رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير (أرشيف)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير (أرشيف)
الثلاثاء 3 أكتوبر 2023 / 00:50

نقطة فاصلة..التوترات بين نتانياهو وبن غفير تهدد استمرار الحكومة

 تشير الخلاف المستمرة بين رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إلى أن التحالف بين الإثنين قد يقترب من نهايته، بعد تراكم سلسلة من الأزمات خلال 9 أشهر هي عمر الحكومة اليمينية التي يقودها نتانياهو.

نتانياهو وبن غفير أمام ثلاثة خيارات بعد وصول علاقتهما لمرحلة حاسمة

ولم يكن بن غفير حاضراً في الاجتماع الأمني ​​الذي عقده نتانياهو يوم الأحد مع مسؤولين آخرين، ولم تتم دعوة الوزير عمداً، وفقا لتقارير إسرائيلية، على الرغم من أن الاجتماع تناول قضايا تدخل في نطاق سلطته.
وبحسب صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، فقد "حاول مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن يبدي أن كل شيء على ما يرام، لكن مصادر مقربة من بن غفير تشير إلى خلاف ذلك". وقالت مصادر قريبة من الوزير للقناة الـ12 إن "نتانياهو قرر عدم دعوة بن غفير إلى الاجتماع بعد أن علم أنه ينوي إثارة قضية السجناء الأمنيين، وهي مسألة اختلفوا حولها باستمرار خلال الأسابيع القليلة الماضية".

سلسلة خلافات

وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن "هذا الخلاف هو الأحدث في سلسلة من الخلافات بين الطرفين والتي بدأت حتى قبل تشكيل الحكومة اليمينية، حيث قال نتانياهو في المقابلات التي أجراها قبل تشكيل الحكومة، بشكل قاطع إنه بينما سيكون بن غفير في الائتلاف، فإنه لن يصبح وزيراً على الإطلاق، ومع ذلك، أصبح بن غفير وزيراً للأمن القومي في قرار اعتبره الكثيرون مثيراً للجدل".
وأضافت "بعد شهرين، اشتبك بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريش مع الإئتلاف بسبب مطالبتهما بأن يفي نتانياهو بالوعود التي قطعها لهما في اتفاقيات الائتلاف، وشمل ذلك منحهم بعض الصلاحيات الإدارية في المنطقة (ج) بالضفة الغربية، والتي تخضع لسلطة إسرائيل وفقاً لاتفاقيات أوسلو". وتابعت "في مارس (آذار) هدد بن غفير بالاستقالة من الحكومة بعد تداول حديث عن تجميد تشريع الإصلاح القضائي بسبب الاحتجاجات الواسعة المستمرة، ولتجنب ذلك، أعطاه نتانياهو تعهداً موقعاً بتشكيل حرس وطني".
وأشارت "جيروزاليم بوست" إلى أن بن غفير هدد بالاستقالة مرة أخرى في مايو (أيار) عندما اتهم الحكومة بعدم تنفيذ "السياسة اليمينية الكاملة" التي توقعها رداً على إطلاق الصواريخ من غزة، وتحدى نتانياهو بأن يقيله، وقال حزب الليكود الذي يقوده نتانياهو إنه "يمكنه الاستقالة إذا لم يكن راضياً عن الاتجاه الذي اتخذته الحكومة".

نقطة فاصلة

وقالت الصحيفة الإسرائيلية إنه "مع الاضطرابات التي شهدتها الأشهر التسعة الأولى من عمر الائتلاف، وخاصة فيما يتعلق ببن غفير، أصبح من الواضح أن الوضع يصل إلى نقطة الغليان، وهذا يترك نتانياهو وبن غفير أمام ثلاثة خيارات تتمثل في أن يقيل نتانياهو بن غفير، أو أن يستقيل بن غفير، أو أن يتعلم العمل مع نتانياهو وإظهار ضبط النفس".
وأضافت "إذا أقاله نتانياهو، فمن المرجح ألا يبقى وزير الأمن القومي في الائتلاف، وبدون مقاعد بن غفير الستة، ستفقد الحكومة أغلبيتها، ومن غير المرجح أن يقيله نتانياهو ما لم يكن ذلك ضروريا للغاية، حيث تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أنه إذا ذهبت إسرائيل إلى الانتخابات الآن، فلن يفوز الليكود، وسيأتي زعيم حزب الوحدة الوطنية بيني غانتس في المقدمة".
وتابعت "بن غفير يعرف هذا، وهو يعلم أيضاً أنه بالنظر إلى العداء بين الائتلاف الحالي والمعارضة، فإنه ليس لديه أي فرصة تقريباً لإدراجه في حكومة بقيادة غانتس، وعليه فمن غير المرجح أن يستقيل أيضاً".
وقالت الصحيفة إن "الخيار الثالث هو أن يمارس بن غفير ضبط النفس من أجل تقليل الخلافات المستقبلية مع نتانياهو إلى الحد الأدنى، وهو الأمر الذي أظهر أنه قادر على القيام به مؤخراً".
وأوضحت أنه سيتعين على إسرائيل أن تنتظر لترى ما إذا كان الخلاف بين نتانياهو وبن غفير سيغلب تصميمهما على البقاء في السلطة.