عناصر من قوات سوريا الديمقراطية في دير الزور (أرشيف)
عناصر من قوات سوريا الديمقراطية في دير الزور (أرشيف)
الخميس 14 سبتمبر 2023 / 23:07

من أشعل النزاع في دير الزور.. تركيا وإيران أم قسد؟

24 - أبوظبي - خاص

ما تزال المنطقة الشرقية من محافظة دير الزور في سوريا، تشهد توتراً بعد فشل التوصل لتهدئة بين مقاتلين من العشائر العربية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، في وقت يرى فيه محللون أن إيران وتركيا استغلّتا هذه الأحداث لمضايقة القوات الأمريكية والأكراد.

وتشهد المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية منذ أواخر أغسطس (آب)، اشتباكات مسلحة بعد اعتقال (قسد) أحمد الخبيل الملقب بـ"أبو خولة" قائد ما يسمى "المجلس العسكري لدير الزور" الذي يعمل أساساً تحت مظلتها.

وفيما يقول البعض إن الاشتباكات التي اندلعت في دير الزور، خلاف عربي كردي، يرى آخرون أنه يدار من قبل أطراف خارجية.

إيران تحاول استغلال الأزمة

يقول مدير وكالة نورث برس في الرقة، زانا العلي، "إن إيران وتركيا والحكومة السورية يستغلون رد فعل عشائر "العقيدات" على اعتقال أبو خولة.

ولفت إلى أن "الأوضاع الآن في دير الزور تشهد هدوءاً مع عودة قوات سوريا الديمقراطية للمواقع التي انسحبت منها قبل أيام".

وأوضح أن "أغلب المسلحين الذين شاركوا بالاشتباكات مع قسد انسحبوا الى غرب نهر الفرات، بينما بدأت فصائل منتمية لإيران بمحاولة تجنيد المسلحين على الضفة الشرقية للنهر، بعد اجتماع أجراه راغب البشير المحسوب على الميليشيات الإيرانية مع شخصيات لتشكيل فوج العشائر الهاشمية لمحاربة قسد وطرد القوات الأمريكية".

لكن العلي أكد أن "معظم قبائل دير الزور ترفض استخدام السلاح وتدعو إلى حل القضية سلمياً"، كاشفاً أن الموضوع خرج من "إطار العشائر بعد وصول مقاتلين محسوبين على الميليشيات لمقاتلة قسد والأمريكان".

ونقل مدير وكالة نورث برس، عن شهود عيان تحدثوا بالفترة الأخيرة عن "ظهور قيادات في تنظيم داعش كانوا مختبئين في البادية، وهم يقاتلون مع فصيل أسود الشرقية التابع لنواف البشير المحسوب على إيران في دير الزور".

وتواجه الميليشيات الإيرانية، وفق العلي، "اتهامات بالتنسيق مع تنظيم داعش الإرهابي، للحيلولة دون تدخل أمريكي لتقديم دعم جوي لقوات سوريا الديمقراطية في حملتها بدير الزور".

محاولات تجسس على القوات الأمريكية

بدوره، يقول الكاتب والمحلل السياسي الكردي، إبراهيم كابان، إن اعتقال قائد المجلس العسكري في دير الزوري، جاء "بسبب دخوله في علاقات مع أنقرة والميليشيات الإيرانية للغدر بـ(قسد)"، مؤكداً أن "أصواتاً خرجت من قبل القبائل العربية نادت بضرورة محاسبة أبو خولة".

ويعتقد كابان أن علاقة "أبو خولة بتركيا وإيران أثارت مخاوف من عمليات تجسس على القواعد الأمريكية، وإفشال خطط لاستهداف الميليشيات في المنطقة، كما  اعتبر أن الاتهامات من قبل العشائر لقوات سوريا الديمقراطية بالسعي لاستخدام القوة لفرض سيطرتها على المنطقة غير منطقية"، مؤكداً أن "هذه المواقع هي بالأصل تحت حكم الإدارة الذاتية لقسد".

وأشار إلى أن "(قسد) التي شكلت من قبل الأكراد والعرب لمحاربة داعش، لم تبحث عن مشاكل ولم تنجر إلى مواجهات مع العشائر العربية".