الجمعة 23 يونيو 2023 / 10:47

قصص مؤثرة لضحايا الغواصة المنكوبة بجوار تيتانيك

إعداد: سلمى محمد

لم يتوقع رجل الأعمال الباكستاني شاه زاده داوود، حامل الجنسية البريطانية، أن جثمانه سيرقد بجوار مقبرة سفينة تيتانيك، التي غرقت منذ 111 عاماً، وأن نهايته ستكون خلال رحلة سياحية استكشافية، جراء انفجار كارثي لغواصة "تيتان"، التي كان على متنها برفقة نجله وثلاثة آخرين، رغم نجاته من هبوط طائرة مروع عام 2019.

بعد مرور 5 سنوات من الكارثة الأولى في السماء ونجاته منها بأعجوبة برفقة زوجته، لقي داوود ونجله سليمان (19 عاماً) حتفيهما معاً، في أعماق المحيط الأطلسي، تاركاً وراءه زوجته كريستين ونجلته ألينا تتجرعان ألم الفراق، رغم الآمال الكبيرة التي كانتا تحلمان بها باحتمالات إنقاذهما وعودتهما لمنزلهما، وسط عمليات بحث متعددة الجنسيات استمرت 5 أيام، انتهت بإعلان وفاة جميع ركاب الغواصة، بجوار حطام تيتانيك، التي ترقد على بعد حوالي 4 آلاف متر تحت الماء.

نجاة بأعجوبة

وروت زوجة داوود، في منشور كتبته في يناير (كانون الثاني) 2019، تفاصيل الرحلة المرعبة التي مرت بها مع زوجها، ولحظات الموت التي عاشاها معاً في الجو، حيث ارتطمت الطائرة أكثر من مرة وسط عاصفة قوية واضطرابات جوية أثناء مرحلة الهبوط، لكن كتب لهما النجاة في نهاية المطاف.

ولدى داوود أعمال تجارية تمتد من الأسمدة إلى توليد الطاقة، ومعروف عنه وسط أصدقائه بشغفه وحبه للعلوم والسفر، حيث وصفه أحد أصدقائه أحسن الدين سيد، الذي كان يعمل معه في شركة Engro Corporation" وهي مجموعة شركات يشغل فيها داوود منصب نائب رئيس مجلس الإدارة، بأن العلم والسفر جزء من الحمض النووي لداوود، مشيراً إلى أنه مصور شغوف ويعشق "ستار تريك" و"ستار وورز".

ضحايا الغواصة تيتان

وكان برفقة داوود ونجله، على متن تلك الرحلة السياحية المأساوية، والتي استمرت ساعة و45 دقيقة بتكلفة بلغت 250 ألف دولار، كل من الملياردير البريطاني هيميش هاردينغ، المقيم في الإمارات، صاحب شركة "أكشن غروب" في بريطانيا ودبي، لتأجير الطائرات، والشغوف بالرحلات الاستكشافية، ولديه 3 أرقام قياسية من موسوعة غينيس، وأيضاً الرئيس التنفيذي للشركة المالكة للغواصة "أوشين غيت" ستوكتون راش، الذي كان يأمل في تنظيم رحلات أكثر سهولة لحطام السفينة تيتانيك عبر غواصته الخاصة،  المصممة لتبقى تحت المياه لمدة 96 ساعة.

وبالإضافة إلى مأساة رجل الأعمال الباكستاني، فإن قائد الغواصة المنكوبة، المستكشف الفرنسي بول هنري نارجوليت، قاد أول رحلة استكشافية إلى تيتانيك عام 1987، وتنبأ بموته داخل غواصة، حيث تحدث في أحدث فيديوهاته على يوتيوب بما سيحدث إذا علقت غواصة في قاع المحيط بجانب تيتانيك، واصفاً سيناريو الموت بهذه الطريقة بأنه ليس سيئاً.