الأربعاء 8 نوفمبر 2023 / 19:21

نهيان بن مبارك يرعى فعاليات "النداء العالمي من أجل المناخ"

تحت رعاية رئيس دولة الإمارات العربية المتَّحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، شَهِدَت العاصمة الإماراتيَّة أبوظبي انعقاد فعاليات توقيع "النداء العالمي لقادة ورموز الأديان من أجل المناخ"، وذلك بحضور وزير التسامح والتعايش الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان والرئيس المعين لمؤتمر الأطراف COP28 الدكتور سلطان الجابر، ووكيل الأزهر ممثلًا عن فضيلة شيخ الأزهر الأستاذ الدكتور محمد الضويني.

وحضر أيضاً  أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان، ممثلًا عن قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية الكاردينال بيترو بارولين، والأمين العام لمنظَّمة الأمم المتحدة أنطونيو غويتريش، الذي شارك بكلمة مسجلة عبرتقنية الفيديو، والأمين العام لمجلس حكماء المسلمين المستشار محمد عبد السلام، إلى جانب عددٍ من قادة ورموز الأديان والأكاديميين والسكَّان الأصليين وخبراء البيئة حول العالم.

وخلال الجلسة الافتتاحية للقمة، قال وزير التسامح والتعايش الإماراتي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان إنَّ "التزام قادة الأديان الواضح بحماية كوكب الأرض يلهمني ويملأني بالأمل والثقة"، مشيراً إلى أن COP28 سيجمع العالم من أجل تحقيق هدف مشترك وهو الحَدُّ من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى أقل من مستوياتها ما قبل الثورة الصناعية، والإسهام في تحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ، مؤكداً أن جميعنا نتشارك الواجب المقدس بحماية كوكب الأرض وقاطنيه لذلك تشكل القمة اليوم مثالًا على العمل الدوؤب الذي نحن مدعوون للقيام به، ووجَّه خطابه إلى الحضور من القادة الدينيين، قائلًا: "أنتم قادة العالم الديني ونأمُلُ أن تكون لمبادراتكم وحواراتكم اليوم دورًا بارزًا لمواجهة تحديات المناخ وحماية كوكبنا".
 

نموذج عالمي 

ولفت إلى أنَّ استضافة دولة الإمارات لـ COP28، تتَّسقُ مع رؤية الحكيمة لقيادتنا الرشيدة ممثلة في رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الراعي الكريم لهذه القمة، تسعى دولة الإمارات بكل جِدٍّ ومثابرة لتكون النموذج العالمي نحو مستقبل مستدام، مشيدًا بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين، ورئاسة مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة لإرسال نداء من دولة الإمارات العربية المتحدة إلى العالم، من أجل مناصرة الأمل والسلام والعناية بالأرض وسكانها.
 

 
ودعا النداء، الذي وقَّعَ عليه 28 من القادة والرموز الذين يمثِّلُون 18 ديانة وطائفة ومذهبًا دينيًّا حول العالم، المسئولينَ وقادةَ الحكومات إلى الاستجابة العاجلة من خلال التتبع السريع لتحولات الطاقة لضمان العدالة والإنصاف والامتثال للقيم الأخلاقية، وحث رجال الأعمال وصنَّاع السياسات على تبني تحولٍ سريع وعادل إلى مصادر الطاقة النظيفة، وتشجيع الاستثمار فيها.
 
وأكَّد قادة ورموز الأديان في ندائهم التاريخي من أجل المناخ دعمهم لـ"جناح الأديان" في COP28 ، الذي ينظِّمُه مجلس حكماء المسلمين ورئاسة COP28 وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة والكنيسة الكاثوليكية ووزارة التسامح والتعايش، وذلك للمرة الأولى في تاريخ مؤتمر الأطراف، والتشجيع على مواصلة الاجتماع في مؤتمرات الأطراف المستقبليَّة لإرسال رسالة أمل ودعوة إلى العمل، ودعم تطوير الخطاب البيئي القائم على الإيمان.

نسيج محكم 

وناشد قادة الأديان ورموزها القادةَ صنَّاعَ القرار المجتمعين في مؤتمر الأطراف COP28 بضرورةِ العمل على اغتنام هذه اللحظة الحاسمة والتحرك بشكلٍ عاجلٍ، وتكوين نسيجٍ محكمٍ من العمل المشترك والمسؤولية العميقة، وبث الشعور بالأمل في نفوس الأجيال القادمة، وتعزيز الجهود المشتركة للشروع في هذه المسيرة نحو مستقبلٍ يتَّسم بالصمود والوئام والازدهار لكافة صور الحياة على كوكب الأرض.
 

شجرة الغاف

كما  شَهِدَ  الشيخ نهيان  مراسم التوقيع على "النداء العالمي لقادة ورموز الأديان من أجل المناخ"، التي أُقِيمَت في الجلسة المسائيَّة لفعاليات اليوم الأول من القمة؛ حيث قام أبرز القادة والرموز الدينيين المشاركين بزراعة "شجرة الغاف" التي تمثِّل رمزًا لمكافحة التصحُّر وتقليل الانبعاثات الكربونية وتحسين جودة الهواء، وهي أيضًا مرتبطة بالموروث الشعبي والبيئي والحضاري لدولة الإمارات، ثم قام قادة الأديان ورموزها بالتَّوقيع على النداء، وتسليمه إلى الرئيس المعين لمؤتمر الأطراف COP28 وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدِّمة بدولة الإمارات الدكتور سلطان الجابر، ليسلّمه بدوره إلى قادة العالم، الذين سيجتمعون في مؤتمر الأطراف COP28، الذي تستضيفه دولة الإمارات العربية المتَّحدة في الفترة من  30 نوفمبر (تشرين الثاني) 12 ديسمبر  2023.
 
عَقِبَ ذلك ألقى الدكتور سلطان أحمد الجابر، كلمةً أكَّد فيها أنه وفقًا لرؤية القيادة وتوجيهاتها في دولة الإمارات العربية المتحدة، تحرص رئاسة مؤتمر الأطراف COP28، على تطبيق مبدأ احتواء الجميع وتوحيد الجهود والتعاون من أجل تحقيق التقدُّم المنشود في العمل المناخي العالمي، مشيرًا إلى أن البيان الذي وقَّعَ عليه رموز وقادة الأديان وجمع الأديان المتباينة يمثل إعلانًا للوحدة والتماسك والمسؤولية، والإيمان المطلق بأهمية دور الأديان ورموزها في حماية عالمنا الضعيف والهش.