الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، رفقة قائد القوات البرية أولكسندر سيرسكي (تويتر)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، رفقة قائد القوات البرية أولكسندر سيرسكي (تويتر)
الثلاثاء 18 يوليو 2023 / 13:11

القائد سيرسكي.. أنجح جنرال في القرن الـ21 يقود حلم تحرير أوكرانيا

24 - شيماء بهلول

تتواصل الاشتباكات بين القوات الأوكرانية والروسية على مختلف المحاور، خاصة في الشرق وشبه جزيرة القرم، حيث تسعى كييف إلى تحرير أراضيها من الاحتلال الروسي، وتحقيق أكبر انتصار لها خلال هجومها المضاد.

أولكسندر سيرسكي، العقل المدبر وراء الهجوم المضاد المفاجئ لأوكرانيا

وبات مصير أوكرانيا في نجاح الهجوم المضاد مرتبطاً بالتسلسل الهرمي لقيادة الجيش، ومن أبرزهم قائد القوات البرية الجنرال أولكسندر سيرسكي.

ووفقاً لشبكة "بي بي سي" البريطانية، فإنه عند البحث عن الجنرال سيرسكي على الإنترنت، سنرى أنه تم وصفه بـ"أنجح جنرال في القرن الـ 21 حتى الآن".

العقل المدبر لكييف

وقاد الجنرال سيرسكي الدفاع عن كييف في بداية الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا العام الماضي، فقد كان العقل المدبر وراء الهجوم المضاد المفاجئ لأوكرانيا في خاركيف الصيف الماضي.
واليوم، يقوم بالإشراف على هجوم كييف المتجدد كرئيس للعمليات العسكرية في شرق أوكرانيا، أحد المحورين الرئيسيين لكييف.

وقبل أن يصبح قائداً للقوات البرية عام 2019، كان القائد البري للعمليات في شرق البلاد، ولعب دوراً بارزاً في العمليات التي انطلقت عام 2014، بعد الغزو الروسي لشبه جزيرة القرم. وأوضح محللون غربيون لصحيفة "إيكونوميست"، أن تكتيكاته القتالية تعكس تدريبه على النسق الهرمي السوفيتي، لكن مرونته في العمليات تجعله مميزاً.

استعادة باخموت

وذكرت "بي بي سي"، أنها التقت بالجنرال في مكان سري بجانب سيارة القيادة التي يستخدمها لزيارة قواته ومراقبة المعركة.

وعند سؤاله حول استعادة مدينة باخموت، التي تسيطر عليها روسيا، ابتسم قائلاً: "نعم بالطبع. أحاول أن أفعل ذلك"، لكنه اعترف بأن الهجوم الأوكراني الذي طال انتظاره على جبهات متعددة، يسير بشكل أبطأ مما كان يأمله الكثيرون.

وأضاف "نود الحصول على نتائج سريعة جداً، لكنه في الواقع مستحيل عملياً"، لافتاً إلى أن الجهة الشرقية مليئة بالألغام والحواجز الدفاعية الروسية، ما أدى إلى عرقلة الهجوم، وتابع "لذلك، فإن تقدمنا في الحقيقة لا يسير بالسرعة التي نرغب فيها".

وحدة أوكرانية

وأشار الجنرال سيرسكي، إلى أن أوكرانيا لا تزال تتمتع بميزة واحدة مميزة، وأضاف "أعتقد أن وحدة قيادتنا العسكرية، وثقة جنودنا ببعضهم البعض، هي نقطة قوية في جيشنا".

وأوضحت الشبكة أن تعليقاته تتناقض بشكل صارخ مع التسلسل الهرمي للجيش الروسي، الذي يبدو أنه يعاني من الاقتتال الداخلي، مع عزل كبار الضباط من القيادة. وبينت أن الجنرال سيرسكي يحظى بإعجاب وتقدير كبير ممن حوله، نتيجة التزامه وتصميمه ومكره، وقالت إنه ينام 4 ساعات ونصف الساعة فقط في الليلة.

الروس في ورطة

وحسب الشبكة، قالت أوكرانيا إنها استعادت مناطق إلى الجنوب والشمال من باخموت، وقال نائب وزير الدفاع الأوكراني، حنا ماليار، إن القوات الروسية في المدينة ستتم محاصرتها قريباً، فيما وصف أليكس أحد جنود اللواء 57 في أوكرانيا، الوضع بأنه "متوتر".

وبعيداً عن القصف، ينسق القادة في مخبأ عميق جهود استعادة باخموت، فمنذ شهرين كانت أوكرانيا تخسر أراضيها وتواجه خطر التطويق، إلا أن الأوضاع تبدلت الآن.

وقال قائد اللواء 57، العقيد أولكسندر باكولين إن: "الروس في ورطة الآن"، وأضاف أنه لا يقلل من شأن عدوه، لكن القوات الروسية النظامية التي يواجهها الآن ليست مثل مرتزقة يفغيني بريغوجين زعيم فاغنر، الذين استولوا في نهاية المطاف على المدينة في وقت سابق من هذا العام.

وأوضح العقيد "إذا بذلنا القليل من الجهد، يمكننا تطويق باخموت"، مشيراً إلى أن خسائره في الهجوم أقل مما كانت عليه عندما كانت وحدته ثابتة، تدافع عن المدينة، وتابع "المضي قدماً وإن كان ببطء، يرفع الروح المعنوية لدينا، وبالتالي سهّل علينا تحمل الخسائر".

هل تنقلب الموازين؟

وكشفت "بي بي سي"، أنه لأول مرة على الجبهة الشرقية، أصبح عدد القوات الأوكرانية الآن مطابقاً للقوات الروسية - حوالي 160 ألفاً، إلا أن المدفعية الروسية لا تزال تتفوق على التقدم الأوكراني.
وتساءلت الشبكة "هل يمكن أن تتغير الديناميكيات مع وصول الذخائر العنقودية التي قدمتها الولايات المتحدة، والتي تحتوي على عشرات القنابل الصغيرة التي يمكن نشرها على مساحة أوسع؟".

وقال الكولونيل باكولين: "نحن بحاجة إلى إلحاق أقصى قدر من الضرر بمشاة العدو، فكلما زاد عدد المشاة الذين قتلوا هنا، سأل أقاربهم في روسيا حكومتهم، لماذا؟". ولكنه اعترف بأن القنابل العنقودية سلاح مثير للجدل، مضيفاً "لا أستطيع أن أقول إنها ستحل جميع مشاكلنا في ساحة المعركة".

وأكد الجنرال سيرسكي أن الذخائر العنقودية الأمريكية وصلت الآن إلى أوكرانيا، وستكون جاهزة للاستخدام في غضون أيام، مشيراً إلى أن مدافع الهاوتزر" M777" التي قدمتها الولايات المتحدة، والتي ستطلق القذائف، متواجدة بالفعل حول باخموت.

وقال إن "استعادة المدينة سيكون لها أكثر من مجرد قيمة رمزية، باخموت لها أيضاً أهمية استراتيجية، كبوابة إلى مدن رئيسية أخرى في المنطقة"، وأضاف "شعبنا ينتظر الانتصارات. إنهم بحاجة إلى انتصارات صغيرة".