رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو (أرشيف)
رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو (أرشيف)
الثلاثاء 27 يونيو 2023 / 13:30

وساطة لوكاشينكو تزيد التهديد الروسي لأوروبا

اتهمت زعيمة المعارضة في بيلاروسيا سفياتلانا تسيخانوسكايا الهدنة التي توسط بها الرئيس ألكسندر لوكاشينكو في روسيا بأنها تزيد من المخاطر الأمنية لجيرانها الأوروبيين.

وتوسط لوكاشينكو في اتفاق خلال عطلة نهاية الأسبوع يسمح لزعيم قوات فاغنر يفغيني بريغوجين بالانتقال إلى بيلاروسيا بعد موافقته على وضع حد لتمرده الذي استمر ليوم، وشكل تحدياً غير مسبوق لقبضة الرئيس فلاديمير بوتين على السلطة في روسيا.

تصعيد روسي داخلي

وقالت تسيخانوسكايا للصحيفة https://www.ft.com/content/831896d9-667a-4a17-904f-422c3f93c25a

إن هذا الاتفاق "يصعد الصراع الروسي الداخلي إلى أراضينا ويجعل البيلاروس رهائن لروسيا"، مضيفة "إذا جاء بريغوجين إلى بيلاروسيا مع بلطجيته، فسيؤدي ذلك إلى تهديد جيراننا أيضاً، بينهم بولندا، وليتوانيا، ولاتفيا".
وعززت وساطة لوكاشينكو السبت، التي أنهت مسيرة غير مسبوقة في موسكو من قبل قوات فاغنر، مكانته باعتباره منبوذاً في الغرب وأقوى حليف لبوتين، كما جاء تدخل الرجل القوي بعد أكثر من أسبوع بقليل من إعلان روسيا أنها نشرت صواريخ نووية تكتيكية في بيلاروسيا.

https://www.ft.com/content/eb029083-ff02-4a8a-87ab-7813e5c01f11#myft:my-news:page .

وتزعم موسكو ومينسك أن زعيم بيلاروسيا لعب دوراً حاسماً في إنهاء أكبر أزمة في رئاسة بوتين، حيث روج الكرملين على وجه الخصوص لمشاركة لوكاشينكو صانع صفقات استباقي. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يوم الإثنين إن لوكاشينكو عرض قيادة المفاوضات مع فاغنر، وهو ما قبله بوتين.
وقال لافروف: "صرح الرئيس لوكاشينكو في مكالمة هاتفية مع الرئيس بوتين صباح السبت أنه يمكن أن يحاول المساعدة في إيجاد حل سلمي لهذا الوضع، وتجنب إرقاة الدماء الكثيرة التي كان يمكن أن تسفك حتماً إذا استمرت كتائب المتمردين في التحرك نحو موسكو".


تراجع بريغوجين

وكسر بريغوجين يوم الإثنين صمته الذي استمر يومين ونشر مذكرة صوتية نفى فيها نيته الإطاحة بالحكومة الروسية. وبدل  ذلك، قال إن مسيرته كانت عملاً من أعمال الدفاع عن النفس بعد تعرضها لهجوم من القوات المسلحة.
وأضاف "كنا نسير لإظهار احتجاجنا، وليس للإطاحة بالحكومة". ولم يوضح مكان وجوده أو إذا كان سيذهب بالفعل إلى بيلاروسيا، بينما أكدت موسكو أن لوكاشينكو، كان يعرف بريغوجين منذ عقدين.
لكن بعض المحللين، حسب الصحيفة، يشككون في قصة الكرملين عن سبب إقناع بريغوجين بالتنحي على الأقل في الوقت الحالي، إذ إنه بينما تمكن بوتين من تجنب صراع داخلي أوسع، كان التمرد بمثابة إذلال شخصي وعرض غير مسبوق للمعارضة في حربه في أوكرانيا.
https://twitter.com/cnnbrk/status/1673614628364886016
وقدمت بيلاروسيا منصة لإطلاق هجوم بوتين الشامل على أوكرانيا، واستضافت قاذفات صواريخ، وبعض القوات الروسية التي تقدمت نحو كييف في فبراير (شباط) من العام الماضي. ونتيجة لذلك، زاد الاتحاد الأوروبي عقوباته ضد مينسك، وقال مكتب المدعي العام الأوكراني أخيراً  إنه يحقق في تورط بيلاروسيا في اختطاف الأطفال من أوكرانيا بقيادة روسيا.
وعلى مدار معظم العقود الثلاثة التي قضاها في السلطة، سعى لوكاشينكو إلى مزج ولائه لموسكو مع الانفتاح العرضي على الغرب. كما صور نفسه وسيطاً في فصل سابق من الهجوم الروسي على أوكرانيا، عندما استضافت بيلاروسيا محادثات فاشلة في  2014 و2015 لإنهاء القتال في منطقة دونباس.


نفوذ كبير

لكن موازنة لوكاشينكو انتهت إلى حد كبير بحملته الوحشية على المتظاهرين الذين نددوا بإعادة انتخابه في 2020، والتي أعلنت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أنها مزورة. وفي العام الموالي، فرضت واشنطن وبروكسل مزيداً من العقوبات على مينسك بعد أن أجبرت رحلة طيران رايان إير على الهبوط في بيلاروسيا لاعتقال ناشط مناهض لوكاشينكو كان على متنها.
وكان تدخل لوكاشينكو لوقف تمرد فاغنر أيضاً عودة غير متوقعة إلى مركز الصدارة لزعيم بدا أنه يواجه مشاكل صحية. إذ رجح محللون في مينسك أن مساعدة لوكاشينكو لبوتين أظهرت أنه لا يزال قادراً على ممارسة نفوذ كبير خارج حدود بيلاروسيا، بعد فترة طويلة بدا فيها أنه ببساطة يرضخ لمطالب الزعيم الروسي.
 
 
وقال ياوهيني بريهرمان، مدير مركز أبحاث الحوار في مينسك، إن "أهم الآثار المترتبة على وساطة لوكاشينكو أنه يحافظ على درجة جيدة من الوكالة".
ووضع دعم لوكاشينكو لهجوم أوكرانيا بلاده تحت عقوبات غربية شديدة بشكل متزايد. ويناقش الاتحاد الأوروبي احتمال تعزيز نظام العقوبات ضدها.
وقالت تسيخانوسكايا، التي تقيم في فيلنيوس الآن، إن "الوقت قد حان ليمضي الغرب في فرض عقوبات أشد، وأن يذكر بوضوح أن على جميع القوات الروسية مغادرة بيلاروسيا على الفور".