القوات الإسرائيلية تدخل قطاع غزة (رويترز)
القوات الإسرائيلية تدخل قطاع غزة (رويترز)
الأربعاء 15 نوفمبر 2023 / 09:13

إسرائيل تقتحم مستشفى الشفاء في غزة وتطالب حماس بالاستسلام

قال الجيش الإسرائيلي، إنه ينفذ عملية ضد نشطاء حركة حماس في مستشفى الشفاء بقطاع غزة، اليوم الأربعاء، وطالب جميع أعضاء الحركة في المستشفى بالاستسلام.

وقبل ذلك بأقل من ساعة، حوالي الساعة الواحدة صباحاً بالتوقيت المحلي، قال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، إن "إسرائيل أبلغت المسؤولين في القطاع بأنها ستقتحم مجمع مستشفى الشفاء خلال دقائق".

وأضاف "الاحتلال لم يحدد هل سيدخل المجمع، هو قال إنه سيتم خلال الدقائق اقتحام مجمع الشفاء الطبي، ولكن كيفية الاقتحام وآلية ونوايا الاقتحام لا نعلم"، وتابع "أبلغنا اللجنة الدولية للصليب الأحمر وما طلبه الاحتلال حتى يكون لدى الجميع الحذر بعدم التواجد".

وقال مدير عام وزارة الصحة في غزة، الدكتور منير البرش، إن القوات الإسرائيلية اقتحمت الجانب الغربي من المجمع الطبي.. وأضاف أن هناك انفجارات كبيرة ودخل الغبار إلى المناطق التي هم فيها، مشيراً إلى اعتقاده بوقوع انفجار داخل المستشفى.

مصير مقلق 

وبعد مرور 5 أسابيع منذ بدأت إسرائيل هجومها على غزة، أصبح مصير مستشفى الشفاء مثار قلق دولي بسبب تدهور الأوضاع فيه.. وأثارت محنة المدنيين في غزة دعوات لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: "تعمل قوات الجيش ضد منظمة حماس الإرهابية في جزء معين من مجمع الشفاء الطبي، حيث تستند هذه العلمية إلى معلومات استخباراتية وحاجة عملياتية"، وأضاف "تضم قوات الجيش الإسرائيلي فرقاً طبية ومتحدثين باللغة العربية، خضعوا لتدريبات محددة، للاستعداد لهذه البيئة المعقدة والحساسة بهدف عدم إلحاق أي ضرر بالمدنيين".

وتقول إسرائيل إن حماس لديها مركز قيادة تحت مستشفى الشفاء، وهو الأكبر في غزة، وتستخدم المستشفى والأنفاق الموجودة تحته في العمليات العسكرية واحتجاز الرهائن.. وتنفي حماس ذلك، وصرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر لشبكة "سي.إن.إن"، بأن المستشفى والمجمع كانا بالنسبة لحماس "محوراً مركزياً لعملياتها وربما حتى القلب النابض وربما حتى مركز الثقل".

وقالت الولايات المتحدة، أمس الثلاثاء، إن لديها معلومات مخابراتية تدعم هذه الاستنتاجات.

ومن ناحيتها، قالت حماس، اليوم الأربعاء، إن "تبني البيت الأبيض والبنتاغون لرواية الاحتلال الكاذبة، والزاعمة باستخدام المقاومة لمجمع الشفاء الطبي لأغراض عسكرية، كان بمثابة الضوء الأخضر للاحتلال لارتكاب المزيد من المجازر بحق المدنيين"، وأضافت "نحمّل الكيان المحتل وقادته النازيين الجدد والرئيس بايدن وإدارته كامل المسؤولية عن تداعيات اقتحام جيش الاحتلال لمجمع الشفاء الطبي".

جرائم بحق الإنسانية 

وشنت القوات الإسرائيلية معارك شرسة في الشوارع ضد مقاتلي حماس خلال الأيام الـ 10 الماضية، قبل أن تتقدم إلى وسط مدينة غزة والمنطقة المحيطة بمجمع الشفاء الطبي.. وتعهدت إسرائيل بتدمير حماس رداً على هجوم الحركة عبر الحدود عليها في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وتقول إسرائيل إن حماس قتلت 1200 شخص في الهجوم واحتجزت أكثر من 240 رهينة.

وفي الضفة الغربية المحتلة، قالت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة إن "قوات الاحتلال الإسرائيلي ترتكب جريمة جديدة بحق الإنسانية والطواقم الطبية والمرضى بحصارها وقصفها لمجمع الشفاء الطبي"، وأضافت في بيان "نحمل قوات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الطاقم الطبي والمرضى والنازحين في مجمع الشفاء الطبي".

ظروف قاسية

وقال القدرة: "نتحدث عن قرابة 650 من الجرحى والمرضى والأطفال، نتحدث عن قرابة هذا العدد أيضاً من الطواقم الطبية، من 5 إلى 7 آلاف نازح داخل مجمع الشفاء الطبي، من الأطفال والنساء والمسنين وعوائل بأكملها في كافة أرجاء مباني مجمع الشفاء الطبي، والآن حالة من الذعر بين هؤلاء جميعاً، الواقع صعب للغاية".

وتقول حماس إن جميع هؤلاء محاصرون داخل المستشفى تحت نيران متواصلة من القناصة والطائرات المسيرة الإسرائيلية.. وأضافت الحركة أن 40 مريضاً لقوا حتفهم في الأيام القليلة الماضية في ظل نقص الوقود والمياه والإمدادات.

وبقي 36 طفلاً من جناح الأطفال حديثي الولادة بعد وفاة 3 منهم.. ومن دون وقود للمولدات اللازمة لتشغيل الحضانات، تُبذل أقصى الجهود الممكنة للحفاظ على أجسام الأطفال دافئة مع وضع كل 8 معاً على سرير.

وأوضح القدرة أن المحاصرين في المستشفى حفروا مقبرة جماعية، أمس الثلاثاء، لدفن المرضى الذين توفوا وإنه لا توجد خطة لإجلاء أطفال خدج (ناقصي النمو)، على الرغم من إعلان إسرائيل عرضاً لإرسال حضانات متنقلة، مشيراً إلى أن هناك نحو 100 جثة متحللة بالداخل ولا توجد وسيلة لإخراجها.

ومن جهته، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه منزعج للغاية من "الخسائر الفادحة في الأرواح" في المستشفيات.. وأضاف المتحدث للصحافيين "باسم الإنسانية، يدعو الأمين العام إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية".

ويقول مسؤولون طبيون في غزة، إنه تأكد مقتل أكثر من 11 ألفاً في الضربات الإسرائيلية، حوالي 40% منهم أطفال، وحصار عدد هائل آخر تحت الأنقاض، وأصبح حوالي ثلثي سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بلا مأوى، وغير قادرين على الفرار من المنطقة التي ينفد فيها الغذاء والوقود والمياه الصالحة للشرب والإمدادات الطبية.

قانون دولي

ويقول مسؤولون في مجال حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، إن استهداف إسرائيل لمستشفى الشفاء يثير تساؤلات حول كيفية تفسيرها للقوانين الدولية، المتعلقة بحماية المنشآت الطبية وآلاف النازحين اللاجئين إليها.

والمستشفيات هي مبانٍ محمية بموجب القانون الإنساني الدولي.. لكن مسؤولي الأمم المتحدة قالوا إن المزاعم بأن مستشفى الشفاء يستخدم أيضاً لأغراض عسكرية أدت إلى تعقيد الوضع، لأن ذلك من شأنه أيضاً أن ينتهك القانون الدولي.. والمنشآت الطبية المستخدمة في أعمال تلحق ضرراً بالعدو، والتي تجاهلت تحذيراً بالتوقف عن القيام بذلك، تفقد الحماية الخاصة التي تتمتع بها بموجب القانون الدولي.

وقال مدير مكتب هيومن رايتس ووتش في إسرائيل وفلسطين، عمر شاكر قبل الاقتحام الإسرائيلي، إنه "حتى لو ثبت أن حماس تستخدم المستشفيات في العمليات العسكرية، فإن القانون الدولي يتطلب توجيه تحذيرات فعالة قبل الهجمات"، وأضاف أن "هذا يعني أن الناس هناك بحاجة إلى مكان آمن للذهاب إليه وطريقة آمنة للوصول إلى هذا المكان".

وتابع أن "هذا أمر مقلق للغاية، لأنه عليك أن تتذكر أن المستشفيات في غزة تؤوي عشرات الآلاف من النازحين".. وقالت إسرائيل في بيان، اليوم الأربعاء، إنها أمهلت سلطات غزة 12 ساعة لوقف الأنشطة العسكرية من داخل المستشفى، مضيفة "للأسف لم يحدث ذلك".

وقال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، في بيان صدر في 30 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بشأن الهجمات على المواقع المحمية مثل المستشفيات، إن "إسرائيل ستحتاج أيضاً إلى إثبات التطبيق السليم لمبادئ التمييز والحيطة والتناسب".

وأضاف أنه "على الرغم من إمكانية فقدان وضع الحماية بموجب القانون الدولي، فإن عبء إثبات فقدان الحماية يقع على عاتق من يطلقون النار أو القذائف أو الصواريخ".