صدام حسين (أرشيف)
صدام حسين (أرشيف)
الخميس 3 أغسطس 2023 / 09:32

القذافي: صدام كان مهتماً بمجده الشخصي

كشف وزير الخارجية الليبي السابق والسياسي والكاتب الليبي المعروف عبد الرحمن شلقم في مذكراته التي ستصدر عن دار الفرجاني بعنوان "سنواتي مذكرات"، عن رأي الرئيس الليبي المخلوع معمر القذافي في الرئيس العراقي السابق صدام حسين، والذي كان يقول إن صدام كان مهتماً بمجده الشخصي وليس بمجد العراق، وفق ما نقلته صحيفة "الشرق الأوسط".

 

ونقلت الصحيفة مقتطفات من مذكرات عبد الرحمن شلقم، التي يعرض فيها مراحل مختلفة من بدايات معرفته وقربه من القذافي، ولا يُخفي إعجابه بشخصية الزعيم الليبي السابق، كما تطرق في مذكراته إلى فترة الغزو الأمريكي للعراق، الذي أثار مخاوف القذافي من أن تمتد ذيول الغزو إلى أنظمة عربية أخرى بهدف تغييرها بالقوة، كما نقل رأي القذافي في الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الذي قال فيه إن "صدام كان مهتماً بمجده الشخصي وليس بمجد العراق".

القذافي وصدام وغزو العراق

وعن  الغزو الأمريكي للعراق وإسقاط صدام ونظامه، قال شلقم في مذكراته إن القذافي تنازعته "مشاعر وهواجس عدَّة. لم يكن آسفاً على صدام ونظامه لكن السؤال بالنسبة إليه كان، هل سيكون ما حدث ضربة أمريكية استثنائية أم سيكون لها امتداد وتفتح باباً لسياسة تغيير الأنظمة بقوة السلاح".

وتابع "في القمة العربية التي عُقدت في دمشق سنة 2008 قال القذافي في خطابه أمام القمة: لقد غزت أمريكا العراق وأعدمت رئيسه ونحن نتفرج، والدور جاي عليكم كلكم".

وأضاف شلقم "في خضمّ ما حدث للعراق التقيت الأخ العقيد وكان يضع يده على خده ويطرح الكثير من الأسئلة حول مواقف الدول العربية والأجنبية مما حدث، وماذا يمكن أن نفعل، وفي سياق حديثه قال: "لم يعمل صدام من أجل العراق بل سخَّر إمكانات بلاده لمجده الشخصي، وخاض معارك عبثية مع الأكراد ومع إيران، وغزوه للكويت أضاع فيه المئات من أرواح العراقيين، وأهدر فيه مقدرات العراق الهائلة، وقال إنه لا فائدة من أن ندخل في صدامات سياسية مع أحد بسبب ما حدث، لقد دفع صدام ثمن تصرفاته الطائشة".

وأردف أن "القذافي هزّه ذلك الحدث بقوة، وبدأ يراجع سياساته وتوجهاته. لأول مرة أسمع منه عبارة صاغها في سؤال مكثف يقرع جدران الماضي، ويلقي حجراً ضخماً في بحيرة صبَّت فيها روافد تدفقت عبر سنوات طويلة من العداء والمواجهة الكلامية والسياسية والعسكرية مع أمريكا، وقال: "لا أعرف ما الذي دفعنا للدخول في عداء وصراع عنيف وطويل مع أمريكا".

وأضاف الوزير الليبي السابق "طبعاً لم أنطق بالإجابة التي أعرفها. هو يعلم أكثر من أي شخص آخر الدافع الذي جعله يخوض معارك عن قُرب وبُعد مع الولايات المتحدة الأمريكية رغم تغير رؤسائها الجمهوريين والديمقراطيين".

وشغل عبدالرحمن شلقم  مواقع مهمة في القرار الليبي إلى جانب معمر القذافي، من مسؤول عن الإعلام في مجلس قيادة الثورة، إلى سفير لبلاده لفترة طويلة في روما، ثم وزير خارجية، وصولاً إلى تمثيل بلاده في الأمم المتحدة خلال الفترة لتي سبقت سقوط نظام القذافي.

وظل شلقم قريباً من الرئيس الليبي يدافع عنه إلى انفجرت موجة الاحتجاجات ضد النظام المخلوع، عندما أعلن شلقم رفضه قمع الاحتجاجات بالقوة، ووافق على القرار الدولي رقم 1970 الذي فرض عقوبات على ليبيا، ووصفه شلقم بأنه سيساعد على إنهاء "النظام الفاشي" في طرابلس.