دبابات إسرائيلية في غزة.(أف ب)
دبابات إسرائيلية في غزة.(أف ب)
الجمعة 3 نوفمبر 2023 / 11:19

حيرة أمريكية إسرائيلية.. من سيحكم غزة بعد هزيمة حماس؟

24 - زياد الأشقر

يتحدث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ونوابه مع نظرائهم العرب حول خطط لحكم غزة بعد أن تنتهي إسرائيل من عملياتها العسكرية هناك، وفق أشخاص مطلعين على المرحلة الأولية من المحادثات.

اً، تتردد الدول العربية بتنكب دور، خوفاً من تقويض الهدف النهائي بإنشاء دولة فلسطينية مستقلة


وكتب وليم مولدين في صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن مسؤولين منخرطين في جلسات نقاش يقولون إنه من المبكر التوصل إلى أفكار محددة، وخارج نطاق التحليلات لا يرون برنامجاً قابلاً للتطبيق في هذه اللحظة، لكن المسألة من المتوقع أن تثار خلال الزيارة المقبلة للمنطقة.
وسيزور بلينكن إسرائيل اليوم لعقد اجتماعات مع المسؤولين الإسرائيليين ومن المتوقع أن يتوقف في الأردن. وكانت مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف قد سبقت بلينكن إلى المنطقة، لمناقشة الخطط المستقبلية لغزة، إلى قضايا أخرى.
ويؤكد مسؤولون على اطلاع على نقاشات أولية، إنه لا توجد حتى الآن خطة مدعومة من واشنطن. وأحد الخيارات هو مرحلة تحكم فيها غزة قوة متعددة الجنسيات من المنطقة.

 


وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السناتور بن كاردين إن "أصحاب المصلحة الرئيسيين منخرطون في هذه النقاشات...يتعين أن تكون هناك إدارة ذات صدقية في إمكانها القدوم إلى غزة لتوفير الفرص للفلسطينيين".
ويعتبر مسؤولون ومحللون أن بعض الدعم من الدول العربية أمر مهم. لكن نائب رئيس معهد الشرق الأوسط في واشنطن بريان كاتوليس، قال إن التوصل إلى خطة حوكمة في منتصف عملية برية "يشبه إزالة آثار إعصار من الفئة الخامسة أثناء حدوثه".
وتأتي محاولة وضع خطة لغزة في مرحلة ما بعد الحرب، وسط تزايد عدد القتلى بين المدنيين نتيجة العمليات العسكرية الجوية والبرية في غزة، مما يعمق الصدع بين الدولة العبرية وجيرانها العرب. والحكومات العربية مترددة في القيام بدور في غزة في حال بقي الجيش الإسرائيلي يمارس عمليات متقطعة أو متواصلة ضد حماس.
ويقول مولدين إن تداعيات هجوم حماس على إسرائيل في أكتوبر(تشرين الأول)، أخرت إن لم تكن أوقفت جهداً يمتد لسنوات لرأب الصدع بين إسرائيل ودول عربية. والأربعاء، استدعى الأردن سفيره من إسرائيل احتجاجاً على الحرب في غزة.

احتلال غزة

ويدعم بعض الإسرائيليين احتلال غزة على المدى الطويل- وهو خيار رفضه الرئيس الأمريكي جو بايدن- أو طرد الغزيين إلى منطقة سيناء في مصر المجاورة، الأمر الذي عارضه القادة المصريون.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، إن الهدف هو تدمير القدرات العسكرية لحماس وإمكاناتها على الحكم، لكن أضاف أن بلاده ليست لديها مصلحة في إعادة احتلال غزة بشكل دائم.


ومع ذلك، فإنه مع توغل القوات البرية الإسرائيلية عميقاً في غزة، يواجه المسؤولون الإسرائيليون والأمريكيون السؤال، من سيحكم الجيب المكتظ بالسكان بعد هزيمة حماس. ومن غير الواضح ما هو شكل الحكم الذي يمكن أن يقوم هناك.
وقال بلينكن :"في مرحلة معينة، فإن الشيء الأفضل هو أن تحكم غزة سلطة فلسطينية فعالة ومنبعثة من جديد وأن تتسلم مقاليد المسؤولية الأمنية".

ائتلاف من الدول العربية


وأفاد مسؤولون أنه بقيادة محمود عباس (87 عاماً)، فإن السلطة الفلسطينية التي تحكم أجزاء من الضفة الغربية لا يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي، تبدو ضعيفة جداً لتولي إدارة غزة على المدى القريب.
ويقول بعض المحللين، إن ائتلافاً من الدول العربية أو من مسؤولين فلسطينيين أو قادة فلسطينيين يمكن أن يشرف على غزة بشكل مؤقت حتى يتحسن وضع هذه المناطق ويكون في امكانها اختيار قيادتها الخاصة. لكن إشراك الدول العربية تترتب عليه عقبات خاصة بهذه الدول.
وصرحت مديرة الاستراتيجيا في برنامج الشرق الأوسط التابع للمجلس الأطلسي تقى نصيرات: "أعتقد أن الولايات المتحدة ستكون بحاجة إلى القبول بدور رئيسي لقطر وتركيا ومصر والأردن".

نقيض حل الدولتين

وعموماً، تتردد الدول العربية بتنكب دور، خوفاً من تقويض الهدف النهائي بإنشاء دولة فلسطينية مستقلة. ولطالما رفضت القاهرة دعوات لحكم غزة بسبب القلق من استخدام ذلك ذريعة للدفع بنحو مليونين من سكان القطاع إلى مصر. كما أن الأردن من غير المرجح أن يشارك في خطة تبدو على نقيض مع "حل الدولتين" للمشكلة الفلسطينية-الإسرائيلية.
وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أمام مركز الدراسات الاستراتيجية في واشنطن الأسبوع الماضي :"ليست لدينا أجوبة لما سيلي في غزة لأن أحداً منا لا يعرف كيف ستبدو عليه الأمور".
وبحث بلينكن مع رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني خلال مكالمة هاتفية الإثنين في مستقبل غزة، وفق ما كشف شخص مطلع على المكالمة.
وقطر هي خيار طبيعي للعب دور في مستقبل غزة، نظراً إلى دورها في الوساطة الديبلوماسية وفي رعاية محادثات مع حماس. وتستضيف قطر منذ سنوات المكتب السياسي للحركة.