحياة للاتفاق النووي مع إيران، فسيؤدي ذلك فقط إلى الإضرار باستقرار المنطقة بشكل أكبر.
وأضاف الموقع أن هذا يقود إلى الخطأ الثاني،  القائم على إمكان عزل الشرق الأوسط عن المنافسة العالمية بين واشنطن وبكين. ولكن الوساطة الصينية في تجديد العلاقات السعودية الإيرانية تظهر لإدارة بايدن كيف أصبحت الصين بسرعة لاعباً مهماً في ميزان القوى الإقليمي.


نتيجة عكسية

وبناء عليه، برى الموقع أن نتيجة سياسة بايدن التصالحية مع إيران هي عكس ما يسعى إليه. فبدل استقرار الشرق الأوسط بطريقة تسمح له بتوجيه انتباهه إلى شرق آسيا، فإنه سيقوض الاستقرار الهش في المنطقة بطريقة ستجبره على الاستمرار في تكريس موارد  متعددة للشرق الأوسط، وفي الوقت نفسه سيدعو الصين أيضاً إلى تعميق مشاركتها الاستراتيجية فيه.


حل بديل

يقول الموقع إن هناك بديلاً لهذا النهج الاستراتيجي الفاشل، من شأنه أن يقوي حلفاء الولايات المتحدة، ويضعف إيران، ويحد من النفوذ الصيني في الشرق الأوسط، وتلعب فيه إسرائيل دوراً رئيسياً.
وبموجب هذا الحل، تقود إسرائيل تحالفاً إقليمياً ضد إيران، بينما تتحرك الولايات المتحدة من جانبها لتكون القوة العظمى التي تدعمه، ولو بشكل مباشر أقل. وهذه الاستراتيجية البديلة تتطلب تغييراً سياسياً على ثلاثة مستويات، الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين إسرائيل والولايات المتحدة من راعٍ إلى شريك كامل، والعودة إلى سياسة الضغط الأقصى على إيران، وتغيير موقف واشنطن من السعودية.