لقاء سابق بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون (أ ف ب)
لقاء سابق بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون (أ ف ب)
الثلاثاء 12 سبتمبر 2023 / 12:38

لقاء بوتين وكيم يثير قلق واشنطن وحلفائها.. ما هي الصفقة المحتملة؟

24 - شادية سرحان - خاص

في زيارة نادرة إلى الخارج، وصل الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون إلى روسيا، اليوم الثلاثاء، حيث سيلتقي الرئيس فلاديمير بوتين، وسط تحذيرات من واشنطن بشأن صفقة أسلحة محتملة لحرب موسكو ضد كييف.

تفاصيل الزيارة

وفي وقت مبكر  من اليوم الثلاثاء، أفادت وكالة أنباء "ريا نوفوستي" الروسية، أن قطار الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون دخل الأراضي الروسية، وقالت الوكالة إن "القطار عبر إلى منطقة بريمورسكي في أقصى الشرق الروسي آتياً من كوريا الشمالية".

وبثت الوكالة لقطات مصورة تظهر قطاراً بعربات خضراء داكنة تجره قاطرة تابعة للسكك الحديدية الروسية.

وقالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية، إن كيم كان "برفقة مسؤولين حكوميين كبار بينهم عسكريون".

ويُعتقد أن الوفد يضم وزير خارجيته، تشوي سون هوي، وأعضاء بارزين في الحزب الشيوعي الكوري الشمالي مسؤولين عن صناعة الدفاع والشؤون العسكرية، بما في ذلك مدير قسم صناعة الذخيرة، جو تشون ريونغ.

ووفقاً لصحيفة "الغارديان"، يتوقع أن يعقد الزعيمان، اجتماعاً، بعد ظهر، الثلاثاء، على هامش المنتدى الاقتصادي الشرقي في مدينة فلاديفوستوك الساحلية الروسية، حيث وصل بوتين بالفعل.

ويعتقد الخبراء أن الاجتماع المرتقب في مدينة فلاديفوستوك في أقصى الشرق الروسي، قد يركز على صفقة أسلحة، فيما يعتقد أن بوتين يسعى للحصول على أسلحة من كوريا الشمالية، من أجل الحرب التي يشنها في أوكرانيا.

مخاوف ورسائل

الزيارة، التي تعد الأولى لكيم خارج بلاده منذ 4 سنوات، انعكست قلقاً غربياً وتهديدات ورسائل روسية، حيث تحظى هذه الزيارة بمتابعة من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة ودول أخرى، تخشى من توجهات كوريا الشمالية المستقبلية والتي تهدد فيها جارتها الجنوبية والمنطقة، حسب رصد كثير من المحللين والخبراء العسكريين.

من جهته، دعا الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، اليوم الثلاثاء، الصين إلى لعب دور "مسؤول" في كبح تهديدات كوريا الشمالية النووية والصاروخية.

وفي محاولة من موسكو لكبح مخاوف سول، نقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء، عن نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودينكو قوله إن "موسكو ستمد كوريا الجنوبية بتفاصيل زيارة زعيم كوريا الشمالية لروسيا، إذا طلبت سول مثل هذه المعلومات".

وتخشى دول غربية في مقدمها الولايات المتحدة، من أن بيونغ يانغ قد تلجأ الى تزويد روسيا بصواريخ وقذائف.. غير أن موسكو وبيونغ يانغ تنفيان تزويد كوريا الشمالية بأسلحة إلى روسيا التي استنفدت كمية كبيرة من مخزونات ذخيرتها منذ هجومها على أوكرانيا مطلع العام الماضي.

وبهذا الخصوص، قالت "الغارديان" إن اللقاء المرتقب يأتي وسط مخاوف في الغرب من أن بيونغ يانغ تخطط لتقديم أسلحة لموسكو، لتحل محل المخزونات التي استنفدت بشدة خلال 18 شهراً من القتال في أوكرانيا.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لوسائل إعلام روسية إن الزعيمين سيناقشان مسائل "حساسة".

وحول التحذيرات التي أطلقتها واشنطن بشأن الزيارة، قال:  إن "روسيا وكوريا الشمالية غير مهتمتين بالتصريحات الصادرة من الولايات المتحدة"، مضيفاً بحسب ما نقلته وكالات أنباء روسية: "كما تعلمون، في علاقاتنا مع جيراننا، بما فيها كوريا الشمالية، فإن مصالح بلدينا مهمة بالنسبة لنا، لا تحذيرات واشنطن، مصالح بلدينا هي ما سنركز عليه".

منافع متبادلة

ويقول مسؤولون أمريكيون إنه "من المرجح أن يركز بوتين على تأمين المزيد من إمدادات المدفعية الكورية الشمالية والذخائر الأخرى، بينما يحاول التصدي للهجوم الأوكراني المضاد.

وفي المقابل، يمكن أن يسعى كيم للحصول على الطاقة والمساعدات الغذائية، فضلاً عن التكنولوجيا المتقدمة للأقمار الصناعية والغواصات التي تعمل بالطاقة النووية، والتي يمكن أن تزيد من التهديد الذي تشكله برامج الصواريخ الباليستية والأسلحة النووية لكوريا الشمالية.

وكان البيت الأبيض حذر كوريا الشمالية هذا الشهر من أنها "ستدفع الثمن" في حال زودت موسكو بأسلحة لحربها في أوكرانيا.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر لصحافيين: "باضطراره للسفر عبر بلاده للقاء شخص منبوذ دولياً لطلب المساعدة في حرب كان يتوقع أن ينتصر في شهرها الأول، يمكنني أن أصف ذلك بأنه استجداء للمساعدة"، ومع ذلك، قالت ماكنزي إنه "من غير المرجح أن يرغب أي منهما في أن تصبح أي صفقة عسكرية شأناً عاماً".

وتعد كوريا الشمالية وزعيمها كيم من أشد الداعمين للهجوم الروسي على أوكرانيا، وفي  يوليو (تموز) أشاد بوتين بـ"دعم (بيونغ يانغ) الراسخ للعمليات العسكرية الخاصة ضد أوكرانيا".

أوكرانيا تتابع باهتمام

يقول رئيس المركز الأوكراني للتواصل والحوار عماد أبوالرُّب: "أعتقد أن مبدأ الزيارة أمر طبيعي ضمن القانون والتشريعات الدولية، التي تشير إلى حق الدول في عقد اللقاءات والاتفاقات لتعزيز العلاقات الثنائية والتعاون المشترك، ولكن توقيت الزيارة والتصريحات التي صاحبتها من الطرفين، تشير إلى أن أهدافها تتجاوز العلاقات الثنائية لتدخل في دائرة التحالف المشترك غير المباشر لدعم الهجوم على الأراضي الأوكرانية".

وأشار الدكتور أبوالرب إلى أن "أوكرانيا تتابع بكل اهتمام مُخرجات هذه الزيارة، على اعتبار أن التوقعات تتجه لتزويد كوريا الشمالية لروسيا بقذائف مدفعية وصواريخ مضادة للدبابات، في الوقت الذي تسعى فيه كوريا الشمالية للحصول على تكنولوجيا متطورة، خاصة في مجال الغواصات العاملة بالطاقة النووية وتقنيات حديثة للأقمار الصناعية والمساعدات".

وكانت أوكرانيا، دعت دول العالم للوقوف معها سياسياً وعسكرياً وإنسانياً لمواجهة الهجوم الروسي، والعمل المشترك للحيلولة دون إمكانية حصول روسيا على مزيد من الأسلحة والذخائر التي تقصف بها المدن الأوكرانية والبنى التحتية فيها، واعتبرت أوكرانيا أن الأولوية في هذه المرحلة هي منع روسيا من إمكانية الحصول على الشرائح الإلكترونية، والمعدات التي تمكنها من تصنيع الصواريخ والطائرات المسيرة، التي تشكل خطراً على أراضيها وتقتل المدنيين الأبرياء وتهدم البنى التحتية، بما فيها محطات الطاقة والتدفئة والموانئ وغيرها.