وزارة الخزانة الأمريكية الأمريكية جانيت يلين لحظة وصولها إلى بكين (ا ف ب)
وزارة الخزانة الأمريكية الأمريكية جانيت يلين لحظة وصولها إلى بكين (ا ف ب)
الخميس 6 يوليو 2023 / 18:09

رغم الخلافات والتوترالمستمر.. يلين في بكين

حلت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين اليوم الخميس ببكين في زيارة لتحسين العلاقات الاقتصادية، التي زعزعها التنافس المتزايد بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم، إضافة إلى توسيع التعاون وتفادي سوء التفاهم المتبادل.

وهذه الزيارة التي تستمر إلى الأحد، هي الأولى ليلين إلى الصين منذ تعيينها في منصبها، بعد بضعة أسابيع من زيارة لوزير الخارجية أنتوني بلينكن.

تعزيز التواصل 

وستسعى يلين إلى تعزيز التواصل بين البلدين "وتفادي سوء الفهم المتبادل، وتوسيع التعاون في مسائل تهم الاقتصاد العالمي، والاحترار، وأزمة الديون في الدول الناشئة والنامية"، حسب ما أفادت به الوزارة.
وتتزامن زيارة يلين مع انتعاش اقتصادي متعثر في الصين، وزيادة في معدلات الفائدة في أمريكا. 
وسيستقبلها رئيس الوزراء الصيني لي كيانغ الجمعة، وستتحادث مع نائب رئيس الوزراء السابق ليو هي وستشارك في عشاء ينظمه الحاكم السابق للبنك المركزي الصيني تشو تشياوشوان، كما أعلن مسؤول كبير في وزارة الخزانة للصحافيين رافضاً كشف اسمه.ويراهن المحللون أيضاً على محادثات مع نائب رئيس الوزراء الصيني الجديد هي ليفينغ، الذي عين في مارس (آذار) الماضي.
وقالت نائب رئيس معهد جمعية آسيا للسياسة وندي كاتلر رداً على أسئلة صحافيين، إن "قضاء يلين أربعة أيام في بكين على ضوء كل الضغوط الأخرى الداخلية والدولية التي تواجهها، يشير إلى الأهمية التي تعلقها على هذه الزيارة".

إرساء قواعد التعاون

وأوضحت كاتلر  أن الزيارة ستسمح بإرساء قواعد تعاون للمستقبل.
أما الباحثة في صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة ليندسي غورمان، فترى أن الزيارة تندرج ضمن الجهود الأمريكية من أجل "إعادة إرساء" العلاقة بين القوتين الكبريين.
وأضافت الباحثة أنه "يجب الأخذ بالواقع الجديد لهذه المنافسة الاستراتيجية" مشيرة إلى أن يلين لم تتطرق حتى الآن إلى المنافسة إلا في المسائل التي تمت إلى الأمن، وقيم مثل حقوق الإنسان.وأكدت غورمان، أن رسالة الولايات المتحدة قد تكون "العنصر الأهم" في زيارة يلين. 
وتوقعت أن تكون القيود على صادرات المنتجات التكنولوجية وتدابير المنافسة "التي تهيمن حالياً على الأجندة السياسية" في صلب المحادثات مع ضرورة "توضيح الهدف الحقيقي لهذه الإجراءات وشرحه".
وتأكيداً للتحديات التي تواجه يلين، أوردت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الإدارة الأمريكية تنظر في الحد من وصول الشركات الصينية إلى الخدمات السحابية التي توفرها شركات أمريكية مثل أمازون، ومايكروسوفت.
وردت الصين على القيود الأمريكية بفرض سقف لصادرات معدنين نادرين ضروريين لصنع أشباه الموصلات، ما يوحي بأن تحسين العلاقات الثنائية قد يتطلب وقتاً.
لكن يلين قد تكون الأفضل موقعاً لمد جسور مع الصين للتعامل مع التحديات العالمية المشتركة، حسب غورمان.


ورغم هذه الجهود، لا تزال مواضيع الخلافات بين البلدين قائمة حول المسائل الاقتصادية، وزادت حدة مع احتمال فرض الرئيس الأمريكي جو بايدن قيوداً على الاستثمارات الأمريكية في الصين في التكنولوجيا الحساسة، ما يهدد بتسديد ضربة للاستثمارات في الصين.
وتبدي واشنطن أيضاً مخاوف من "أعمال قسرية وممارسات اقتصادية غير تنافسية" في الصين، وتعتزم اتخاذ خطوات لتصحيحها، حسب مسؤول في الخزانة.
غير أن التعاون يبقى ممكناً في بعض المجالات مثل الديون الكبرى لبعض الدول.
وفي هذا السياق رحبت الولايات المتحدة بالتقدم في المفاوضات حول ديون زامبيا، بعدما وافقت الجهات الدائنة وفي طليعتها الصين، على إعادة هيكلتها، إثر تقدم مماثل مع سريلانكا.
وتشدد واشنطن على تحرك الجهات الدائنة بأسرع ما يمكن لتفادي تفاقم أزمات الديون، بعدما اتهمت الصين في الماضي بالمماطلة.
وأخيراً تشكل الزيارة مناسبة للتقدم في خطة عقد قمة ثنائية، بعدما أعرب بايدن عن أمله في لقاء نظيره الصيني شي جين بينغ قريباً.