الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (أرشيف)
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (أرشيف)
السبت 19 أغسطس 2023 / 18:33

بعد حادثة أردوغان.. الذكاء الاصطناعي نعمة أم نقمة؟

24 - أبوظبي - صدام الملكاوي

أثارت حادثة انتحال شخصية الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وتقليد صوته بواسطة الذكاء الاصطناعي، للاحتيال على رجال أعمال ومسؤولين أتراك، تساؤلات حول هذه التقنيات ومخاوف من أن يتم استغلالها بعيداً عن الأهداف المرجوة منها.

وأمرت محكمة تركية أمس الجمعة، بسجن رجل يدعى فاتح إمره هولاكو، بتهمة تقليد صوت الرئيس بهدف تنفيذ عمليات احتيال، بعد عملية نفذتها المخابرات لتحديد هوية الشخص الذي تواصل مع رجال أعمال ومديرين عامين ومسؤولين رفيعين لتحقيق الفائدة المالية.
ويرى خبراء أن الحادثة تثير تساؤلات أكثر في المستقبل مع التقدم في صناعة الذكاء الاصطناعي، ومخاوف من أن يتم استغلالها لتنفيذ جرائم أكبر.

وتزايدت حالات الاحتيال بواسطة النسخ الصوتي عبر الذكاء الاصطناعي، الذي يؤكد خبراء أن تمييزه عن صوت البشر أمر شبه مستحيل، فهو متوفر بسهولة عبر تطبيقات مجانية متاحة على الإنترنت، حيث يتم الاستناد لتسجيل قصير لصوت أي شخص، ثم الحصول على بصمة الصوت الخاصة به.

وقال مستشار أمن المعلومات والتحول الرقمي، رولاند أبي نجم، إن أمر تقليد الأصوات أصبح عادياً بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي، كما حدث في الولايات المتحدة بعدما استغل مجرمون هذه التقنيات لتقليد أصوات أطفال، وإيهام ذويهم بتعرضهم لعمليات اختطاف للحصول على فدية.
وكذلك، يشير أبي نجم لـ 24 إلى استعمال التقليد الصوتي في عمليات الاحتيال البنكي، مع وجود بنوك تعتمد بصمة الصوت للتعرف على عملائها، فضلاً عن استعماله لإنتاج أغان جديدة بأصوات مطربين راحلين منذ سنوات، كأم كلثوم وعبدالحليم حافظ.


ولفت إلى أن "الذكاء الاصطناعي كأي شيء موجود في العالم، يمكن استخدامه لأغراض جيدة للبشرية كالطب والهندسة.. ويمكن استخدامه لتنفيذ أعمال إجرامية".

لا حلول ممكنة 

يقول أبي نجم "في السابق كنا نقول لا تصدق إن لم تر بعينك. والآن يمكن تزوير الصوت والصورة"، داعياً إلى التأكد من المعاملات والاتصالات عبر أكثر من مصدر لتجنب الوقوع في عملية احتيال.
وأكد خبير أمن المعلومات، ضرورة وجود قوانين لحوكمة الواقع الجديد، لكن المشكلة وفق حديثه، تتمثل في أن "القوانين تحتاج لوقت طويل لتطبيقها، وحتى ذلك قد تظهر تقنيات جديدة".
وإلى جانب الوقت الطويل، تظهر مشكلة أخرى، وهي إمكانية تطبيق هذه القوانين، إن تم استخدامها من قبل محتالين في دول بعيدة مثل كوريا الشمالية مثلاً أو الصين، بحسب أبي نجم.
ودعا مستشار أمن المعلومات والتحول الرقمي إلى توعية الناس بمخاطر الذكاء الاصطناعي والتقنيات الجديدة، وعدم "تصديق أي شيء".