تنظيم "حزب الله" اللبناني. (أرشيف)
تنظيم "حزب الله" اللبناني. (أرشيف)
الخميس 22 يونيو 2023 / 16:24

إيران تُوجّه رسالة إلى إسرائيل عبر حزب الله: "لبنان تحت السيطرة"

قال الكاتب الإسرائيلي، آفي ملاميد، إن التدريبات العسكرية التي قام بها تنظيم "حزب الله" مؤخراً، بمثابة تحذير موجه من إيران إلى إسرائيل ولبنان، مفادها أن قدرة إيران لم تتآكل، وأنها لا تزال تفرض سيطرتها على الأراضي اللبنانية.

 

وأضاف في مقال له بصحيفة "جيروزاليم بوستب" الإسرائيلية، أنه في أواخر مايو (أيار) السابق، أجرى حزب الله مناورة عسكرية استفزازية بالقرب من الحدود الإسرائيلية، كانت بمثابة رسالة واضحة من طهران إلى لبنان وإسرائيل، مفادها أنه يسيطر، وسيواصل السيطرة على لبنان من خلال وكيلها "حزب الله".

 

 


اختطاف سيادة لبنان

وأشار الكاتب إلى أن إيران أسست حزب الله في الثمانينيات، ومنذ ذلك الحين قامت بتسليحه وتمويله، لافتاً إلى أنه رغم الضغوط الدولية، يرفض حزب الله نزع سلاحه، متحججاً بمهمته في "تحرير فلسطين والدفاع عن لبنان"، وتابع: "هذه الذريعة سمحت لحزب الله باختطاف سيادة لبنان والعمل بما يتمناه ايران".


وقالت الصحيفة إنه يجب أن تُفهم التدريبات العسكرية الأخيرة التي قام بها حزب الله في سياق هدفين حاسمين لإيران: "الردع الإقليمي والحفاظ على السيطرة على لبنان".

 

تآكل قوة الردع الإيراني

ولفت الكاتب الإسرائيلي إلى أن الردع عنصر حيوي في استراتيجية إيران للهيمنة الإقليمية، مضيفاً أن قوة الردع الإيرانية ضعفت في السنوات الأخيرة بسبب الهجمات الإسرائيلية المتكررة على بنيتها التحتية العسكرية في سوريا، بما في ذلك الضربات المستهدفة داخل إيران، بالإضافة إلى تكبد وكلاء إيران في غزة وحماس والجهاد خسائر كبيرة في الاشتباكات مع إسرائيل.
وتابع قائلاً: "غياب حزب الله عن الصراعات الأخيرة، رغم الخطاب الناري والتهديدات، يقوّض قدرات الردع الإيرانية بشكل أكبر"، لافتاً إلى أن الاتفاق الذي تم توقيعه بوساطة صينية بين إيران والمملكة السعودية تسبب في المزيد من التآكل في قدرة طهران على استعراض القوة.
وبموجب شروط الاتفاقية، التزمت إيران بشكل أساسي بوقف هجماتها على التجارة البحرية والبنية التحتية النفطية في المياه الدولية للخليج العربي والبحر الأحمر، ولفت الكاتب إلى أن هذه العمليات لعبت سابقا دوراً حاسماً في الحفاظ على موقف الردع الإيراني.
وأكد الكاتب أنه منذ توقيع الاتفاق، امتنعت إيران عن إثارة العنف في هذه الساحة، رغم تعرضها لهجمات إسرائيلية مكثفة على بنيتها التحتية في سوريا. ولذلك كان الهدف من مناورة حزب الله العسكرية، التي تضم أسلحة إيرانية متطورة، استعادة قوة الردع الإيرانية، ومع ذلك لم تردع إسرائيل التي تواصل ضرباتها على البنية التحتية العسكرية لإيران في سوريا.

 


إحكام القبضة على لبنان

الهدف الثاني من التدريبات العسكرية لحزب الله هو إرسال رسالة واضحة مفادها أن إيران مصممة على إحكام قبضتها على لبنان.
وقال الكاتب إن إيران تعتبر لبنان معقلاً استراتيجياً على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط، مضيفاً: "من خلال عرض القدرات العسكرية لحزب الله، تهدف إيران إلى تأكيد هيمنتها وقوتها، ويمكن أن ينظر إلى هذا العرض على أنه ضرب مجازي من قبل إيران، مما يدل على نفوذها ونواياها التي لا تتزعزع في المنطقة".