مستوطن إسرائيلي يحمل سلاحاً في الضفة الغربية (أرشيف)
مستوطن إسرائيلي يحمل سلاحاً في الضفة الغربية (أرشيف)
الثلاثاء 31 أكتوبر 2023 / 18:49

تقرير: عنف المستوطنين في الضفة الغربية يهدد إسرائيل

قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن عنف المستوطنين المتزايد في الضفة الغربية، يهدد إسرائيل بإجراءات عكسية، خصوصاً في ظل دعم الحكومة المتطرفة التي يقودها بنيامين نتنياهو للهجمات ضد الفلسطينيين هناك.

واشنطن بوست: المستوطنون يستغلون انشغال العالم بحرب غزة لتوسيع أراضيهم

500 فلسطيني أجبروا على ترك منازلهم في الضفة بسبب عنف المستوطنيين

وذكرت الصحيفة في تقرير لها نقلاً عن مراقبين سكان فلسطينيين قولهم إن "تواجد حماس محدود في الضفة الغربية، لكن أهدافها مشتركة مع جيل جديد من الجماعات المسلحة"، مشيرة إلى أن التغاضي عن هذه الهجمات التي يشنها المستوطنون من شأنه أن يجعل الضفة الغربية مصدر تهديد مشابه لقطاع غزة.
وتقول الصحيفة إن سكان الضفة الغربية يعيشون حالة خوف في ظل قصف الطيران الإسرائيلي لغزة، إلى جانب عنف المستوطنين المسلحين الذي يستغلون انشغال العالم بالحرب لمحاولة طرد الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم.


ونقلت "واشنطن بوست" عن منظمات حقوقية قولها إن عنف المستوطنين وصل مستويات قياسية بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، بهدف ترسيخ وجودهم في مناطق جديدة، موضحة أن 7 مدنيين قتلوا على يد هذه الجماعات إضافة لـ100 آخرين قتلتهم القوات الإسرائيلية.
وقال التقرير إن 500 فلسطيني في الضفة أجبروا على ترك بيوتهم، فيما تستمر الدعوات التي يقودها وزير الأمن المتطرف إيتمار بن غفير لتسليح المستوطنين وتشكيل ميليشيات هدفها مهاجمة المدنيين.
وأعادت هذه المحاولات، بحسب الصحيفة الامريكية، إلى عقول الفلسطينيين ذكريات التشريد الأولى، وزادت من مخاوفهم من مرحلة جديدة يجبرون فيها على ترك منازلهم، بسبب استفزازات المستوطنين، والشرطة التي تقدم الحماية لهم.

وذكر التقرير أن الفلسطيني بلال صالح، 38 عاماً، قتل على يد مستوطن في قرية الساوية التي تتبع محافظة نابلس أثناء قطف الزيتون في أرضه، وبعد ذلك طلبت الشرطة شقيقه كشاهد عيان، وقيدته واحتجزته بتهمة دعم حماس.
وتقول المنظمة الحقوقية إن "خطورة هجمات المستوطنين ازدادت مستغلة انشغال العالم بحرب غزة، الأمر الذي يشعرهم بأنهم يستطيعون ارتكاب الجرائم والحصول حصانة من العقاب".
وبدأ المستوطنون يتجولون في المجتمع البدوي في وادي السيق بعد 7 هجوم حماس وهددوا الفلسطينيين بالمذابح لو رفضوا المغادرة، حسب طارق مصطفى الذي فر إلى بلدة مجاورة مع عائلته.
وقال المستوطنون بالعربية "اذهبوا إلى الأردن" قبل أن يهدموا الخيام. وقام أحد المستوطنين بسياقة سيارة مصطفى وأجبره على المشي وعائلته، وعندما اتصل بالشرطة أغلقوا الهاتف حين حاول تقديم بلاغ عن الحادث.
وقال مصطفى إن حوالي 40 شخصاً أجبروا على مغادرة المنطقة، شرق رام الله، ولا يعتقدون أنهم سيعودون إليها: مضيفاً: "أعطت الحرب في غزة الضوء الأخضر لهم. قبل ذلك كانوا يصرخون علينا ويطلبون منا الذهاب إلى رام الله، أما الآن فيطلبون منا الذهاب إلى الأردن".
والأسلحة باتت متوفرة بكثرة في أيدي المستوطنين بعد مبادرة بن غفير، الذي جمع الكثير من الجماعات المسلحة، حتى أصبح شكلها أكثر رسمية".
وقال بن غفير قبل أيام إن وزارته ستشتري 10 آلاف بندقية لتسليح المستوطنين، بالإضافة لخوذ وسترات واقية من الرصاص وسيجري توزيعها مع الأسلحة.

وصّرح بن غفير مهدداً: "سنقلب العالم رأساً على عقب لجعل بلداتنا محمية، ولذلك أمرت بتسليح فرق الدفاع المدنية بكثافة".
ويقول التقرير:" قبل السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، كان المحللون يشعرون بالقلق أكثر بشأن الضفة الغربية، وليس غزة، باعتبارها الشرارة المحتملة لانفجار العنف الإسرائيلي والفلسطيني.
وتقول منظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية "يش دين" إن المستوطنين هاجموا الفلسطينيين في الضفة الغربية 100 مرة في 62 موقعاً، ما بين 7- 22 أكتوبر (تشرين الأول)".
وذكرت منظمات حقوقية ومجتمع مدني في إسرائيل إن "حكومة نتانياهو تدعم هذه الهجمات ولا تقف ضدها، خصوصاً أن عدداً من الوزراء فيها يقفون إلى جانب العنف في وقت يكون فيه الجيش موجوداً أو حتى مشاركاً في ذلك".