آثار الزلزال في مدينة مراكش التاريخية (أ ف ب)
آثار الزلزال في مدينة مراكش التاريخية (أ ف ب)
السبت 9 سبتمبر 2023 / 16:15

4 أسباب زادت التأثير المدمر لزلزال المغرب

تسبب الزلزال المدمر الذي شهده المغرب مساء أمس الجمعة، في دمار واسع وأسفر عن سقوط المئات، وهو الزلزال الذي أشارت السلطات المغربية إلى أنه الأقوى منذ أكثر من قرن.

وقال ناصر جابور رئيس قسم بالمعهد الوطني للجيوفيزياء المغربي، إن هذه هي المرة الأولى منذ قرن التي يسجل فيها المركز هزة أرضية عنيفة بهذا الشكل بالمغرب، مشيراً إلى أنه تم استشعارها بالعديد من المدن المغربية في محيط بلغ 400 كلم.
وكشف المختص في علوم الأرض وهندسة الزلازل جلال الدبيك، أسباب الدمار الواسع الذي خلفه الزلزال المدمر الذي شهدته المغرب، مشيراً إلى أن لا توقعات بحدوث هزات ارتدادية قوية. وقال الدبيك لـ24 إن "المغرب العربي منطقة نشطة زلزالياً وتعرضت للعديد من الهزات والزلازل التي كان بعضها مدمراً"، مشيراً إلى أن المغرب شهدت أكثر من زلزال قوي.
وأشار كذلك إلى أن الجزائر أيضاً شهدت خلال الأعوام 1980 و2003 زلازل قوية في مناطق تمثل امتداداً للمنطقة التي وقع فيها الزلزال في المغرب.
وأضاف "الزلزال مركزه قليل العمق في باطن الأرض وهو ما يزيد التأثير على المباني والأرض ويزداد ما يسببه من انهيارات للمباني القديمة والتاريخية"، مشيراً إلى أن المنطقة التي تعرضت للزلزال ذات كثافة سكانية، وفيها مبانٍ قديمة بأعداد كبيرة، ما جعل تأثير الزلزال أكثر تدميراً وأكبر في إيقاع حصيلة الضحايا. وأوضح أن الخسائر قد تزداد مع بدء عمليات الإنقاذ وانتشال ضحايا جدد من تحت الأنقاض، خاصة وأن المباني في منطقة الزلزال غير مصممة لمقاومة الزلازل.
وأشار إلى أن عمليات الإنقاذ خلال الساعات الأولى بعد الزلزال حاسمة، لكنها تكون صعبة لأن الدولة المتضررة تعمل لوحدها إلى حين وصول فرق الإنقاذ المساعدة من خارج البلاد.
وحول إمكانية حدوث هزات ارتدادية أو موجات تسونامي محدودة، قال المختص في هندسة الزلازل، إن "الهزات الارتدادية التي تم تسجيلها حتى اللحظة غالبيتها دون 4 درجات على مقياس ريختر"، مشيراً إلى أن المخاوف من الهزات الارتدادية ليست مرتبطة بقوتها بقدر ما هي مرتبطة بتأثيرها على المباني التي تصدعت نتيجة الهزة القوية الأولى.
وتابع "التوقعات بأنه لن يكون هناك زلزال جديد بسبب طبيعة منطقة الزلازل في المغرب العربي على عكس ما حدث في تركيا وسوريا حيث وقع زلزالان منفصلان، وتبعهما مئات الهزات الارتدادية".
وأضاف "لا وجود لمؤشرات حتى اللحظة بأن الكسر الذي سببه الزلزال في الأرض وعلى امتداد ساحل المناطق التي شهدت الزلزال عمودياً، وهي الحالة التي يترافق معها عادة حدوث موجهات تسونامي".