فيضانات ودمار في مدينة خيرسون بعد تدمير سد كاخوفا (رويترز)
فيضانات ودمار في مدينة خيرسون بعد تدمير سد كاخوفا (رويترز)
الخميس 8 يونيو 2023 / 09:52

أوكرانيا ترفض تجميد الصراع.. وكارثة ثقافية جرّاء فيضانات كاخوفكا

أعربت أوكرانيا عن رفضها دعوات لتجميد الصراع مع روسيا، مشيرة إلى أن أي محادثات لإنهاء الحرب يجب أن تبدأ بوقف القتال أولاً.

ويأتي ذلك تزامناً مع مواجهة تداعيات تدمير روسيا لسد كاخوفا، الذي وصفه حلفاء كييف بأنه "جريمة حرب"، وأكبر كارثة من صنع الإنسان في أوروبا.

فض النزاع

وفي السياق، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إن "المحادثات حول حل الصراع مع روسيا لا يمكن أن تبدأ فقط بتوقف القتال".
وأضاف في إفادة صحفية على الإنترنت، مخاطباً الصحفيين الأفارقة عقب جولة في دول بالقارة، "إذا اعتقد أي أحد أنه يجب عليهم تجميد الصراع ثم البحث عن كيفية حله، فإنه لا يفهم الأمر".

وأوضح أن أكثر من 100 جولة من المشاورات ومحاولات التوصل لوقف إطلاق النار منذ ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014، لم تتمخض إلا عن غزو شامل لأوكرانيا في فبراير(شباط) 2022.

ويعني اقتراح التجميد بقاء القوات الروسية على الأراضي الأوكرانية حتى مع بدء محادثات سلام، وقالت أوكرانيا في وقت سابق إن القوات الروسية يجب أن تنسحب أولاً قبل بدء المفاوضات، بينما تريد موسكو أن تعترف كييف بالسيادة الروسية على شبه جزيرة القرم في شرط مسبق للتفاوض.

ومن المتوقع أن يزور وفد من رؤساء دول أفريقية أوكرانيا وروسيا في الأيام القليلة المقبلة على أمل إقناعهما بوقف القتال، بحسب قول متحدث باسم رئيس جنوب أفريقيا سيرسيل رامابوسا لرويترز الشهر الماضي.

ضمانات أمنية

ومن جهته، قال الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، أندرس راسموسن، إنه قد تكون هناك مجموعة من دول الناتو على استعداد لنشر قوات على الأرض في أوكرانيا، إذا لم تقدم الدول الأعضاء بما في ذلك الولايات المتحدة ضمانات أمنية ملموسة لكييف في قمة الحلف المقبلة في العاصمة الليتوانية فيلنيوس.

ويقوم راسموسن، الذي كان يعمل مستشاراً رسمياً للرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي، بجولة في أوروبا وواشنطن لقياس المزاج المتغير قبل بدء القمة الحاسمة في 11 يوليو(تموز) المقبل، وفقاً لصحيفة "الغارديان" البريطانية.

وحذر أيضاً من أنه حتى لو قدمت مجموعة من الدول ضمانات أمنية لأوكرانيا، فإن دولاً أخرى لن تسمح بإبقاء قضية عضوية أوكرانيا المستقبلية في حلف شمال الأطلسي خارج جدول أعمال فيلنيوس.

وأدلى راسموسن بتصريحاته في الوقت الذي قال فيه الأمين العام الحالي لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، إن مسألة الضمانات الأمنية ستكون على جدول أعمال فيلنيوس، لكنه أضاف أن الحلف بموجب المادة 5 من معاهدة واشنطن، لا يقدم ضمانات أمنية كاملة سوى للأعضاء الكاملين.

وقال: "إذا لم يتمكن الناتو من الاتفاق على مسار واضح للمضي قدماً بالنسبة لأوكرانيا، فهناك احتمال واضح بأن تتخذ بعض الدول إجراءات فردية. ونعلم أن بولندا منخرطة جداً في تقديم مساعدة ملموسة لأوكرانيا، ولن أستبعد احتمال أن تشارك بولندا بشكل أقوى في هذا السياق على أساس وطني وأن تتبعها دول البلطيق، وربما بما في ذلك إمكانية وجود قوات على الأرض".

إغاثة دولية

وفي سياق منفصل، قال زيلينسكي: إن "على منظمات الإغاثة الدولية أن تتخذ إجراءات فورية لمواجهة تداعيات تدمير سد يُستخدم في توليد الطاقة الكهرومائية في أوكرانيا"، مضيفاً أن أي منظمة لا تقدم المساعدة على الأرض فهي ببساطة لا تتمتع بالكفاءة.

وأوضح "من الضروري أن تشارك المنظمات الدولية، مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر، على الفور في عملية الإنقاذ ومساعدة الناس في الجزء المحتل من منطقة خيرسون"، وتابع "إذا كانت منظمة دولية غير حاضرة في منطقة الكارثة، فإن هذا يعني أنها غير موجودة على الإطلاق أو ليست لديها الكفاءة"، مشيراً إلى أن السكان في مناطق تحتلها القوات الروسية في جنوب أوكرانيا ليس لديهم ماء أو طعام أو خدمات طبية، كما من المستحيل تحديد عدد الأشخاص الذين قد يموتون في تلك المناطق.

في حين أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أنّ بلاده سترسل في غضون ساعات مساعدات لتلبية الاحتياجات العاجلة لأوكرانيا، بعد التفجير الذي استهدف سدّ كاخوفكا لتوليد الطاقة في جنوب البلاد وأغرق مناطق واسعة بالمياه.

وكتب ماكرون على تويتر بعد مكالمة هاتفية مع زيلينسكي أنّ "فرنسا تدين هذا العمل الشنيع الذي يعرّض السكّان للخطر"، وأضاف "لقد أعربت للرئيس زيلينسكي عن تضامني مع شعبه بعد الهجوم على سدّ كاخوفكا".

من جهته، أوضح قصر الإليزيه أنّ مركز الأزمات التابع لوزارة الخارجية الفرنسية سيرسل على وجه السرعة شحنة أولى من المساعدات زنتها 10 أطنان تشمل مواد صحّية وأخرى متعلقة بالنظافة والصرف الصحّي للمياه.

وبحسب وزارة الخارجية الفرنسية فإنّ هذه الشحنة تشمل على وجه الخصوص أجهزة لتنقية المياه، ومستلزمات للنظافة العائلية، و500 ألف قرص لتنقية المياه والعديد من خزّانات المياه.

وخلال محادثة هاتفية مع الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش، أعرب ماكرون عن رغبته بتقديم مساعدات إنسانية للسكّان الأوكرانيين المتضرّرين من الفيضانات والمقيمين في الأراضي الخاضعة لسيطرة الجيش الروسي، بحسب ما أعلن الإليزيه.

دمار وفيضانات

وقال مسؤولون إن الفيضانات التي أعقبت تدمير سد كاخوفكا في أوكرانيا ضربت أكثر من 20 متحفاً وموقعاً ثقافياً في منطقة خيرسون جنوبي البلاد.

ونشرت وزارة الثقافة الأوكرانية قائمة بالقطع الثقافية التي يقال إنها تضررت أو دمرت بالكامل بسبب مياه الفيضانات، ومعظمها على الجانب الجنوبي من نهر دنيبرو، في الأراضي التي تحتلها روسيا، كما نشرت الوكالة الحكومية الأوكرانية للتنمية السياحية خريطة بالمعالم السياحية ومناطق الترفيه الطبيعية المهددة الآن نتيجة للفيضانات.

ووفقاً للوزارة، فإن المواقع المهددة بالانقراض تشمل قلعة تياكين التي تأسست في القرن الـ 14 أو ما يسمى بمستوطنة بونياتيفسكي للعصر الحديدي، التي يعود تاريخها إلى القرن الرابع قبل الميلاد.

وتعرض متحف خيرسون للفنون للنهب من قبل الجنود الروس العام الماضي، وفي نوفمبر(تشرين الثاني) الماضي، نشر المتحف تقريراً على صفحته على فيس بوك عن إزالة عدة شاحنات مليئة بالقطع الفنية من قبل المحتلين الروس الفارين.