الرئيس الأمريكي جو بايدن ونجله هانتر (أ ف ب)
الرئيس الأمريكي جو بايدن ونجله هانتر (أ ف ب)
الجمعة 15 ديسمبر 2023 / 18:19

"تحقيق عزل بايدن".. نعمة أم نقمة قبل الانتخابات؟

رغم سلبيته ظاهرياً، إلا أن التحقيق الرامي لعزل الرئيس الأمريكي جو بايدن يمكن أن يعزز فرصه بالفوز بولاية ثانية في انتخابات العام المقبل.

لا شك في أن الرئيس الديمقراطي (81 عاماً)، بات أمام سنة انتخابات صعبة، بعدما صوّت مجلس النواب الذي يهيمن عليه الجمهوريون، مباشرة قبل عطلة نهاية العام، لصالح فتح تحقيق رسمي في الشبهات بأنه استفاد من تعاملات نجله هانتر المالية في الخارج.
تبدو استراتيجية بايدن في الرد واضحة من الآن: "اعتبار الاتهامات مجرّد مسرحية سياسية، واتهام مجلس النواب بالسعي لعرقلة خططه، وحتى جمع الأموال من أجل منافسته المحتملة مع دونالد ترامب".
وقال أستاذ السياسة في جامعة جورج واشنطن تود بيلت لفرانس برس: "لا يرغب أي رئيس بأن يتم عزله".

وأضاف أنه مع ذلك، "فإن المعنى السياسي لذلك هو أن الخطوة تقدّم هدية في الواقع لجو بايدن".

وتابع أن رد البيت الأبيض الذي صدر بعد دقائق من جلسة تصويت الأربعاء "انتقل بشكل سريع جداً إلى الاقتصاد، وإلى حقيقة أن الكونغرس لم ينجز الكثير، وبأنه مهووس بسياسات دونالد ترامب للانتقام بدلاً من إتمام العمل الذي يؤثر على الناس".


"مسرحية سياسية"
فشل الجمهوريون حتى الآن في تقديم أدلة على فساد الرئيس، وحتى إن عزل مجلس النواب بايدن في نهاية المطاف، فإن أي محاولة لإزاحته من المنصب ستدفن فوراً في مجلس الشيوخ.
لكن الجمهوريين في مجلس النواب مضوا قدماً بالتحقيق لإدراكهم بأنه يوفّر منصة مهمة لمهاجمة بايدن، ويساعد في صرف الانتباه عن المحاكمات الجنائية التي يواجهها ترامب علماً بأن الأخير واجه إجراءات العزل مرّتين.
ويتقدّم ترامب على بايدن في استطلاعات الرأي الأخيرة، ولطالما حضّ الجمهوريين على عزل بادين الذي فاز على ترامب في انتخابات 2020، بغض النظر عن الأدلة ضده.
واشتكى ترامب الخميس من أن "بايدن محظوظ لأنه يحظى بتحقيق فحسب، وهو مذنب إلى أبعد حد".
وبينما باع ترامب سلعاً تحمل صورته الجنائية واعتبر التهم الموجّهة إليه بأنها "مطاردة شعواء"، وصفت حملة بايدن التحقيق المرتبط بالعزل بأنه "مسرحية سياسية بممثلين رديئين"، في رسالة عبر البريد الإلكتروني أرسلتها نائبة الرئيس كامالا هاريس ساعية لتبرّعات لا تتجاوز خمسة دولارات.
وذكرت وسائل إعلام أمريكية بأن الرسالة كانت الأكثر انتشاراً هذا الأسبوع.


"حيلة"
وصف بايدن اتهامات الجمهوريين بأنه استفاد من تعاملات نجله المالية في أوكرانيا والصين أو استغل اسمه لتسهيل صفقات أبرمها هانتر، بأنها "أكاذيب" و"حيلة سياسية لا أساس لها".
لكن يرجّح في 2024 بأن "يهمّش" الاتهامات، ويشير بدلاً من ذلك إلى الفوضى في مجلس النواب، حيث يواجه تمويل مخصص لأوكرانيا عراقيل في ظل خطر الإغلاق الحكومي، بحسب بيلت.
وأضاف أنه "إذا تواصل ذلك على مدى دورة الانتخابات، فكل ما يتعيّن على الرئيس القيام به هو الإشارة إلى الكونغرس والقول: (أنظروا ما الذي يفعله هؤلاء)".


وفي الأثناء، تبنى هانتر بايدن الذي لطالما دعمه والده خلال فترة تعاطيه المخدرات والمشاكل القانونية التي واجهها، استراتيجية قائمة على المواجهة.

فعقد الأربعاء مؤتمراً صحافياً وصف خلاله الجمهوريين بأنهم "بلا خجل".

ويواجه هانتر (53 عاماً)، اتهامات فيدرالية متعلقة بحيازة لأسلحة النارية والتهرب الضريبي.

لكن منصة "أكسيوس" الإخبارية الأمريكية أفادت بأن استراتيجية بايدن أدت في الواقع إلى "توتر" مع البيت الأبيض، الذي يتبع نهجاً يقوم على تجنّب المخاطر.

في الأثناء، يمكن لبايدن بأن يعزي نفسه عبر حقيقة أن إجراءات العزل السابقة لرؤساء أمريكيين (آندرو جاكسون في 1868، وبيل كلينتون في 1998، ودونالد ترامب في 2019 و2021)، فشلت جميعها في إزاحتهم من السلطة، أما ريتشارد نكسون فاستقال عام 1974 قبل عزله.

مع ذلك، فإن العملية لا تخلو من المخاطر السياسية، أوضح بيلت أن أي محاولة من البيت الأبيض للإشارة إلى امتيازات تنفيذية والامتناع عن تقديم أدلة يمكن أن تعطي الجمهوريين الذخيرة اللازمة لتأكيد اتهاماتهم بأن بايدن يخفي أمراً ما.

وفي النهاية، يمكن على الدوام بأن تطرأ مفاجآت، وقال بيلت: "تظهر أمور جديدة أحياناً في التحقيقات. لا أحد منا يعرف، أليس كذلك؟".