حاكم فلوريدا رون ديسانتيس مع زوجته وأولاده.
حاكم فلوريدا رون ديسانتيس مع زوجته وأولاده.
الإثنين 19 يونيو 2023 / 22:28

لماذا يُشرك ديسانتيس أولاده الصغار في حملته الانتخابية؟

24- طارق العليان

في نظرة سريعة المرشحين الأمريكيين، يبدو واضحاً أن حاكم فلوريدا الجمهوري، رون ديسانتيس، يُعدّ فئة نادرة هذه الأيام. فقد وُلد بعد حرب فيتنام، ونشأ وترعرع في عصر تنتشر فيه ثقافة الحاسوب، ولا يزال لديه أطفال صغار، على عكس المرشحين الآخرين ممن لديهم جيش من الأحفاد.

ديسانتيس يحاول تخفيف الطبيعة الاستقطابية لشخصيته السياسية

وإذا قدر لديسانتيس الفوز، فإنه سيبلغ من العمر 46 عاماً في يوم التنصيب، وبذلك سيكون أصغر رئيس منذ عهد جون إف كينيدي. وعلى الرغم من عدم ذكره لهذه الحقيقة صراحة، تقول صحيفة "نيويورك تايمز" إن حملته أخذت على عاتقها التأكد من انتباه الناخبين لهذا الأمر.
ويتحدث حاكم فلوريدا بشكل متكرر عن امتلاكه لكل من "الطاقة والانضباط" اللازمين للبيت الأبيض، والقدرة على الاضطلاع بمهام الرئاسة من الصباح حتى المساء دون كلل. وكثيراً ما يتحدث هو وزوجته، كيسي، عن أطفالهما الصغار، الذين تبلغ أعمارهم 6 و 5 و 3 سنوات، ويشاركون والدهم في حملته الانتخابية.

 


وفي معرض تركيزه على برنامجه الانتخابي اليميني، يُسلط ديسانتيس كثيراً الضوء على هواجسه الأبوية بشأن المدارس والتأثير السلبي للثقافة الشعبية.
يتمثل الهدف الواضح من ذلك في إجراء مقارنة صارخة بينه وبين منافسيه الرئيسيين، وهما الرئيس جو بايدن، البالغ من العمر 80 عاماً، والرئيس السابق دونالد ترامب، الذي بلغ منذ فترة وجيزة 77 عاماً، وكلاهما له أبناء (هانتر ودون جونيور) يكبران ديسانتيس سناً. وقد عبر الناخبون عن قلقهم تجاه سن الرجلين.
ومن المتوقع أن يكون ترامب على وجه الخصوص عرضة لهذه المقارنة، وفق التقرير، حيث سبق له الطلاق مرتين ولديه خمسة أطفال من ثلاث نساء مختلفات.

ديسانتيس الإنساني

ويقول ديف كارني، وهو استراتيجي جمهوري مقيم في نيو هامبشاير، عن ديسانتيس إن "تفاعله مع عائلته يساعد في إضفاء الطابع الإنساني عليه".
ويبدو أن الجمهوريين الأصغر سناً يستجيبون للدعاية التي يروجها ديسانتينس.

 


وأظهر استطلاع حديث أجرته كل من "إيكونوميست" و"يوغوف" أن "حاكم ولاية فلوريدا يحظى بأعلى مستوى من التأييد بين الجمهوريين ومن الجمهور الذي يميل لأفكار الجمهوريين ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و 29 عاماً، على الرغم من أنه كان لا يزال بعيداً عن ترامب في الاستطلاعات بنسبة تتراوح بين 39% إلى %27 في تلك الفئة.
وخلال زيارة لنيو هامبشاير، قال ديسانتيس: "أنا وزوجتي نعتقد أنه يجب أن يكون للأطفال الحق في الذهاب إلى المدرسة ومشاهدة الرسوم المتحركة، وأن يكونوا أطفالاً فقط، دون أن يملى عليهم جدول أعمال معين ويتم إجبارهم على اعتناق مبادئ معينة"، "ولذا، فإننا نأخذ هذه المسألة على محمل الجد، وقد بذلنا قصارى جهدنا حتى نتمكن من تقديم الدعم للوالدين".
ويستهوي نهج ديسانتيس فيما يتعلق بقضايا الأسرة على وجه التحديد الجمهوريين المحافظين، وانتقد من قبل الديمقراطيين ونشطاء الحقوق المدنية. فقد وقع تشريعاً يحظر عمليات الإجهاض بعد بلوغ الجنين ستة أسابيع.
كما حظر ديسانتوس على من أجروا عمليات تغيير الجنس تولي رعاية القصر، وفرض عقوبات على الشركات التي تسمح للأطفال بمشاهدة العروض الخليعة، كما شدد من القيود المفروضة على تدريس التوجه الجنسي والهوية الجنسية في المدارس.

الحياة الأسرية

ويحاول ديسانتيس وزوجته في كثير من الأحيان تخفيف الطبيعة الاستقطابية لشخصيته السياسية بسرد حكايات عن الحياة الأسرية.
وعادة ما تُقنع السيدة ديسانتيس زوجها بالتحدث عن أطفالهما، بما في ذلك اصطحابهما الأطفال لتناول الوجبات السريعة في مطعم يعج بطلاب جامعيين مخمورين، وهو دلالة على مدى تدين الزوجين.

منافس ديسانتيس

وفي الوقت الحالي، يواجه ديسانتيس منافسة من مرشح شاب آخر، وإن كان أقل شهرة، وهو من نفس الولاية التي ولد فيها وهو عمدة ميامي، فرانسيس سواريز البالغ من العمر 45 عاماً، حيث ظهر في مقطع مصور أعلن من خلاله بدء حملته الانتخابية الأسبوع الماضي وهو يركض في أنحاء المدينة ويتحدث عن أطفاله.
كما أن هناك مرشحاً آخر يحظى بدرجة أقل بكثير من الشهرة وهو فيفيك راماسوامي الذي يُروج لترشحه على أساس أنه أول مرشح جمهوري من مواليد الألفية.
ويبلغ راماسوامي من العمر 37 عاماً، ولديه أيضاً أطفال صغار، يشاركونه أنشطة حملته الانتخابية.
وقال راماسوامي في مقابلة أجريت معه مؤخراً إن مشاركة الأطفال في الحملة الانتخابية تتطلب أحياناً ترتيبات خاصة. فعلى سبيل المثال، تتوفر في حافلة حملته مقاعد متجاورة وطاولة لتغيير الحفاضات.
وفي نهاية أحد اللقاءات الجماهيرية في نيو هامبشاير هذا الشهر، التفت إلى ابنه الأكبر، كارثيك، ليشكره على حسن التصرف خلال خطابه. ويقول راماسوامي: "لقد حظي بقدر أكبر مني من تصفيق الجمهور".