حاكم الشارقة يكرم علي الشعالي(من المصدر)
حاكم الشارقة يكرم علي الشعالي(من المصدر)
الثلاثاء 9 يناير 2024 / 17:57

الأديب علي الشعالي لـ24: الإمارات منارة معرفة وقبلة لمحبي الأدب والفنون

كرم عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي مساء أمس الفائزين بجائزة الشارقة للشعر العربي لعام 2024 في نسختها الـ 12 في حفل أقيم بقصر الثقافة، وذلك ضمن فعاليات مهرجان الشارقة للشعر العربي الذي تنظمه دائرة الثقافة، ومن ضمن المكرمين الشاعر والأديب الإماراتي علي الشعالي، الذي قال: "التكريم يعتبر جذبا لمجالي الأصلي وتعزيزا لهويتي الفنية والأدبية، وفيه محبة من والد لأبنائه، والشارقة والإمارات منارة للمعرفة وقبلة لمحبي الأدب والفنون".

وبهذه المناسبة أكد الشعالي في تصريح خاص لـ24"أسعدني وشرفني أن كرمني البارحة ضمن مهرجان الشارقة للشعر العربي، الشيخ الدكتور سلطان القاسمي ضمن أنشطة الافتتاح الرسمي للمهرجان، لقد كان احتفالاً مليئا بالود قبل كلّ شيء، جلسنا جلسة الأبناء مع والدهم يطمئن علينا وعلى مسيرتنا ومنتجنا الإبداعي، وهذا يمثل بالنسبة لي دافعاً وحافزاً على الاستمرارية، خاصة أني في السنوات الماضية حرفت تجربتي قليلاً لأجرب قلمي في مجال السرد، وكتبت رواية ومجموعة قصصية، ومجموعة من المقالات في الكتابة والنثر، لكني لم أترك الشعر البتة، رغم أني انشغلت بأجناس أدبية أخرى، وتكريمي في المهرجان يعتبر جذبا لمجالي الأصلي وتعزيزا لهويتي الفنية والأدبية، وفيه محبة من والد لأبنائه، والشارقة والإمارات منارة للمعرفة وقبلة لمحبي الأدب والفنون".
وأضاف: "اخترت إلقاء "قصيدة "حنين" أثناء حفل الافتتاح والتكريم لأن لها معزة خاصة لدي فهي انعكاس لمرحلة معينة من الذكريات والعمر الماضي، وكما هو معروف فالشاعر يكتب نفسه، وحياته، وهواجسه وأفكاره، وحتى ما تضمنته القصيدة من عناصر فهي محببة لي، مثل قولي
والذكرياتُ إذا فشتْ
بُنٌّ يضوعُ وزنجبيلُ
فالأصدقاء دوماً يذكرون أن بسبب حبي للقهوة أدخلتها حتى في قصائدي العاطفية".
وقال: " كما قرأت قصيدة أخرى أعدت خصيصاً لحفل الافتتاح، والتكريم وفيها يشاكي القلم المعاني التي تتعزز وتتمنع عليه، ويركض خلفها كحصان يضبح بأقصى درجات السرعة، للحصول على هذه المعاني، للإتيان بقصيدة مليئة بالمجاز، والجمال بحسب النص، تليق بالحفل وراعيه".
وأضاف الشعالي: "أكرر شكري لكم والحقيقة أن الإمارات بخير، بقاداتها، رئيس الدولة ونائب الرئيس، وباقي الحكام، الذين يعتنون بالثقافة ويعلمون أنها مكون رئيسي في منظومة التنمية، وفي صرح الحضارة وركن ركين في إسعاد المواطن الإماراتي والمقيم، فلهم جميعاً تحية عرفان ومحبة على جهودهم العظيمة في الارتقاء بالحركة الثقافية وازدهارها دوماً".
وختم: "بالنسبة لمشروعي المقبل، فهو يتضمن الاستمرار في كتابة نصوص شعرية فالشعر جزء من تكويني لا أختاره ولكنه يأتيني ويختارني، أيضاً لدي رواية تجريبية فيها نمط آخر، بما في ذلك لغتها البصرية، يشترك فيها الشعر مع السرد، وآمل أن أتمها في نهاية عام 2024، وقد كتبت فصولها الأولى وهيكلها كاملا في برنامج إبداعي وتفرغ إقامة أدبية، حضرتها منذ شهر أغسطس (آب) حتى نوفمبر (تشرين الثاني) في ولاية أيوا الأمريكية، والرواية جاهزة، تحتاج فقط وقتاً للكتابة، أما المشروع الثالث الذي أعمل عليه أيضا فهو كتابة نصوص  شعرية باللغة الإنجليزية بدأتها ضمن نفس البرنامج، كإستجابة لأعمال فنية، وأعمل حالياً على زيارة عدة متاحف للاستجابة لأعمال تؤثر في إلهامي.

تجربة ثرية

يشار إلى أن علي الشعالي، شاعر، ناشر، وناشط ثقافي، يحمل درجة بكالوريوس هندسة مدنية وشهادة الماجستير في إدارة المشاريع، وقد شغل منصب المدير التنفيذي لمهرجان دبي الدولي للشعر 2009، ومدير إدارة النشر والترجمة، ثم مدير إدارة أول لإنتاج المعرفة في مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم في الفترة بين 2008-2014.
وهو صاحب تجربة متنوعة وقد أصدر المجموعات الشعرية: "نحلة وربابة"، و"وجوه وأخرى متعبة"، و"للأرض روح واحدة"، و"دلّوني على الكهف"، و"العشب يشبهنا والغيم".
كما صدرت له رواية بعنوان: "الحيّ الحيّ"، ومجموعة مقالات في الكتابة والنشر بعنوان: "حجرات ذات نوافذ"، وقد وصلت أعماله للقائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب، وحازت جائزة العويس للإبداع الأدبي، ولاقت استحسان النقاد، والجمهور.
وقد شغل الشعالي أدوارًا متعددةً مثل: نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الناشرين الإماراتيين، وعضو مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، وعضو مجلس إدارة مبادرة "1971" الصادرة عن مكتب ولي عهد دبي، وهو ناشط في عدة مؤسسات ولجان ثقافية منها: اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وله العديد من المشاركات في أمسيات، ومهرجانات أدبية على الصعيد المحلي، والإقليمي، والدولي، كان آخرها البرنامج الدولي للكتابة المقدم من جامعة أيوا الأمريكية في العام 2023، وقد أسس الشعالي مجموعة الهدهد للنشر والتوزيع عام 2011، المتضمنة دار الهدهد للأطفال والناشئة، ودار اللوهة للكبار، ومكتبة فلامنجو.
وتالياً نص قصيدة "القلم والمعاني" أحدث ما كتب الشعالي:
شابَتْ عروقُ الليل من تَحنانِهِ
صبٌّ تلظّى بالبعادِ ورانِهِ
مهما استعاذ بِمَحبَسيه تجمّلًا
تتقاطرُ الأشواقُ من آذانِهِ
يهفو لتمسيدِ المجازِ خيالَهُ
واهٍ لشحّ الموج عن شطآنِهِ!
إن لم يكُ الْعَوْدُ الحميدُ بمُوشِكٍ
فترفّقي بِالغَضّ من أغصانِهِ
وتعهّديه بغَيْمةٍ سحّاحةٍ
وصحائفٍ تَلتذّ ضَبحَ حِصانِهِ
وبمُعْجَمٍ لو أنَّ جِنّيًّا قرا
هُ لتاهَ فيه، وصدّ عَنْ أقرانِهِ
عَجلى صِليهِ.. فلا اللُّحونُ روينَهُ
كلّا.. ولا أطفأنَ حَرّ لسانِهِ
من ذا لهُ، إن غيّبتكِ غَلالةٌ
عن ناظريْهِ؟ وهل دوا أحزانِهِ
إلّاكِ؟ يا تاجَ القصائدِ.. أَنطِقيـ
هِ بما يليقُ بِواحدٍ في شانِهِ
رُبَما يطولُ به المسيرُ، وإنّما
أنفاسُنا في الشعر مَهرُ حِسانِهِ
يعدو.. فَيُوري السفحَ، ثم يكرّ كالـسْـ
سَيلِ الحفيلِ يَضجّ في قيعانِهِ
تُطْوى السّهولُ لديه وهو مسافرٌ
قصدَ المعاني، مطلِقًا لعِنانِهِ
الـمُرسَلاتُ كَللْنَ في آثارِه
والذارياتُ ضَللْنَ عن سيقانِهِ
ويشعّ.. لا كالبرق يقضي مسرعًا
بل كالبُراق يبُزّ في إمعانِهِ
طُرْقَ السماءِ، ونحوَ كلِّ فريدةٍ
يسمو سُموَّ العَدْلِ في ميزانِهِ
قد أقسم الله العظيمُ بموقع الشـْ
شِعرى الـمُضافِ إلى عزيز مكانِهِ
والنورِ، والمسطورِ، كلٌّ فاخَرَ الرْ
رَحمن باستحسانِهِ وبَيانِهِ
النورُ هُوْ، سبحانَهُ، والقولُ والـ
أقلام للساعينَ في أكوانِهِ

عَجْلى امْنحيهِ قصيدةً لألاءةً
يرقى بها للنّجمِ في عُنوانِهِ
قزُّ الْودادِ رِداؤُها، وطلاؤُها
تِبرُ الوقارِ، لسيّدٍ مُذ آنِهِ
خفّاقةً كالطّيرِ تعلو للّذي
يختصّ دوحَ الشعر ضِمن جنانِهِ
مُلكٌ تغار الشمس من إشراقِه
طرًّا يضوع الجودُ من أركانِهِ.