الرئيس السابق لجهاز الموساد تامير باردو (أرشيف)
الرئيس السابق لجهاز الموساد تامير باردو (أرشيف)
الجمعة 8 سبتمبر 2023 / 20:12

جدل في إسرائيل بعد انتقاد رئيس سابق للموساد "الفصل العنصري" بالضفة

رحبت السلطة الفلسطينية، الجمعة، بتصريحات للرئيس السابق لجهاز الموساد تامير باردو، اعتبر فيها أن إسرائيل تفرض نظام "فصل عنصري" في الضفة الغربية المحتلة، وهي تعليقات أثارت انتقادات واسعة في الدولة العبرية.

وفي مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية نشرت الأربعاء، قال باردو: "ثمة نظام فصل عنصري هنا"، وذلك في معرض حديثه عن الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ حرب العام 1967.

وأضاف "عندما يتم التعامل مع شعبين على أرض واحدة وفق نظامين قانونيين مختلفين، فهذا نظام فصل عنصري"، في إشارة إلى أن الفلسطينيين الذين يوقفهم الجيش أو أجهزة الأمن الإسرائيلية يحالون إلى محاكم عسكرية، في حين أن الإسرائيليين سكان المستوطنات التي تعتبرها الأمم المتحدة مخالفة للقانون الدولي، يُحالون أمام القضاء المدني.

وتعد تصريحات باردو، رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية بين العامين 2011 و2016، الانتقاد الأكثر وضوحاً من مسؤول إسرائيلي كبير سابق لممارسات حكومته في الضفة الغربية، بعد تصاعد حدتها في ظل الائتلاف الحالي لبنيامين نتانياهو، والذي يعد الأكثر يمينية في تاريخ الدولة العبرية.

ورحب المستشار السياسي في وزارة الخارجية الفلسطينية أحمد الديك بتصريحات باردو، مشيراً إلى أن مواقف مشابهة باتت تصدر عن "عدد متزايد من المسؤولين الإسرائيليين".

وأضاف "نأمل في أن يعكس ذلك بداية صحوة في المجتمع الإسرائيلي لدعم حقوق الشعب الفلسطيني والضغط على الحكومة الإسرائيلية لإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية".

وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش، ومقرها نيويورك، انضمت في أبريل (نيسان) 2021 إلى عدد من المنظمات الحقوقية الفلسطينية والإسرائيلية بقرارها استخدام "الفصل العنصري"، لوصف السياسات التي تمارسها تل أبيب حيال الفلسطينيين والمواطنين العرب في إسرائيل.

وفي العام 2022، اتهمت منظمة العفو الدولية إسرائيل بارتكاب "الفصل العنصري" ضد الفلسطينيين، ومعاملتهم على أنهم "مجموعة عرقية أدنى".

ورفضت إسرائيل على لسان وزير خارجيتها في حينه يائير لبيد التقرير، معتبرة أنه يستشهد بـ"أكاذيب تنشرها منظمات إرهابية".

 "معيبة وخاطئة" 

برز باردو على الساحة السياسية الإسرائيلية في الأشهر الماضية، من خلال مواقفه المعارضة لمشروع التعديلات القضائية الذي يدفع به نتانياهو، وأثار المشروع احتجاجات غير مسبوقة في الداخل وانتقادات في الخارج.

وتضاف تصريحات باردو إلى تعليقات شبيهة أدلى بها مسؤولون ودبلوماسيون إسرائيليون في الآونة الأخيرة، حذروا فيها من أن الدولة العبرية قد تصبح دولة فصل عنصري في حال واصلت ممارساتها في الضفة الغربية المحتلة.

لكن ما قاله باردو كان الأوضح في معرض انتقاد الإجراءات الإسرائيلية ووسمها بـ"الفصل العنصري"، واستتبع ردود فعل حادة على المستوى السياسي، وأيضاً الهيكل الأمني والعسكري.

واعتبر حزب الليكود بزعامة نتانياهو، أن تصريحات باردو "معيبة وخاطئة".

وخارج القدس الشرقية التي ضمتها إسرائيل، يقيم نحو 490 ألف إسرائيلي في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة التي يقطنها 2,9 مليون فلسطيني.

ويضم الائتلاف الحكومي الحالي بزعامة نتانياهو، شخصيات وأحزاباً سياسية من اليمين واليمين المتشدد تؤيد ضم الضفة الغربية بالكامل، ومواصلة سياسة الاستيطان في أراضيها.

وتنتقد العديد من المنظمات الحقوقية القيود التي تفرضها السلطات الإسرائيلية على حرية التنقل في الضفة الغربية المحتلة بما يشمل القدس الشرقية، والتمييز الذي تؤكد أن العرب يتعرضون له في إسرائيل.

وقبل نحو أسبوعين، أيد نتانياهو وزير الأمن اليميني المتطرف إيتمار بن غفير بعد مطالبته بحقوق أكبر لليهود مقارنة بالفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.. وقال الوزير للقناة 12 الإسرائيلية: "حقي، وكذلك حق زوجتي وأولادي، في التنقل على الطرق (في الضفة)، أهم من حرية حركة العرب".

والفصل العنصري أو الأبارتهايد (التطور المنفصل للأعراق باللغة الأفريكانية) نظام كرسه البيض في قوانين جنوب أفريقيا بين العامين 1948 و1991، وهيمنت الأقلية البيضاء على الحياة السياسية حتى أول انتخابات متعددة الأعراق العام 1994 التي فاز بها نيلسون مانديلا الذي تزعم النضال ضد هذا النظام.

وكان مواطنو جنوب أفريقيا يصنفون منذ الولادة في أربع فئات هي البيض والسود والخلاسيون والهنود، حيث يحتل البيض المكانة الأعلى ويتمتعون بامتيازات خاصة، في حين يقبع السود في أسفل السلم الاجتماعي.. وكان الجزء الأكبر (87%) من أراضي جنوب أفريقيا مخصصاً للبيض، فيما كان السود يقيمون في أحياء مخصصة لهم وفي محميات عرقية.