النووي الإيراني (أرشيف)
النووي الإيراني (أرشيف)
الإثنين 18 سبتمبر 2023 / 17:04

كيف تحارب إسرائيل والموساد البرنامج النووي الإيراني؟

24 - شيماء بهلول

ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أنه في ليلة 31 يناير (كانون الثاني) 2018، جمعت إسرائيل الجواسيس والمحللين والفنيين ورؤساء العمليات في الموساد (ذراع الاستخبارات)، داخل غرفة العمليات.

وأشارت الصحيفة إلى أن الاجتماع جاء بهدف إشراف الموساد على العملية التي تعتبر ذات أهمية كبيرة للبلاد، وهي التسلل إلى إيران، موضحة أن ارتكاب أي خطأ خلالها ستكون نتائجه كارثية على تل أبيب.

وأضافت أنه في ذلك الوقت، كانت الغرفة بأكملها في حالة من التوتر، بانتظار أوامر من رئيس الوكالة يوسي كوهين، لبدء واحدة من أكثر عمليات الموساد جرأة.

عملية جريئة

وحسب رواية الصحيفة، كان كوهين وعشرات من عملاء الموساد يعملون لعدة أيام، من دون نوم تقريباً، حتى وصلت لحظة التنفيذ في تمام الساعة 10:31 مساء، حينها تم إطلاق فريق الموساد المستعد للعمل في إيران، وتحديداً في حي شيروباد الصناعي في الضواحي الجنوبية للعاصمة الإيرانية.

ولفتت إلى أن شيروباد، لم تكن المكان الذي يمكن أن تتخيله كمسرح لدراما تجسس ذات عواقب دولية، حيث كانت مجرد منطقة باهتة من المستودعات ذات الأسطح الحديدية المموجة والممتدة على مد البصر.

وتم الدفع بـ 20 من عملاء الموساد المختارين -على الأرجح مزيج من العملاء الإسرائيليين والإيرانيين المعارضين للنظام- إلى تحرك سريع تم التدرب عليه جيداً.

وبينما كان كوهين يراقب عقارب الساعة في إسرائيل، اقتحمت فرق الموساد أحد المستودعات باستخدام مشاعل ذات درجة حرارة عالية، وبدأوا في إزالة الملفات، المادية والإلكترونية، التي تحتوي على السجل الكامل لجهود إيران المضنية لتصبح قوة مسلحة نووياً، تعود إلى ما يقرب من 30 عاماً.

سباق مع الزمن

وأوضحت الصحيفة أن فريق الموساد المتواجد في إيران كان يملك 6 ساعات ونصف الساعة بالضبط، للعثور على الكمية الهائلة من المواد التي يحتاجونها، وتحميلها على الشاحنات والهروب، أو سيتم اكتشافهم.

وأشارت إلى أن المهمة في حال فشلها، كان من الممكن أن تؤدي إلى إزهاق أرواح أكثر من 20 شخصاً، أو وضعهم تحت رحمة العدالة الإيرانية.

أكبر عملية سرقة

وذكرت الصحيفة أنه بينما كان كبار مسؤولي الموساد يشاهدون على شاشاتهم في إسرائيل، خرج الفريق في شيروباد من المستودع ومعه نصف طن من الملفات الصلبة والأقراص المدمجة، في عملية وصفت بأكبر سرقة مادية للاستخبارات.

وبالعودة إلى غرفة العمليات خارج تل أبيب، كان هناك شعور بالانتصار ممزوجاً بإحساس بالارتياح، أن كل هذا التخطيط والأموال التي أنفقت، وأشهر من المراقبة أتت بثمارها.

ووفقاً للصحيفة، لم يكن لدى المرشد الإيراني علي خامنئي، ومحسن فخري زاده، الذي خدم لعقود كرئيس للأسلحة النووية، أدنى فكرة عما كان يحدث في شيروباد، وأين تم نقل الأرشيف لإبقائه بعيداً عن إسرائيل، والولايات المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية.