المرشح الجمهوري للانتخابات التمهيدية الأمريكية رون ديسانتيس
المرشح الجمهوري للانتخابات التمهيدية الأمريكية رون ديسانتيس
الخميس 31 أغسطس 2023 / 19:19

رون ديسانتيس صراف آلي متنقل يهيمن على لعبة التمويل

24 - طارق العليان

يتمتع المرشح الجمهوري رون ديسانتيس بقدرة هائلة على المناورة، بفضل حسابه البنكي المتخم بمئة مليون دولار تقريباً.. وعلى عكس ترامب، الذي يتصدر استطلاعات الرأي متقدماً المرشحين الرئاسيين الآخرين من الحزب الجمهوري، فإن ديسانتيس لا يحتاج إلى تحويل فلس واحد من صندوق أمواله الحربية المثير للإعجاب، إلى مسائل قانونية سخيفة. 

تمكن ديسانتيس من جمع أكثر من مليون دولار في 6 ساعات

انطلقت حملة حاكم فلوريدا رون ديسانتيس في عام 2023، باعتباره الرجل الوحيد الذي يمكن أن يطيح بالرئيس السابق دونالد ترامب، لينال تذكرة الترشح للانتخابات الرئاسية لعام 2024 عن الحزب الجمهوري.. كانت رحلة ديسانتيس صعبة للغاية، فقد تميز أداء حملته بالتقلب، والتوقعات التي لا تتحقق، والفشل في العثور على موظفين ملائمين. 

عوامل تفوق ديسانتيس

ومع ذلك، يقول الكاتب الصحفي براندون ويشيرت، وهو موظف سابق في الكونغرس ومحلل جيوسياسي، في مقاله بموقع "1945" إن ديسانتيس يتمتع بعاملين ثابتين هما: تفوقه على أرض الواقع في الانتخابات التمهيدية بالولايات الرئيسية مثل آيوا، بالإضافة إلى مخزون هائل من التبرعات، التي تستمر في التدفق على الرغم من كل المخاطر التي واجهت حملته الرئاسية المبكرة.

وكما هو الحال دائماً، يزعم أنصار ديسانتيس أن ارتكاب الأخطاء في بداية أي حملة رئاسية أمر طبيعي يمكن تجاوزه، وهو أفضل بكثير من الوقوع في الأخطاء في نهايتها.. إثارة حفيظة ترامب، ولفت الكاتب النظر إلى أن جميع أموال حملة ديسانتيس تُنفق نحو تعزيز هدفه في أن يصبح الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة، معتبراً ذلك من الأمور التي تستفز حفيظة ترامب.. فعلى الرغم من تصدره لاستطلاعات الرأي (في الوقت الحالي)، فإن حملة ديسانتيس لا تزال تحصل على تمويل جيد.. وجمعت من التبرعات (20 مليون دولار) أكثر من حملة ترامب (15.5 مليون دولار). 

وبعد المناظرة الأولى للحزب الجمهوري، والتي رفض ترامب المشاركة فيها، لم ترتفع أرقام استطلاعات الرأي لصالح ديسانتيس فحسب، بل تمكن أيضاً من جمع أكثر من مليون دولار في ست ساعات فقط.

وفي الوقت نفسه، اتسمت تبرعات ترامب بانعدام التناسق، وقد تفوق عليها ديسانتيس، وكذلك منافسه المحتمل في الانتخابات العامة (إذا أصبح ترامب مرشح الحزب الجمهوري)، الرئيس جو بايدن.

وتمضي حملة ديسانتيس قدماً مع تدفق متواصل للتبرعات، في حين يواجه ترامب بالفعل مشاكل ترتبط بالرسوم القضائية والقانونية المتزايدة.

لكن ترامب يتمتع برفاهية الافتقار إلى التمويل الجيد، علاوة على تشتت انتباهه بمشكلاته القانونية المختلفة، والسبب في ذلك هو احتلاله مثل هذه الصدارة المطلقة في استطلاعات الرأي، وكذلك تجنب الوقوع في شرك منافسيه في أول مناظرة للحزب الجمهوري.

 ولاية أيوا

ولكن ذلك لن يستمر لفترة طويلة، يقول الكاتب، لأن المزايا الواضحة التي يتمتع بها ديسانتيس في جمع التبرعات، إلى جانب سجله المذهل كحاكم لولاية فلوريدا، رابع أكبر اقتصاد (من حيث الناتج المحلي الإجمالي) في الولايات المتحدة، تعني أنه من المتوقع أن يفوز ديسانتيس في الانتخابات التمهيدية في ولاية أيوا، عندما يتم التصويت في يناير (كانون الثاني) من العام المقبل.  

وتوقع براندون ويشيرت أن ينتج عن ذلك تلاشي ميزة الصدارة التي يتمتع بها ترامب حالياً في استطلاعات الرأي، مع دخول التفضيلات الحقيقية للناخبين في حسابات الحملات المختلفة.. ولكن يتعين أن يفوز ديسانتيس بولاية أيوا، وهو الآن في وضع جيد يسمح له بذلك إذا ما استمر في التقدم بهذا المعدل، حسب الكاتب.

وإذا حدث وفاز في ولاية أيوا، فستحظى حملة ديسانتيس بالزخم الذي تحتاجه للمضي قدماً.. ومع الزخم يأتي المزيد من التغطية الإعلامية والمزيد من اهتمام الناخبين، وحتى المزيد من التبرعات لحملته الانتخابية، من المساهمين الكبار والصغار. 

ويضيف الكاتب "يبقى أن نرى ما إذا كان ديسانتيس يستطيع حقاً تحويل ميزة جمع التبرعات الحاسمة، التي يتمتع بها إلى حملة يمكن أن تطيح بترامب".

ومضى براندون ويشيرت يقول: "بحسب اعتقادي فإن السبب في تركيز ترامب علي ديسانتيس، على الرغم من أن بعض استطلاعات الرأي الوطنية تضعه في المركز الثاني بعد ملياردير التكنولوجيا الحيوية، فيفيك راماسوامي، يعود في الأساس إلى كمية التبرعات التي حصل عليها".

وأضاف "يدرك ترامب أهمية المال وكيف يمكن أن يغير مجرى السباق، خاصة إذا تم استغلاله من قبل زعيم إستراتيجي مثل ديسانتيس.. وإذا أخذنا ذلك في الاعتبار بالإضافة إلى المشاكل القانونية، فربما يعني أن ترامب قد وصل بالفعل إلى ذروته، وما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع".