انحسار المياه مع بدء جفاف سد كاخوفكا (رويترز)
انحسار المياه مع بدء جفاف سد كاخوفكا (رويترز)
الخميس 22 يونيو 2023 / 13:25

الأقمار الصناعية تكشف جفاف سد كاخوفكا وتهديد الغذاء العالمي

24 - شيماء بهلول

أثار تدمير سد كاخوفكا مخاوفاً من ترك مناطق مهمة في أوكرانيا تعتبر سلة للغذاء ومصدراً رئيسياً للخبز، من دون مصدر رئيسي للمياه، حسبما كشفت الأقمار الصناعية.

إعادة بناء السد أحد الحلول الوحيدة لاستعادة الأمن المائي للمنطقة

وذكر موقع "بي بي سي"، أن أحد أكبر الخزانات في أوروبا جفّ بعد تدمير سد كاخوفكا في جنوب أوكرانيا. وأظهرت صور للأقمار الصناعية أن 4 شبكات انفصلت عن الخزان.

ونقل الموقع عن الأمم المتحدة قولها، إن إمدادات مياه الشرب قد تؤثر على ما يزيد عن 700 ألف شخص، معظمهم في المناطق التي تحتلها روسيا، في حين أشار الخبراء إلى أن فقدان المياه من القنوات سيكون له تأثير على إنتاج الغذاء في المنطقة.

انخفاض مستوى المياه

وحسب "بي بي سي"، فإن منسوب المياه عند المنبع من السد (إلى الشمال الشرقي)، انخفض بشكل كبير في كل من الخزان والقنوات التي يغذيها، وتظهر صور الأقمار الصناعية الأخيرة أن المستويات استمرت في الانخفاض.

وبالإضافة إلى كون القنوات مصدراً لمياه الشرب لأجزاء كبيرة من جنوب أوكرانيا، فإنها تستخدم من أجل ري مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية. وأوضح الموقع بأن السد كان بمثابة "حائط دفاع" ضد الفيضانات في المناطق الواقعة أسفل المصب في الجنوب الغربي.

وراقبت "BBC Verify" مداخل القناة الـ 4 باستخدام صور الأقمار الصناعية، وذكرت أنه بحلول 15 يونيو (حزيران) الجاري، فُقد الاتصال مع جميع المداخل في ظل استمرار انخفاض منسوب مياه الخزان.

أزمة جفاف

وأظهرت صور أخرى للأقمار الصناعية، أن الخزان الذي كان يحتوي في السابق على 18 مليون كيلومتر مكعب من المياه، قد جفّ بشكل كبير.

وكشفت الصور عن أجزاء ضحلة من الخزان أولاً، تعود إلى الشكل الأصلي لنهر دنيبرو قبل بناء السد في عام 1956، وذكرت "بي بي سي" أن القنوات لا تزال تحتوي على مياه بعيدة عن الخزان، ومن غير الواضح كم من الوقت ستستغرق حتى تجف.

ووفقاً للحكومة الأوكرانية، كان من المحتمل أن تخدم القنوات حوالي 5840 كيلومتر مربع (584000 هكتار) من الأراضي الزراعية على جانبي نهر دنيبرو قبل الحرب، مع اعتماد أكثر من نصف المساحة على أنظمة الري، حيث أنتجت هذه المناطق حوالي مليوني طن من الحبوب والبذور الزيتية في عام 2021.

الأمن الغذائي

وحسب الموقع، تم غمر العديد من المناطق الواقعة أسفل الخزان في البداية بعد تدمير السد، لكن المشكلة طويلة المدى التي تواجه إنتاج الغذاء ستكون فقدان إمدادات المياه بسبب تجفيف أنظمة القنوات الواسعة، وفقاً لما ذكرته مديرة البرامج في وكالة ناسا. هارفست، إنبال بيكر ريشيف.

وقالت: "القنوات تروي المحاصيل الصيفية المزروعة في المقام الأول مثل الذرة وفول الصويا وعباد الشمس. لكنها تروي أيضاً القمح، وهو محصول شتوي، ثم الكثير من الخضار والفاكهة مثل البطيخ".

وفي حين أن بعض المحاصيل يمكن أن تتغذى عن طريق المطر وحده، إلا أن التقرير لفت إلى أن نظام القناة الجافة يمكن أن يترك الأراضي الزراعية عرضة للجفاف، مما له عواقب على مياه الشرب. وأضافت الدكتورة بيكر ريشيف أن "القنوات يمكن أن تمتلئ بالطين (الرمل) إذا تُركت جافة، مما يقلل من فعاليتها، وكلما بقيت في هذه الحالة ستصبح أسوأ".

وفي تصريح سابق، قال رئيس قسم الإغاثة الطارئة في الأمم المتحدة، مارتن غريفيث، إنه سيكون هناك تأثير كبير على الأمن الغذائي العالمي نتيجة تدمير السد، واصفاً المنطقة بأنها "سلة خبز، ليس فقط لأوكرانيا، ولكن أيضاً للعالم".

الحل.. إعادة البناء

ووفق "بي بي سي"، يبدو أن إعادة بناء السد تمثل أحد الحلول الطويلة الأمد الوحيدة لاستعادة الأمن المائي للمنطقة. وقال وزير السياسة الزراعية والغذاء الأوكراني، ميكولا سولسكي: "الآن انخفض مستوى المياه، وببساطة لا تصل المياه إلى أنظمة القناة. لرفعها نحتاج إلى إعادة بناء السد".

ويحذر الخبراء من أن المنطقة معرضة بشكل أكبر لخطر الجفاف والفيضانات، لأن السد ساعد في تنظيم الارتفاعات والانخفاضات الشديدة في مستويات المياه.

وقال جاب فليكويرت، مستشار إدارة الفيضانات والسواحل في شركة "Royal HaskoningDHV" للاستشارات الهندسية: "ما لم يتم إصلاح السد، أو وضع دفاعات واسعة ضد الفيضانات، فإن بعض المناطق قد تكون غير مناسبة للتسوية، لأنها تقع بالقرب من مستوى النهر".

وأضاف "أتوقع أن عشرات الآلاف من الأشخاص الذين تم إجلاؤهم سيضطرون إلى البقاء بعيداً لفترة من الوقت، طالما أن هذه الحلول غير موجودة، حيث من الصعب رؤية الناس يعودون إلى تلك المجتمعات في هذا الوضع".