أطفال عراقيون أمام مركز لتوزيع الطعام (أ ف ب)
أطفال عراقيون أمام مركز لتوزيع الطعام (أ ف ب)
الجمعة 25 أغسطس 2023 / 22:44

مليون طفل عراقي "جوعى" على مائدة الغذاء والصحة والتعليم.. وتدخلات محدودة

24 - أبوظبي - خاص

كشفت إحصائيات رسمية عراقية عن وجود نحو مليون طفل يعانون الحرمان من الغذاء وتلقي الرعاية الصحية والتعليم، وارتفاع معدلات عمالة الأطفال والعنف ضدهم.

وبحسب وزارة التخطيط العراقية فإن الأطفال من بين أكثر الفئات تضرراً من الظروف التي مر بها العراق خلال السنوات الأخيرة، جراء الإرهاب والأوبئة والأزمات الاقتصادية.

إحصائيات مقلقة

وقال المتحدث باسم وزارة التخطيط العراقية عبدالزهرة الهنداوي إن "الأطفال يمثلون شريحة مجتمعية تقارب 40% منه، إذ تعد شريحة هشة متأثرة بظروف البلاد الصعبة خلال السنوات الأخيرة، تتمثل في الإرهاب والأوبئة والأزمات الاقتصادية وانعكست سلباً على الأطفال"، بحسب موقع "السومرية نيوز" العراقي.

وأضاف أن "مليون طفل يعانون الحرمان من الغذاء والصحة والتعليم، بالإضافة إلى زج 5% منهم في العمل، وهذا يفسر أيضاً العنف الذي يتعرض له الأطفال في المجتمع"، مشيراً إلى أن الفقر هو السبب الرئيس في دفع العائلات لأطفالها إلى العمل.

وأوضح أن "الوزارة تعمل على إعداد إستراتيجية خمسية لمكافحة الفقر، سبقتها بإطلاق الوثيقة الوطنية للسياسة السكانية التي تضمنت محوراً خاصاً عن الطفولة، وحقوق ومتطلبات هذه الشريحة".

تدخلات محدودة     

وقالت رئيسة لجنة المرأة والأسرة والطفولة النيابية دنيا الشمري: "نركز على القوانين التي تصب في مصلحة الطفل وكل ما يؤثر إيجاباً في تعليمه وما يمنع زجه في العمل بسبب العامل الاقتصادي لبعض الأسر".

وترى مديرة مكتب هيئة رعاية الطفولة غادة الرفيعي أن "الخطة التنفيذية الثانية لسياسة حماية الطفل للأعوام من 2022 وإلى 2025 تضمنت إنشاء الجهاز المركزي للإحصاء بدعم من (يونيسف) منصة وطنية لبيانات الطفل"، مشيرة إلى أن الهيئة تعمل حالياً على تنفيذ الخطة التنفيذية الثانية.

وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، في وقت سابق، من تأثيرات ارتفاع نسب الفقر على أطفال العراق، داعية إلى العمل لبناء بيئة شاملة لحماية الأطفال في العراق، حيث يشكل الأطفال الغالبية من أصل حوالي 4.5 ملايين عراقي معرضين لخطر الفقر من جراء تداعيات النزاعات.

تحولات اجتماعية

يرى أستاذ العلاقات الدولية العراقي رعد قاسم العزاوي، أن "المجتمع العراقي والنظام الأسري في البلاد مر بعدة تحولات بعد الحرب على العراق عام 2003".

وقال: "كل الدول قائمة على أنظمة سياسية وتعليمية وصحية وأمنية وتشريعية، تعطي محصلتها صورة لمدى تنظيم وقوة الدولة أو هشاشتها وضعفها، وكلها ترتكز على النظام الأسري الذي يعد عمود وغاية بقية الأنظمة".

وأضاف "في العراق عند تحليل المجتمع والنظام الأسري نجد أن لدينا أكثر من مليون أرملة بسبب الحروب والتناحرات العرقية والمذهبية والطائفية، وأكثر من خمسة ملايين يتيم من دون رعاية، وانتشار لظواهر التفكك الأسري، كما أن هناك أكثر من ثمانية ملايين عاطل عن العمل، ضمن نطاق الأعمار المؤهلة للعمل التي تمثل قوة المجتمع".

وأوضح أن هذه الفئات "يغزوها الفقر والجهل والبطالة وغياب التأمين الصحي والاجتماعي، كما أن المدارس لا تتناسب مع عدد السكان في العراق الذي يقترب من 45 مليوناً".

انشغال حكومي

وقال العزاوي  إن "النظام السياسي في العراق منهمك في صناعة السلطة وبناء السلطة، وليس صناعة أنظمة متطورة وحديثة تحاول أن تصلح ما يمكن إصلاحه من النظام الأسري".

وأضاف "إذا ما بقيت هذه الحالة واستمرت أعداد البطالة، سوف تغزو ظواهر الجريمة المنظمة والجريمة الاجتماعية والإرهابية المجتمع العراقي، ناهيك عن انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات وتحول العراق لبؤرة تنتج الأزمات والتوترات داخلياً وخارجياً".