الرئيس السوري بشار الأسد (أ ف ب)
الرئيس السوري بشار الأسد (أ ف ب)
الأربعاء 9 أغسطس 2023 / 22:59

"كذب وغدر".. الأسد يضرب جهود حماس لاستعادة العلاقات مع دمشق

أكد الرئيس السوري بشار الأسد، الأربعاء، أن العلاقات مع حركة حماس لا يمكن أن تعود لما كانت عليه، متهماً الحركة بـ "الغدر"، ومفنداً مزاعمها حول طلب دمشق أن تدافع حماس عن الدولة السورية.

وكانت حماس تتخذ من دمشق مقراً لمكتبها السياسي الذي كان يرأسه وقت اندلاع الأزمة السورية خالد مشعل، وراهنت الحركة على سقوط سريع للحكومة هناك، واتخذت مواقف معلنة ضد الدولة السورية.

كذب وغدر

وقال الرئيس السوري في مقابلة مع قناة "سكاي نيوز" عربية، إن "البعض من قادة حماس كان يقول إن سوريا طلبت منهم أن يقفوا معنا، كيف يقفون معنا، كيف يدافعون عن الدولة السورية، هم لا يوجد لديهم جيش وهم بضع عشرات في سوريا وهذا الكلام غير صحيح".

وأضاف "الموقف نحن أعلناه بأكثر من مناسبة بأنه موقف غدر، ليس لأننا وقفنا معها، لكن لأنها كانت تدّعي المقاومة في ذلك الوقت"، مشدداً على أن "العلاقات مع حماس لا يمكن أن تعود كما كانت عليه في السابق".وتابع الرئيس السوري "أنا أتحدث عن قيادات حماس التي ادعت أنها تقف مع المقاومة، وهي نفسها التي حملت علم الاحتلال الفرنسي لسوريا، فكيف يمكن لشخص يدّعي المقاومة أن يقف مع احتلال نتج بقرار أمريكي وتركي وعدوان إسرائيلي تحت علم محتل فرنسي".

وقال الأسد إن "هذا الموقف هو مزيج من الغدر والنفاق، أما علاقتنا اليوم هي علاقة ضمن المبدأ العام، نحن نقف مع كل طرف فلسطيني يقف ضد إسرائيل لكي يسترد حقوقه، هذا مبدأ عام".

وأكد الرئيس السوري عدم وجود مكاتب للحركة حالياً في سوريا، مضيفاً "من المبكر أن نتحدث عن مثل هذا الشيء، لدينا أولويات الآن، والمعارك داخل سوريا هي الأولوية بالنسبة إلينا".

ضربة لحماس

وتمثل تصريحات الرئيس السوري، ضربة لآمال الحركة في استعادة العلاقات مع دمشق، بناء على وساطة قادتها ميليشيا حزب الله اللبناني وحركة الجهاد الفلسطينية، المقربتين من إيران.

وكان وفد من حماس زار في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، العاصمة السورية دمشق، وأعلنت استئناف علاقاتها مع الدولة السورية، لكن منذ ذلك الحين لم تترجم هذه التصريحات لخطوات على الأرض.ورأت أوساط سورية في قرار حماس بالعودة للعلاقات مع دمشق ترجمة لحالة العزلة العربية والدولية وحتى الفلسطينية التي تعيشها الحركة، بعد أن بدلت مواقفها في أكثر من مناسبة بشأن عدد من القضايا العربية، وليس انعكاساً لقناعاتها.

كما جاء القرار بعد تحسن العلاقات بين إسرائيل وتركيا التي تستضيف مسؤولين من الحركة، وخشية الحركة من انعكاس محتمل لتطور العلاقات بين أنقرة وتل أبيب، على أوضاع قياداتها في تركيا.

أزمة خانقة

وتواجه حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ العام 2007، أزمات متفاقمة انعكست على قدرتها بصرف رواتب موظفيها وعناصرها في القطاع، كما ظهرت آخر آثارها مع مظاهرات عدة شهدها القطاع احتجاجاً على الأوضاع المعيشية والاقتصادية تحت حكم الحركة.

وتدحرجت الأزمة المالية التي تعانيها حركة حماس منذ سنوات مع تقليص إيران تمويل الحركة بسبب موقفها من الأزمة في سوريا، ووصلت ذروة أزمتها المالية مع استهداف الأنشطة المالية للحركة في عدد من الدول العربية.

وكانت الحركة تعول في استعادة علاقتها مع دمشق على توفير ملاذ لقياداتها الذين غادر غالبيتهم قطاع غزة، إضافة لتوفير مصادر لحركة أموالها في الخارج، وتعزيز استثماراتها لتمويل أنشطة الحركة في الأراضي الفلسطينية.