بيوت غارقة في المياه بعد تفجير سد كاخوفكا في أوكرانيا (أرشيف)
بيوت غارقة في المياه بعد تفجير سد كاخوفكا في أوكرانيا (أرشيف)
الخميس 8 يونيو 2023 / 23:53

هكذا تبدو الحياة في خيرسون بعد الانهيار الكارثي لسد كاخوفكا

سلطت مجلة "إيكونومست" الضوء على حياة المدنيين والسكان في منطقة خيرسون الأوكرانية التي تشهد حرباً ضارية بين القوات الأوكرانية والروسية منذ أكثر من عام، لكن هذا الأسبوع تحديداً، أصبح الأمر أسوأ بكثير، إذ يُكافح عمال الطوارئ والمتطوعون لاحتواء الأضرار الناجمة عن كارثة بيئية تتكشف بعد انهيار سد كاخوفكا التاريخي.

وأدى تدمير جزئي للسد في وقت مبكر من يوم الإثنين إلى غرق عشرات المستوطنات في المنطقة، حيث يعمل رجال الإنقاذ في القوارب والمروحيات، تحت نيران الهاون والمدفعية، لإجلاء سكان وبينهم مسنون وأطفال، إذ إن ليس كل من كان في خطر مستعد للمغادرة، وذلك بسبب عناد السكان الذي جعل عملية روسيا في المنطقة الجنوبية تستمر 9 أشهر كارثية للغاية، حسب "إيكونومست".

أضرار جسيمة


وقول نائب وزير البنية التحتية الأوكراني يوري فاسكوف للمجلة: "من السابق لأوانه تقييم الأضرار الكاملة لانهيار السد"، لافتاً إلى أن "المزيد من السد قد يكون سليماً، وسيكون تقييم الكمية المتبقية واضحاً، بمجرد انخفاض مستوى المياه".

ولكن أكثر من 150 طنا من النفط تسرّب بالفعل إلى نهر الدنيبر، ما أدى إلى تيارات شرسة في النهر تتناقل  أضراراً بينها الأمراض المعدية، حيث قال فاسكوف: "نعلم بالفعل أنها أفظع كارثة شهدتها أوكرانيا منذ عقود".

ووفق التقرير، لا يزال تسلسل الأحداث في 6 يونيو (حزيران) غير واضح بعد، فقد أفاد بعض السكان المحليين، وليس كلهم، بأنهم سمعوا انفجاراً في الصباح. وبدأت أوكرانيا في تلك المرحلة، هجمات كبيرة في أقسام أخرى من خط المواجهة في أقصى الشرق.

https://www.economist.com/europe/2023/06/07/life-in-kherson-after-the-kakhovka-dams-collapse

تفاصيل الحادثة

لكن المفهوم أن بعض الوحدات الأوكرانية على الأقل خرجت من مدينة خيرسون في الأيام التي سبقت الانفجار، وربما كانت يحاول تنفيذ عملية محفوفة بالخطر عبر النهر فوق أو بالقرب من سد وجسر كاخوفكا، وربما تصرفت روسيا لتجعل ذلك مستحيلاً، كما تقول المجلة.

وحسب مصادر عسكرية غربية، فإن أصابع الاتهام موجهة إلى روسيا بشكل أكبر، ففي أكتوبر (تشرين الأول)، حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من السيناريو ذاته، قائلاً إن روسيا ستحاول تفجير السد لوقف العبور، وأحالت أوكرانيا المسألة بالفعل إلى المحكمة الجنائية الدولية، ووصفتها بـ "جريمة حرب" روسية.

ويلفت التقرير إلى أن المناطق الأكثر تضرراً، التي تقع مباشرة في اتجاه مجرى السد، والكثير منها تحت سيطرة روسيا، خاصة على الضفاف الشرقية. ففي هولا بريستان، تحدث السكان المحليون عن ثغاء الماشية وغرقها مع ارتفاع منسوب المياه. وفي أماكن أخرى، تقاسم الموجودون في الطوابق العليا منازلهم مع جيرانهم الأقل حظاً.


الحياة اليومية

قال أحد سكان منطقة أوليشكي إن القوات الروسية لا تساعد في الإجلاء، وأن كثيرين "ينتظرون على أسطح المنازل" في خيرسون التي تسيطر عليها روسيا، بينما باتت أوستريف الأكثر تضرراً، بين الضفتين اليسرى واليمنى لنهر دنيبر، وهي الآن غارقة تماماً.

وتشير الصحيفة إلى الحياة اليومية التي تغيّرت تماماً في المناطق المتضررة، حيث بات السكان يتنقلون عبر القوارب بين مبنى ومبنى، فيما قرر البعض البقاء في منازلهم الغارقة في المياه.

ويقول المتطوعون الذين يحرسون قوارب الإنقاذ والانتقال، إن 250 عائلة أخرى لا تزال في منطقة كويبيشيف التي تقطعت بها السبل الآن، ما سيخلق مشاكل للمتطوعين في الأيام والأسابيع المقبلة، بسبب تعطيل حركتهم.

ويقول السكان إنهم نجوا من الحرب و9 أشهر من الوجود الروسي في مدينتهم، فلماذا عليهم أن يغادروا الآن، كما يقول سيرغي، صاحب مقهى في سوق شومينسكي على الطريق المغمورة بالمياه، مضيفاً "لا شيء من شأنه أن يزعج سكان خيرسون المتصلبين، الأكثر رعباً ليس المياه، ولكن الوقوف في طابور الخبز خلف عسكري يرتدي زياً ورمزاً روسيا على ظهره".