جنود أوكرانيون في مدينة كوبيانسك، خاركيف (رويترز)
جنود أوكرانيون في مدينة كوبيانسك، خاركيف (رويترز)
الجمعة 11 أغسطس 2023 / 19:51

لماذا تحاول أوكرانيا وروسيا السيطرة على خاركيف؟

تحول تركيز روسيا في الآونة الأخيرة إلى مقاطعة خاركيف، في وقت أعلنت أوكرانيا بدء الإجلاء الإلزامي للسكان من منطقة كوبيانسك في المقاطعة.

 

وطلبت الإدارة العسكرية إخلاء المناطق القريبة من المعارك، داعية سكان البلدات التي تمّت خسارتها إلى المغادرة، خاصة سكان كوبيانسك، في وقت أعلن الجيش الروسي تعزيز مواقعه على جبهة كوبيانسك في خاركيف شمال شرقي أوكرانيا.

أهمية خاركيف في خارطة الصراع

تضغط روسيا على أوكرانيا لتسحب بعضاً من قواتها من الجنوب، إذ إن السيطرة عليها مرة أخرى ستخدم أهدافاً عديدة لروسيا.

وكوبيانسك هي مدينة خسرتها روسيا أثناء الهجوم على خاركيف في سبتمبر (أيلول) الماضي، وهي مركز اتصالات ومركز للنقل للسكك الحديدية، ويمكن للقوات الروسية أن تتلقى الإمدادات من شرق أوكرانيا.

خاركيف هي ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا من حيث المساحة وعدد السكان، تقع عند التقاء أنهار أودا ولوبان وخاركيف في الشمال الشرقي، تأسست عام 1655 كمعقل عسكري لحماية الحدود الجنوبية لروسيا، وتعرضت لدمار شديد في الحرب العالمية الثانية، وشهدت قتالاً عنيفاً في الحرب الروسية على أوكرانيا مؤخراً.

الأهمية الاستراتيجية

تعتبر خاركيف مركز اتصالات، إذ تمثل تقاطعاً كبيراً للسكك الحديدية مع عدة خطوط رئيسية وعدد من محطات تلك الخطوط، وتحتل المدينة موقعاً استراتيجياً على نظام الطرق السريعة في أوكرانيا وروسيا مع الطرق السريعة المؤدية إلى موسكو وكييف وغرب أوكرانيا وزاباروجيا وشبه جزيرة القرم وإلى روستوف نا دونو والقوقاز.

تاريخ مدينة خاركيف

تأسست مدينة خاركيف عام 1655 كمعقل عسكري لحماية الحدود الجنوبية لروسيا.

في القرن الـ18 كانت خاركيف منطقة زراعية، حيث التربة الخصبة، لكنها سرعان ما طورت صناعات تجارية وصناعات يدوية مهمة، وأصبحت مقراً لحكومة المقاطعة في عام 1732.

تعزز موقع خاركيف الاستراتيحي في أواخر القرن الـ19 بافتتاح المنطقة المجاورة، حيث حقل الفحم في حوض دونيتسك الذي تم الوصول إليه لأول مرة عن طريق السكك الحديدية من خاركيف في عام 1869، وفي تلك الفترة نمت بسرعة الصناعات الخاصة في خاركيف، خاصة الصناعات الهندسية.

بعد الثورة الروسية عام 1917 أصبحت خاركيف عام 1919 أول عاصمة لجمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفيتية التي باتت من أوليات الدول المؤسسة للاتحاد السوفيتي، لكنها فقدت هذه الوظيفة لصالح كييف في عام 1934.

خلال الحقبة السوفيتية كانت خاركيف تحتضن مصانع كبرى وفرت معدات للقطاعات العسكرية وأنتجت ماكينات وأجهزة كهربائية ومنشآت الطاقة النووية، مثل مصنع خاركيف للتوربينات (توربو آتوم حالياً) الذي عرف بإنتاج توربينات بخارية للمحطات النووية.

أحد هذه المصانع كان يقوم بإنتاج مركبات نقل ودبابات لتلبية احتياجات الجيش السوفيتي، وبينها دبابات من طراز "تي 34" (T34) التي لعبت دوراً كبيراً في الانتصار على ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية (1939-1945)، وتعرضت المدينة لدمار شديد للغاية.