المياه تغرق قرية في خيرسون بعد انهيار السد (أرشيف)
المياه تغرق قرية في خيرسون بعد انهيار السد (أرشيف)
الجمعة 9 يونيو 2023 / 20:57

المناطق الخاضعة لروسيا.. الأكثر تضرراً من سد كاخوفكا

24-زياد الأشقر

في حوالي الثانية والنصف بعد منتصف ليل 6 يونيو (حزيران)، بدأت سيول تتدفق من فتحات في سد نوفا كاخوفكا، السد الذي بني في 1955 على طول نهر دنيبرو، والذي يفصل اليوم بين الضفة اليمنى التي تسيطر عليها أوكرانيا، واليسرى التي تسيطر عليها روسيا في منطقة خيرسون جنوب أوكرانيا. وكانت النتيجة فيضاناً دفع مياهاً ملوثة عبر الحقول الزراعية، والمحميات الطبيعية، والمناطق السكنية، وبشكل أساسي في الأراضي المنخفضة التي يسيطر عليها الروس، على الضفة اليسرى.

فتت إشارات من كييف الانتباه إلى أن التوغلات عبر النهر، قد تشكل جزءاً أساسياً من المعركة التي تلوح في الأفق.

وكتب مراسل مجلة "نيوزويك" الأمريكية من أوديسا الأوكرانية مايكل واسيورا، أنه لم يتبين بعد من فجر السد، ولكن معظم الأدلة، توحي بأن الثغرة إما تسبب فيها عمل روسي مقصود، أو نتجت عن مشاكل هيكلية، حيث اشتد القتال مدة أشهر في تلك المنطقة. ومع ذلك، فإنه إذا كانت روسيا هي التي دمرت السد عمداً، فإن الأسباب العسكرية التي حملتها على ذلك، لا تزال مبهمة.
وقال جورج باروس من معهد دراسات الحرب في الولايات المتحدة: "الفيضان أثر بشكل غير متوازن على التحضيرات العسكرية في الجانب الروسي، فالضفة اليسرى أدنى، وهكذا فإن المياه تتدفق بشكل أساسي نحو المواقع الروسية على جانب النهر". وأضاف"لقد شاهدت الكثير من التحصينات الروسية تغرق بالكامل، إن الخنادق الروسية الأمامية والملاجئ التي شيدت قبالة النهر، للحماية من مناورة أوكرانية لعبور النهر، غمرتها المياه، وشاهدت حقول ألغام تبتلعها المياه".

وحسب باروس أيضاً "إذا استقر الفيضان في الأيام القليلة المقبلة ولم يكن حجم المياه كبيراً جداً ليمنع عبور النهر، فإن ذلك قد يتيح للأوكرانيين الوصول إلى الضفة اليسرى، لكن ليس إلى النقطة التي أعدها الروس لتكون رأس الحربة، وإنما أماكن أبعد، لم تكن معدة لمواجهة الموجة الأولى من الهجوم الأوكراني. ومن جهة ثانية، إذا لم يهدأ الفيضان مدة أسابيع ولم يكن في إمكان الأوكرانيين عبور النهر، فإن ذلك يعني أن الروس أزالوا الخيار الأوكراني عن الطاولة، وفي هذه الحالت سيكون في إمكانهم  رصد موارد أكثر في قطاعات أخرى، على الأقل طالما بقي عبور النهر غير متاح".

وفي الوقت الذي بقيت فيه الخطط الأوكرانية للهجوم المضاد الذي طال انتظاره، طي الكتمان، لفتت إشارات من كييف الانتباه إلى أن التوغلات عبر النهر، قد تشكل جزءاً أساسياً من المعركة التي تلوح في الأفق، وهكذا عمدت القوات الروسية إلى تدمير السد لإرجاء الخطط الأوكرانية.
ومع ذلك، ونظراً للانعكاسات المؤقتة على سير المعركة، لا يمكن استبعاد انهيار السد بفعل الحرب التي تدور منذ عام قرب هذه المنشأة التي بناها السوفيات لتحجز 18 كيلومتراً مكعباً من المياه.

 

النتائج البيئية

ولن تتضح تأثيرات تدمير السد على الميدان، قبل أسابيع، ولكن النتائج على البيئة ستستمر لعقود قادمة. وحسب فلاديسلاف بالينسكي رئيس "الورقة الخضراء"، المنظمة الأوكرانية غير الحكومية، فإن مياه الفيضان محملة بمواد ملوثة تحتاج إلى عقود لمعالجتها.

وقال لـ"نيوزويك"إن الكثير من المبيدات الحشرية، والمعادن الثقيلة الناتجة عن مصانع أعلى النهر، تغرق في الخزان خلف السد. ما يعني أن الطمي الذي سيصل إلى الحقول الزراعية الآن، والمناطق السكنية، والحدائق الوطنية عند المصب، سام بدرجة عالية". وأشار إلى أن تجمع الكيميائيات المؤذية والفضلات الصناعية في أرض الخزان، ليس ظاهرة تتوقف على أوكرانيا. ففي أنحاء العالم، يرسو الطمي الملوث في أعلى النهر من المزارع والمصانع خلف السد، ولا يشكل خطراً، إلا إذ حصل حادث كما  في سد نوفا كاخوفكا.