جنود أمريكيون يشحنون معدات عسكرية في طائرة (أرشيف)
جنود أمريكيون يشحنون معدات عسكرية في طائرة (أرشيف)
الخميس 5 أكتوبر 2023 / 10:18

ما تأثير إقالة مكارثي على دعم أوكرانيا؟

كتب توم واتلينغ في صحيفة "ذا اندبندنت" البريطانية أنه قبل وقت قصير من صنع الجمهوريين من اليمين المتشدد التاريخ، بالإطاحة برئيس مجلس النواب كيفن مكارثي، تلقى حلفاء أوكرانيا الغربيون، بينهم المملكة المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وحلف شمال الأطلسي، مكالمة هاتفية من الرئيس جو بايدن، قال لهم فيها إن الكونغرس ربما دخل مرحلة جمود لكن الدعم لأوكرانيا "متواصل".

مثل هذا التراجع في الدعم سيجعل، بوتين يعتقد أنه يستطيع انتظار انسحابنا.

كان المقصود بالمكالمة أن تكون رسالة طمأنة، لكن مع خلوها من أي تفاصيل، دلت على قضية خارجة إلى حد كبير عن سيطرة الرئيس. يهدد الجمهوريون المتشددون في الولايات المتحدة بشكل واضح بعرقلة المساعدات الأمريكية لأوكرانيا للمرة الأولى منذ فبراير (شباط) الماضي.

فوضى

أقيل مكارثي من رئاسة مجلس النواب في الكونغرس مساء الثلاثاء بعد نزاع حول أفضل السبل لتخصيص الأموال الحكومية للعام المالي المقبل. قادت الحملة مجموعة من ثمانية جمهوريين غاضبين من رفض إعطاء الأولوية للقضية المحلية المتمثلة في تأمين الحدود على حساب دعم أوكرانيا.
أدت هذه الخطوة إلى إغراق مجلس النواب في الفوضى وتجميد قدرته على تخصيص الأموال بالكامل، بما في ذلك لأوكرانيا. حتى انتخاب رئيس جديد، والموافقة على اتفاق تمويل جديد للعام المقبل، إذ أن مشروع قانون التمويل المؤقت ينقلها إلى 17 نوفمبر (تشرين الثاني)، لذلك سيعيش الذين يعتمدون على هذه الأموال في وقت بدل الضائع.

وترى "إندبندنت" أن الولايات المتحدة تنتهج حالياً سياسة سحب المعدات من مخزوناتها العسكرية، وإرسالها مباشرة إلى أوكرانيا بموجب "سلطة السحب الرئاسي" المتفق عليها، ما يسمح بتجنب الحاجة إلى شراء معدات جديدة من شركات الدفاع ما يؤدي حتماً إلى تأخير المساعدات العسكرية لدولة تحتاجها فوراً.

رفع الكونغرس في السنة الماضية سقف ما يمكن أن يسحبه الرئيس من 100 مليون دولار إلى 14.5 مليار دولار لضمان استمرار دعم أوكرانيا. وعدل البنتاغون بعد ذلك تكاليف المعدات لزيادة الأموال المتاحة. لكن عندما انتهى العام المالي في 1 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، دون التوصل إلى اتفاق في مجلس النواب على كيفية تمويل العام المقبل، عادت سلطة السحب إلى 100 مليون دولار.

لا شيء

بالنظر إلى أن معدل استهلاك المساعدات العسكرية لأوكرانيا يبلغ شهرياً نحو 2.5 مليار دولار، فإن السقف المخفض عند 100 مليون دولار "لا شيء في الأساس" حسب ماكس بيرغمان، مدير برنامج أوروبا، وروسيا، وآسيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، في واشنطن.

وأضاف الكاتب أن للمساعدات الأمريكية لأوكرانيا ما يساوي 3 أشهر ، 6 مليارات دولار، من الأموال لمواصلة تغذية حاجاتها العسكرية. وكان الرقم سيكون أقل لولا تعديل البنتاغون للتكاليف. لكن بعد ذلك، ودون قرار في مجلس النواب، ستجف المخزونات. إن الإطاحة بمكارثي جعلت الآمال بالتوصل إلى حل أكثر صعوبة من أي وقت مضى. ودون رئيس لمجلس النواب، لا يمكن اتخاذ أي قرار.

يصعب تجميل الواقع

قال بيرغمان: "لا طريقة لتلطيف مدى السوء الذي قد يحدث إذا توقفت المساعدة الأمنية الأمريكية لأوكرانيا. سيموت الكثير من الأوكرانيين، وستتعرض قدرتهم على القتال للخطر الشديد".
وبدأت الضربات الروسية للبنية التحتية الحيوية في كل أوكرانيا تتصاعد فعلاً، ما يجعل حاجة كييف إلى المزيد من أنظمة الدفاع الجوي لحماية المدنيين أكثر إلحاحاً. وإذا تباطأ التمويل الأمريكي أو توقف، ستصبح المهمة أصعب بكثير.
أصبحت القوات المسلحة الأوكرانية معتادة على حرب الاستنزاف التي تنطوي على قصف مواقع العدو قبل التقدم في مجموعات صغيرة، واستعادة أجزاء صغيرة من الأراضي في هذه العملية، ما يتطلب إمدادات مستمرة من المدفعية والقذائف. ودون ذلك، لن يصبح التقدم أكثر صعوبة فحسب، بل سيزيد التهديد بهجوم روسي مضاد.

آثار أخرى

لفت الكاتب أيضاً إلى آثار جيوسياسية مترتبة على انخفاض الدعم، إذ تثبت صحة الاعتقاد الروسي بأن مواردها العسكرية والبشرية العميقة يمكن أن تدوم أكثر من التصميم الغربي. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي يوم الثلاثاء: "مثل هذا التراجع في الدعم سيجعل، بوتين يعتقد أنه يستطيع انتظار انسحابنا". ووصف القضية، فقال: "على المستوى نفسه من الأهمية" لتأثير الحرب على الجبهة الأمامية.
ستساعد المساعدات الأوروبية إلى حد ما في إبطاء التخفيف المحتمل للدعم الأمريكي، لكن للأوروبيين مشاكلهم الخاصة على المدى الطويل لتسليح أوكرانيا. قال بيرغمان: "كان استثمار القارة جماعياً في الدفاع أقل من المطلوب". وأضاف "لا يوجد الكثير في المستودعات؛ ثمة ذخيرة أقل وقذائف هاون أقل".

مصيرها في خضم التنافس

سيتعين الآن على مجلس النواب الذي تحكمه أغلبية جمهورية بسيطة التصويت لاختيار رئيس جديد. كان النائب ستيف سكاليز، الرجل الثاني في الحزب الجمهوري في مجلس النواب، هو المفضل منذ فترة طويلة لتولي المنصب، وهو يتمتع بدعم واسع من حزبه، لكنه يخضع حالياً للعلاج الكيميائي للعلاج من سرطان الدم.
يتعين على مجلس النواب انتخاب رئيس جديد من مجموعة فيها من هو في منتصف العلاج، أو من سيكافح لكسب الدعم الكافي لتأمين أي شكل من أشكال القيادة المستدامة، في مجلس النواب.
"وبينما يتجادلون ويتنافسون، ستقترب أوكرانيا من خسارة أهم داعم عسكري لها" يختم واتلينغ.