سوري يحاول إخماد نيران مشتعلة في حقوله باللاذقية (رويترز)
سوري يحاول إخماد نيران مشتعلة في حقوله باللاذقية (رويترز)
الأحد 30 يوليو 2023 / 18:08

حرائق مدمرة تجتاح غابات الساحل السوري

نجا المزارع السوري عز الدين زهيرة (72 عاماً) من الصراع والنزوح والزلزال المدمر الذي ضرب بلاده في فبراير (شباط)، لكن حرائق الغابات التي تجتاح محافظة اللاذقية مسقط رأسه هذا الأسبوع وحولت بساتينه إلى رماد، كانت أسوأ شيء رآه في حياته.

وقال زهيرة، "ما مر علي جو مثل هالجو لفترة 15-20 يوماً ودرجة الحرارة عالية جداً ولذلك من كتر ما الأرض والأشجار متعرضة للحرارة اشتعلت بسرعة".

وكان زهيرة، وهو موظف حكومي متقاعد، يعيش على الحصاد الذي يجنيه من نحو 700 شجرة زيتون ورمان وجوز، لكن جميعها دمره اتساع رقعة النيران. وتضرر مسكنه المتواضع المكون من طابق واحد في السابق، جراء الصراع المستمر منذ سنوات ثم تضرر أكثر بسبب زلزال فبراير (شباط)، الذي أودى بحياة أكثر من 5 آلاف شخص في سوريا وضرب اللاذقية بشدة.

وقال زهيرة: "نحنا متأثرين من الإرهاب نتيجة التخريب اللي قام فيه الإرهاب.. الزلزال أجا كمل والتصدعات صارت بالبيوت.. أجا الحريق كمل على كل شيء ما خلى عنا شيء".

وشأنها شأن دول أخرى مطلة على البحر المتوسط​​، تعرضت سوريا لحرائق غابات مدمرة هذا الشهر، تؤججها الرياح القوية ودرجات الحرارة المرتفعة.

وقال وزير الزراعة محمد حسان قطنا، أمس السبت، إن رجال الإطفاء كافحوا لإخماد حرائق الغابات في حمص وحماة في منتصف الشهر الجاري، مضيفاً أن الحرائق استعرت في اللاذقية لمدة 5 أيام قبل أن يتمكن رجال الإنقاذ من السيطرة عليها. 

وأضاف قطنا، أن سرعة الرياح كانت عاملاً في الانتشار الكبير للحرائق.

وأشار إلى أن من بين التحديات الأخرى التي واجهت رجال الإطفاء كان ضعف تغطية شبكات الاتصالات في الشمال، وشراء بدلات مقاومة للنيران أو قطع غيار لمعدات الإطفاء. وشوهد رجال إطفاء، أمس السبت، وهم يضخون المياه من شاحنة إطفاء، للسيطرة على حريق شب على منحدر تغطيه الأشجار في اللاذقية.

وليس لدى الوزارة حتى الآن أرقام نهائية لحجم وانتشار الأضرار، لكن قطنا قال إن غابات الصنوبر في المنطقة تضررت بشدة، وأضاف "الصنوبر مثل الفحم لهذه الحرائق".

وتأثرت سوريا تأثراً كبيراً بـ تغير المناخ في السنوات القليلة الماضية، والذي شمل ارتفاع درجات الحرارة وعدم هطول الأمطار بانتظام، ما أدى إلى نشوب حرائق الغابات وضعف إنتاج المحاصيل.

وقالت سهير زقوت، المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا، إن العواصف الترابية والتصحر وفقدان الأراضي عوامل تهدد سبل عيش المزارعين لسنوات.

وأضافت زقوت "السوريون معرضون بالفعل للخطر بسبب آثار الصراع المستمر منذ أكثر من 12 عاماً، ما يجعل من الصعب عليهم التعامل مع آثار تغير المناخ".