دورية عسكرية لشرطة كوسوفو على الحدود مع صربيا (رويترز)
دورية عسكرية لشرطة كوسوفو على الحدود مع صربيا (رويترز)
الأحد 1 أكتوبر 2023 / 23:44

توترات كوسوفو وصربيا.. هل تندلع "حرب" جديدة في أوروبا؟

في الوقت الذي تتصاعد فيه التوترات بين كوسوفو وصربيا، طالبت الأولى صربيا بسحب قواتها من الحدود المشتركة، مؤكدة استعدادها لحماية وحدة أراضيها.

روسيا والتنظيمات المتشددة ستكون المستفيد الأكبر من الحرب حال اندلاعها

ويتصاعد التوتر بين البلدين منذ، الأحد الماضي، حينما قاتلت شرطة كوسوفو نحو 30 صربياً مدججين بالسلاح اجتاحوا قرية بانيسكا في كوسوفو وتحصنوا في دير أرثوذكسي صربي، وقُتل ثلاثة من المهاجمين وضابط شرطة.

وأثار الاشتباك المسلح مخاوف دولية جديدة إزاء الاستقرار في كوسوفو التي توجد بها أغلبية من ذوي الأصول الألبانية، والتي أعلنت الاستقلال عن صربيا في 2008 بعد انتفاضة مسلحة وتدخل لحلف شمال الأطلسي في 1999.

حشود عسكرية

وقالت حكومة كوسوفو في بيان: "ندعو الرئيس فوتشيتش ومؤسسات صربيا إلى سحب جميع قواتها فوراً من الحدود مع كوسوفو"، وأكدت أن الجيش الصربي يحشد أفراداً على الحدود من ثلاثة اتجاهات، معتبرة أن "التقدم شكل عدواناً عسكرياً محتملاً ضد جمهورية كوسوفو".

وأعلن حلف شمال الأطلسي الجمعة، أنه وافق على نشر قوات إضافية في كوسوفو، لكنه لم يحدد بعد قوام القوة الإضافية أو من أي الدول ستأتي، وأصدرت وزارة الدفاع البريطانية بياناً لاحقاً تذكر فيه أنها نقلت قيادة إحدى كتائب القوات إلى الحلف.

مواجهة مستبعدة

يرى الكاتب والمحلل السياسي عبدالرزاق علي، "فرصة تحول التوتر إلى حرب بين الجارتين اللدودتين، يبدو ضئيلاً".

وقال: "أوروبا لا تحتمل حرباً أخرى، إذ تدور رحى حرب ضروس منذ أكثر من سنة ونصف بين روسيا وأوكرانيا في شرقها، إضافة إلى وجود أكثر من ثلاثة من قوات حفظ السلام الأوروبية في كوسوفو منذ خمسة عشر عاماً، لضمان المحافظة على كوسوفو ذات الغالبية الألبانية المسلمة التي تعتبرها صربيا لحد الآن جزءاً منها".

وأضاف "هذا بخلاف أن من يحكم صربيا حالياً لا يعتبرون من التيارات الصربية القومية المتشددة ويحاولون التقرب من الاتحاد الأوروبي".

مستفيدون من التوتر

وقال المحلل السياسي إن "أسباب التوتر الحالي في الظاهر هي عدم اعتراف سكان بلدات تابعة لكوسوفو وغالبية سكانها من الصرب، وسعيهم لتأسيس اتحاد بلدي أو ما يشبه فيدرالية صربية على مستوى البلديات داخل كوسوفو".

وأضاف "لكن السبب الحقيقي هو العداوة التاريخية بين السكان من الأصول الألبانية المسلمة والأصول الصربية المسيحية، والتي بلغت ذروتها عندما شنت الحكومة الصربية في ٢٠٠٨ حرب إبادة على أهالي كوسوفو".

وأوضح أن "التيارات المتشددة في كلا الطرفين تعتبر نفسها من المستفيدين من التوترات الحاصلة ومن اندلاع الحرب بين الطرفين، وهما بالمناسبة يدفعان بهذا الاتجاه".

وتابع "المستفيد الإستراتيجي في حالة نشوب الحرب هما طرفان آخران، روسيا التي تشغل أوروبا بحرب في وسطها، والطرف غير المرئي حالياً هو التنظيمات المتشددة كالقاعدة وداعش، حيث من المؤكد أن يتخذوا أية حرب بلقانية أخرى ذريعة للنفوذ والوصول إلى قلب أوروبا، كما قاموا بها سابقاً أوائل التسعينات عند اندلاع الحرب متعددة الأطراف على خلفية تفكك يوغسلافيا".