الثلاثاء 13 مايو 2014 / 16:46

"البيئة الخضراء" من وبالإنسان




هل تخيلت يوماً الاستغناء عن مقابس الكهرباء لشحن هاتفك الذكي أو جهازك اللوحي أو غيره من الأجهزة الإلكترونية، وأنك لست بحاجة إلى مصدر للطاقة؟ لأنك أنت أيها "الإنسان" الذي تبذل جهوداً حثيثة ومساعي للحصول على الطاقة وطرق تطويرها وتعزيز المصادر المتجددة، أصبحت "عصب" هذا المجال، ومحوره الأساسي، وشغله الشاغل ومنبع الطاقة ذاتها.

وما يبحث عنه الإنسان صار هو مصدره ومستقبله الواعد لكثير من الأبحاث والدراسات التي تتبارى وتتضافر للبحث والتنقيب عن طرق بديلة وغير مكلفة ونظيفة في الوقت ذاته، فلتتوقف قليلاً أيها الباحث وتفكر برهة وتنظر حولك، فلن تجد أفضل من جسمك للاستفادة من الطاقة المهدرة عنك في كثير من المجالات، فهناك باحثون نجحوا في استخراج الطاقة النظيفة من "بول" الإنسان وآخرون من حرارة جسمه.

كما تمكن علماء من تحويل حركة الانسان إلى طاقة، وهذا في حد ذاته "ضرب عصفورين بحجر واحد" الاستفادة من الطاقة الناتجة من الحركة وتخزينها وتحويلها إلى طاقة كهربائية، وفي الوقت نفسه ينعكس إيجاباً على صحة الانسان والحفاظ على جسمه ورشاقته وحمايته من العديد من الأمراض الخطيرة الشائعة الذي يعد السمنة أحد مصادره الأساسية.

وبالعودة إلى الانسان مصدر واعد للطاقة في وقت تعاني فيه العديد من الدول من أزمة طاقة وما رافقها من تغيرات مناخية لا تبالي بالكنز المكنون داخل الكتلة البشرية لسكانها، فلتولي هذه الدول بقدر جهودها المبذولة على قدم وساق من أجل الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة كالشمس والرياح والماء، جل اهتمامها أيضاً بالمصدر الذي لا ينضب أبداً أي "الانسان" ليس بحرارة جسمه أو نفسه أو حركته فحسب، بل بمخلفاته أيضاً. فلتطوع أيها الانسان أفضل مصدر طبيعي ونظيف في العالم وهو "أنت" من أجلك "أنت".

كم هو طريف ومفيد أن يصبح البشر مصدراً للطاقة بعد أن كانوا يلهثون وراءها في البحار والمحيطات وتحت الأرض، وهناك دول مثل الهند والصين ومصر لديها كثافة سكانية كبيرة، وتلك الأخيرة بدلاً من توجيه جهود سكانها للنمو والتنمية، تشكو من الأزمة السكانية ومعدل النمو السكاني الذي بلغ 2.6 في أحدث احصائياتها في إطار أبعاد القضية السكانية وتطرح مقترحات لمواجهة تداعياتها، فلتُسخر القدرة البشرية بها ولها من أجل تحريك الاقتصاد الذي يعد الانسان محركه الأول.

وفي ظل دعوات عالمية تنادي إلى التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة لمكافحة تغير وتلوث المناخ وإنقاذ كوكب الأرض من الدمار، فلتكن البداية من وبالإنسان. فلنطلق نحن البشر دعوة أو ندشن مبادرة هدفها حث الدول المتقدمة خليجياً وعربياً وغربياً بإنشاء مختبرات وإجراء أبحاث مستفيضة تتمحور حول الطاقة المهدرة عن 7 مليار شخص هم عدد سكان العالم تقريباً. بالله عليكم تخيلوا ماذا سينتج عنها؟