الأحد 7 يناير 2024 / 20:24

شكراً محمد البواردي

تزخر المؤسسة العسكرية بنماذج تجسد التفاني في خدمة الوطن، وشخصيات وهبت حياتها لحماية المصالح الوطنية للدولة.

وعبر مسيرته المهنية الحافلة تتلمذ على يده الكثيرون، وتجدهم دوماً حريصين على الاستنارة برأيه، وهناك دروس لا يبخل بذكرها الوزير  محمد البواردي متى سنحت الفرصة، فعندها يتحدث عن البدايات المتواضعة وقصص الآباء، وتأخذك التفاصيل إلى ذات الخلاصة، وهي أن حياة الآباء كانت رحبة رغم ضيق العيش، كانوا مكافحين شاكرين الله على نعمه متراحمين فيما بينهم، كانوا أناساً رضوا بما كتب الله لهم وآمنوا بأن الرضا جنة الدنيا.
كتبٌ هداياه؛ فلا تخلو لقاءاته مع ضيوف الدولة إلا ويهدي معالي محمد بن أحمد البواردي الفلاسي كتابين، وأحياناً أكثر، إلى ضيفه. وهي كتب عن حياة الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه وتاريخ الدولة بالإضافة إلى كتب الحياة الفطرية وحماية البيئة.
حياته المهنية شملت إدارة صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحيَّة، والصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، وعضوية كل من مجلس إدارة شركة توازن القابضة، ومجلس أمناء المنتدي العربي للبيئة والتنمية، والمدير التنفيذي والعضو المنتدب لهيئة البيئة - أبو ظبي، ونائب رئيس مجلس الإدارة في مجلس أمناء جامعة أبو ظبي، وعضو اللجنة التنفيذية لمجلس الإدارة في مجلس شركة مبادلة للاستثمار، وعضو كل من شركة مبادلة للتنمية، ولجنة وضع وتنفيذ الاستراتيجيات المائية والزراعية في إمارة أبو ظبي، وأميناً عاماً ورئيساً للأمانة العامة للمجلس التنفيذي في أبوظبي.
في الممر المؤدي إلى مكتبه في وزارة الدفاع سترى صوراً لشيوخ آل نهيان حكام أبوظبي وسنوات حكمهم، وذات مرة دار الحديث عن ألقاب حكام ابوظبي، وتوقفنا عند لقب "الغني بالله والفقير إلى الله"، فعلق معاليه قائلاً: "من تواضع لله رفعه"، واكتفى بقول ذلك.
من الأرجح أن البواردي سيصل إلى مغزى الموضوع الذي تتحدث عنه أمامه أسرع مما تتوقع، يختصر عليك المسافة ولكنه لا يستعجل حديثك ويمكنك أن تسترسل في طرحك معه، وقد تشعر بأنك في جلسة عصف ذهني توصلك إلى خلاصة ما تريد أن تقول في فترة وجيزة.
ربما لأن البواردي من أسرة عرفت الصيد بالصقور فهو يحفز من يستمع إليه أن يقتنص الفرصة، وإن حدثك عن تحد ما ترى حينها واقعية وشفافية الحديث ليوصلك إلى الحلول الممكن تحقيقها.
محمد البواردي رجل ينتقي كلماته بإيجاز ليقول فيها الكثير، فتصلك حكمته بانسيابية كطبعه الهادئ.
لك الشكر الجزيل معالي الوزير.